تحت شعار “بيروت لكل الناس”، نفذ الحراك المدني، اليوم الأحد، تظاهرة إنطلقت من منطقة برج حمود نحو ساحة النجمة في وسط بيروت، بمشاركة عدد كبير من المواطنين ومواكبة أمنية مشدّدة حفاظاً على سلميتها.
وقبيل وصول المتظاهرين إلى ساحة الشهداء، إندلع إشكال بين عدد من المتظاهرين كانوا موجودين أمام مبنى جريدة “النهار” ومناصرين تابعين لرئيس مجلس النواب نبيه بري كانوا يحملون العصي والسكاكين، على خلفية رفع صورة لقيادات سياسية ودينية تتهمهم بالفساد. ونتيجة لذلك، تعرض متظاهر للضرب على يد أحد مناصري بري وتم إنتزاع قميصه، في وقت عملت القوى الأمنية على تطويق الإشكال وإبعاد مفتعلي الشغب عن محيط التظاهرة منعاً لتوسعه. كما نالت الوسائل الإعلامية حصتها من هذا الإشكال، حيث عمد محتجون على الإعتداء على بعض المراسلين وتحطيم كاميراتهم.
وفي هذا الإطار، أعلنت قوى الأمن الداخلي، عبر حسابها على “تويتر”، عن توقيف المدعو ح. ف (مواليد 1988)، للاشتباه به بالمشاركة بالاشكالات في ساحة الشهداء، وتمنت على جميع المتظاهرين الحفاظ على سلمية الحراك.
ومع وصول المتظاهرين إلى ساحة الشهداء وإحتشادهم أمام مبنى “النهار” تمهيداً للتقدم نحو ساحة النجمة، حصل تدافع بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعد محاولتهم اختراق الحاجز الأمني وهم يهتفون: “توت توت توت عالساحة بدنا نفوت”، في إشارة إلى ساحة النجمة، مطالبين بافساح المجال أمامهم للعبور إلى ساحة النجمة. وقد رموا عبوات مياه باتجاه العناصر الأمنية، ما استدعى استقدام عناصر إضافيين.
وخلال وقت قصير، تراجعت القوى الأمنية إلى الوراء قليلاً، أمام المتظاهرين الذين ضغطوا لفك الحاجز الأمني البشري، في محاولة للوصول إلى ساحة النجمة، وقد تمكنوا لاحقاً من شق طريقهم والوصول أمام مبنى بلدية بيروت ليصبحوا على مقربة من ساحة النجمة وهم يهتفون “سلمية.. سلمية”.
وبعد التمكن من الوصول إلى الشارع المؤدي إلى ساحة النجمة والتجمع لبعض الوقت، بدأ المتظاهرون بمغادرة وسط بيروت، وعاد الهدوء ليخيم على الأجواء في المكان، وتراجعت الهتافات والحماسة.
هذا وأعلنت قوى الأمن الداخلي، عبر حسابها على “تويتر”، عن حالة إغماء في صفوف عناصرها، نتيجة تدافع المتظاهرين معهم في وسط بيروت. كما حصلت حالات إغماء عدة بين المتظاهرين عمل الصليب الأحمر اللبناني على إسعافهم.
وأعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، في إتصال مع “الوكالة الوطنية للاعلام”، عن إصابة 26 شخصاً في الاشكالات التي حصلت خلال التظاهرة، 12 منهم أسعفوا ميدانياً من قبل الصليب الأحمر، 5 مصابين نقلوا إلى مستشفى الجامعة الأميركية: اثنان نقلهما الصليب الأحمر والثلاثة الآخرون بوسائل مدنية، بينما تم نقل 9 مصابين إلى مستشفى رزق بوسائل مدنية.
وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة، أصدرت بياناً، أعلنت فيه أنّ “عدداً من المتظاهرين يقوم بمحاولة خرق السياج الأمني للدخول الى ساحة النجمة”، مؤكدةً أنّ “حق التظاهر السلمي مصان وفقاً للقانون، وأنّ قوى الأمن تحفظ هذا الحق للمواطنين، وأنّه يحق للسلطة المختصة تعديل مسار التظاهرات ونقطة النهاية، وهذا ما يحصل في مختلف دول العالم الديمقراطي. فالمهم أن تكون حرية التعبير مؤمنة بغض النظر عن أي مكان، وأنّ مخالفة هذا القرار يعتبر انتهاكاً لحرية التعبير وتعدياً على القانون”.
وختم البيان: “يرجى من القيمين على التظاهرات إبداء المزيد من التعاون مع القوى الأمنية الساهرة على أمن المواطنين والممتلكات العامة والخاصة على حد سواء”.
