IMLebanon

هل يكشف موقف “القوات” أبعاد مبادرة برّي الحواريّة؟

samir-geagea

 

 

كتب عبدالله بارودي في صحيفة “الجمهورية”:

لا تزال الأوساط السياسية اللبنانية منشغلة بالمبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه برّي من النبطية في الذكرى السنوية لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه. وبصرف النظر عن تفاصيل المبادرة وبنودها، إلّا أنّ ما يشغل بال اللبنانيين عموماً توقيت إعلانها ومبرّراته!معظم المؤشرات توحي بأنّ موقف «القوات» من المبادرة الحوارية سيكون سلبياً سارع معظم القيادات السياسية الى الترحيب بمبادرة برّي الحوارية باعتبارها الحلّ الأسلم في ظلّ الصراع الدموي المستمرّ الذي تشهده المنطقة إقليمياً، وتزايد الأعباء والمشكلات والملفات الاقتصادية والاجتماعية الشائكة على كاهل الحكومة محلياً، ما أدّى الى انفجار وغضب شعبيّ عارم، تجلّى في المظاهرات والاعتصامات التي جابت شوارع العاصمة بيروت وساحاتها طوال الأسبوع الماضي.

وفي ظلّ موافقة حزب الكتائب على المشارَكة في الحوار، تنتظر بقية الأطراف السياسية الموقف النهائي لحزب «القوات اللبنانية»، الذي من المفترض أن يكشف عنه غداً السبت، خلال كلمة يلقيها الدكتور سمير جعجع في احتفال القداس السنوي الذي تقيمه «القوات»، لراحة أنفس شهداء الحزب في معراب.

وإن كانت غالبية المؤشرات توحي بأنّ موقف «القوات» من المبادرة سيكون سلبياً، بصرف النظر عن العلاقة الشخصية والإيجابية التي تجمع الرئيس برّي بـ«الحكيم»، إلّا أنه بالنظر الى مجريات الأمور منذ تأليف الحكومة وحتى اليوم، لم يتكشّف للقوّاتيين أيّ تطوّر درماتيكي أو معطى إيجابيّ، يُبرّر موافقتهم على المشارَكة في هذا الحوار، خصوصاً «بعدما برهنت الأيام الماضية، صوابية قرار “القوات” عدم المشارَكة في الحكومة، وإصرارها على تأليف حكومة تكنوقراط»، بحسب ما تقول إحدى الشخصيات السياسية.

في حين يسارع رأيٌ آخر الى الاشارة لإمكانية قبول جعجع مبادرة برّي في ظلّ معطى أساسي، وهو أن تكون قنوات “الحكيم” قد رصدت إشارات خارجية ايجابية في ما يتعلق بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، شبيهة بالتي رصدت في قصر “عين التينة”. ويقول أصحاب هذا الرأي لـ”الجمهورية” إنّ مسارعة كلٍّ من الرئيس سعد الحريري و”حزب الله” الى الترحيب بالمبادرة، يكشف حقيقة الأمر عن موافقة إقليمية للانطلاق بهذا الحوار الداخليّ.

ويضيف هؤلاء أنّ اصرار الجنرال ميشال عون رغم موافقته على المبادرة، على النزول الى الشارع، والطلب من مناصريه التظاهر أمام قصر بعبدا، ومن ثمّ التحضير لمظاهرة ضخمة اليوم، لهُوَ دليلٌ على أنّ الرجل يملك ما يكفي من معطيات تفيد بضآلة حظوظه في الوصول الى سدة الرئاسة، ما يفتح المجال أمامه لإنضاج تسوية سياسية، قد تتأتى من هذا الحوار، كتعويض معنوي، تتيح له تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش أو وزيراً للدفاع في أولى حكومات العهد الجديد، بالإضافة الى بعض المناصب الوزارية الوازنة تعطي دفعاً إيجاباً لتياره وكوادره وأنصاره في المرحلة المقبلة، وفي ظلّ رئاسة صهره الآخر الوزير جبران باسيل.

كلّ هذه المؤشرات بالنسبة الى أصحاب هذا الرأي قد تجيز لـ»حكيم معراب» أن يتماهى مع دعوة صديقه برّي الى طاولة الحوار علّها هذه المرة تخرج بحلول ايجابية لأزمتنا الداخلية المستعصية.

ثمَّة مَن يقول إنّ الاتجاه الذي سيسلكه جعجع للتعبير عن موقف «القوات» سيرسم ملامح هذه المبادرة وأفقها، فإن كان التوجّه القواتيّ، سيسلك طريقاً ايجابياً، فهو مؤشر الى أنّ الاتجاه جدّي هذه المرة للوصول الى بارقة أمل تسفر في نهاية المطاف عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وإلّا فإنّ عدم الموافقة على المبادرة، سيعطي الرأي العام اللبناني انطباعاً بأنّ التسوية لم تُنجز بعد، أو أقلّه بأنها لا تزال بعيدة المنال!