IMLebanon

ماذا تحضّر 8 آذار.. للحوار؟

march-8

 

 

يعكف أفرقاء «8 آذار» منذ أيام على درس جدول أعمال الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي غداً في ساحة النجمة، وذلك بغية توحيد المواقف حيال بنود الحوار والذهاب برؤية موحّدة الى الطاولة.تقول مصادر بارزة في «8 آذار» إنّ المتحاورين ذاهبون الى الحوار بمنطقين ولغتين مختلفتين. فريق يريد الخروج من الطاولة ببند وحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية، وهو فريق «14 آذار» ممثّلاً بنحو أساسي بتيار «المستقبل».

وفريق آخر قوامه كل قوى «8 آذار» سيركز على قانون انتخابي يعتمد لبنان دائرة واحدة وفق النظام النسبي. وقانون كهذا من شأنه إنتاج مجلس نواب متعدد ومتنوّع، ينتخب بدوره رئيس جمهورية تقبل به كل الاطراف وتتعاون معه، ويبدأ العمل على إعادة تشكيل السلطة والتعامل مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والواقع المعيشي للناس.

إنتخاب الرئيس الآن لا يؤدي، بحسب قوى «8 آذار»، الى حلّ الأزمات الضاغطة، وسيبدأ هذا الرئيس عهده بالأزمات وقد تمرّ السنوات الست التي سيقضيها في قصر بعبدا من دون اتفاق القوى السياسية على قانون انتخابي متوازن يشكّل المدخل الطبيعي لعملية الاصلاح السياسي، وبالتالي الاقتصادي والاجتماعي.

هناك شعور يتنامى في صفوف «8 آذار» بأنّ نيّات «المستقبل» وحلفائه ليست وديّة تجاه طاولة الحوار بحد ذاتها، والسبب وجود تباين بين الرئيس سعد الحريري ونظرته الى الحوار ودوره ووظيفته، وبين الرئيس فؤاد السنيورة و«القوات» التي قاطعت كما في السابق، ويمثّل موقفها في الجوهر موقف السنيورة الذي يرى ضرورة انتخاب الرئيس فوراً ومن ثم عقد طاولة الحوار برعايته في بعبدا.

وهذه نظرية ترفضها «8 آذار» لأنّ المطلوب في لبنان خطوات سياسية إصلاحية تمنع الانهيار وتضع ولادة السلطة المقبلة على السكة الصحيحة، وهذا ما يتمّ من خلال انتخابات نيابية بقانون يعتمد النظام النسبي ولبنان دائرة واحدة.

وتعتقد المصادر أنّ برّي «مُتشكّك» حيال نيّات البعض وأدائهم حول دعوته الى الحوار. ولذلك قال صراحة إنّ مقاطعة مكوّنين أساسيّين للحوار سيدفعه الى تأجيله، ويقصد في هذا السياق بحسب مصادر «8 آذار» فريق «المستقبل». فبعد إعلان «القوات» رفض المشاركة في الحوار، والمواقف المتناقضة ضمن فريق «المستقبل» ذاته، هل المطلوب أن تحاور قوى «8 آذار» نفسها؟

إنسحاب «القوات» مفهوم لأنها أصلاً قاطعت جلسات الحوار التي دعا اليها الرئيس السابق ميشال سليمان. امّا المُقلق فهو تناقض المواقف ضمن «المستقبل» حول النظرة الى «فكرة الحوار».

وفي الواقع يبدو أنّ ثمة أصواتاً متعددة ضمن هذا الفريق غير منسجمة مع الموقف الايجابي الذي أعلنه الحريري. وهذا يعكس بحسب المصادر وجود مراكز قوى متنازعة ضمن «المستقبل» نشأت في ظلّ الغياب الطويل للحريري عن البلد، وكل طرف منها يُطلق مواقف شعبوية يريد من خلالها كسب الشارع وتقديم نفسه زعيماً بالوكالة.

المتحاورون سيجلسون في ساحة النجمة تحت ضغط الشارع، والمطالب الاجتماعية والمعيشية تكاد تغرق البلد وتهدد الاستقرار والامن، وهذا ما يدعّم فكرة التحاور في حد ذاتها. وهنا ربما يستفيدبرّي من ضغط الشارع ليضع المتحاورين أمام مسؤولياتهم. ولن يكون مضطراً الى كثير من الشرح حول ضرورات الحوار وأهميته في ظل الظروف المحلية والخارجية.

كلّ غضب الناس سيصِل الى مسامع المتحاورين. الأزمات أمامكم والشارع وراءكم وليس لديكم خيار سوى التفاهم والخروج بمقررات تعطي الأمل للمتظاهرين في الشارع وللمنتظرين في بيوتهم.