IMLebanon

“القوات” ممتعضة من مسيحيي “14 آذار”!

samir-geagea-new-1

مع عودة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أمس الاول من الخارج اثر زيارة رسمية لقطر واخرى لبعض دول اوروبا، حيث عقد مجموعة لقاءات بقيت بعيدة من الاضواء، يفترض ان تقدم عودته جديدا على مستوى الحراك الداخلي من زاوية موقعه الذي يتفرد به راهنا بين القوى السياسية الداخلية خارج الحكومة والحوار، بما يتيح مراقبة الوضع عن بعد وتوصيف العلاج اذا امكن، بعد معاينة ميدانية يقدمها فريق مستشاريه وكبار معاونيه.

وتقول مصادر قواتية متابعة لـ”المركزية” ان هذا الفريق أعدّ دراسات تتناول جملة عناوين نضجت ظروف معالجتها ضمن ورش عمل علمية، سياسية واجتماعية بعيدا من صخب الشارع وضوضاء الحراك الشعبي بهدف رسم رؤية استراتيجية تقدم حلولا بناءة وهادفة لمعالجة المشكلات التي تضج بها البلاد. وتؤكد ان المقاربات القواتية للحل تركز في شكل اساسي على الملفات السياسية والاجتماعية في ضوء قناعة تامة بان استمرار واقع الحال على ما هو عليه اليوم سيدفع لبنان الى الهاوية، وان مؤسسات الدولة لا يمكن ان تبقى معطلة خصوصا الحكومة لكونها آخر معاقل المؤسسات الدستورية العاملة في زمن الفراغ الرئاسي.

وتشدد المصادر على ان حزب “القوات”، ولئن كان خارج الحكومة السلامية لاسباب لم تعد خافية على أحد ويقاطع الحوار الوطني للمرة الثانية لقناعته بعدم جدواه، بيد انه ليس بعيدا مما يدور في اروقة التسويات السياسية ومحاولة اعادة ضخ الحياة في عروق المؤسسات الدستورية، وهو ينطلق من خريطة الطريق التي رسمها جعجع المرتكزة الى انتخاب رئيس جمهورية اولا ثم اعداد قانون انتخابي واجراء انتخابات نيابية يليها تشكيل حكومة، اذ ان اي مسار للحل لا يمكن الا ان يمر عبر معبر رئاسة الجمهورية، وغير جائز في اي حال تبديل الاولويات لان من شأنه ان يولد حالة انقلابية ليس الوقت وقتها.

وليس بعيدا، تستغرب اوساط نيابية قواتية كيف ان فريق 14 اذار عموما والمسيحيين منهم خصوصا، انجرّ في جلسة الحوار أمس الى مناقشة بندي قانون الانتخابات ومنح الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني تحت عنوان الرئاسة من دون ان يتنبه الاطراف كافة الى هذه المحاولة، وقد اعلنوا في بداية الحوار رفض مناقشة اي بند قبل بت البند الاول، “رئاسة الجمهورية”. وتعتبر ان الرئيس نبيه بري وكما “يقطّع الوقت” بالحوار الداخلي الى حين نضوج التسوية الاقليمية، كذلك يعمد الى تمرير الوقت الضائع بطروحات ومشاريع تسويات الارجح ان ايا منها لن يبصر النور قبل موعد احالة قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز الى التقاعد منتصف تشرين الاول المقبل.

من جهة ثانية، تتوقع الاوساط ان تتحرك مجددا بعد عودة جعجع واثر انتهاء زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل لنيويورك وعدد من الولايات الاميركية مطلع الشهر المقبل عقد لقاء بين الجانبين لم يتحدد حتى الساعة شكله وتوقيته، الا ان المستجدات الاخيرة تحتمه. لا سيما تقديم التهنئة القواتية للوزير باسيل برئاسة التيار ورسم اطار للتعاون في المرحلة المقبلة، بعد ورقة “اعلان النيات” التي حددت الخطوط العريضة والارضية المشتركة لهذا التعاون.