IMLebanon

ثورات ” ربيع ” أميركا الجنوبية تسقط البرازيل والأرجنتين عن الحِكم!

chile---brazil

 

 

كشفت الجولة الاولى من مباريات تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال كأس العالم في روسيا 2018 عن استمرار صعود القوى الكروية الجديدة في القارة على حساب كل من البرازيل والأرجنتين.

لا يمكن لأحد أن يتخيل وجود بطولة لكأس العالم دون وجود لكل من البرازيل والأرجنتين ضمن الدول المتأهلة إليها ولكن المؤشرات الحالية تؤكد كل من راقصي السامبا والتانغو يعانون في الفترة الأخيرة.

سقطت البرازيل في كأس العالم بسباعية أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي عام 2014 ومنذ ذلك التوقيت وراقصو السامبا يتخبطون وظهر ذلك من خلال مسابقة كوبا أميركا التي خرجوا منها على يد كولومبيا في الوقت الذي ظهر الوزن النسبي لغياب نيمار كبيرا والذي أثر في مؤشرات الأداء.

خسر منتخب السامبا في الجولة الاولى من التصفيات أمام تشيلي حامل لقب كوبا أميركا بهدفين نظيفين بعد غياب البرازيلي نيمار للإيقاف وإصابة فيرمينو وكوتينيو .. وبتشكيلة كان المهاجم هالك محور أدائها مع كل من أوسكار وويليان نجما تشيلسي.

 

chile---brazil1

 

وإذا كان سوء الحظ يواجه كل من ويليان وأوسكار مع جوزيه مورينيو فإنه لازمهما مع نجوم السامبا وحتى الكرات التي كان يتميز فيها اللاعب ويليان في الكرات الثابتة الخادعة للحراس اختفت آثارها.

وفي المقابل كانت تشيلي حاضرة بقوة على ملعبها الوطني ورغم غياب أرتورو فيدال عن التشكيلة فإن عناصر الدعم كانت ظاهرة على البساط الأخضر متمثلة في ألكسيس سانشيز وفالديفيا ليفوز أصحاب الأرض بهدفين فيما افتقدت البرازيل للمدافع ديفيد لويز أثناء اللقاء بعد ان تعرض لإصابة جرى تغييره على إثرها.

وتمثل خسارة البرازيل لنقاط المباراة دلالة كبيرة خلال التصفيات التي ستلتقي فيها الكثير من القوى الكروية الصاعدة المتمثلة في كولومبيا و أوروغواي فضلا عن اللقاء المنتظر أمام الأرجنتين وكلها مواجهات غاية في الصعوبة إذا ما استهان بها المدير الفني دونغا.

ويسعى دونغا للحصول على أول نقاط في التصفيات على حساب فنزويلا في الجولة القادمة منتصف الأسبوع المقبل ولكن تبقى المفاجآت واردة بسبب نقص الصفوف وعدم تجديد الدماء بعناصر واعدة يمكنها صناعة الفارق وإحياء اسم البرازيل ككائن مرعب للفرق التي تواجهه.

 

ARGENTINE1

 

أما ثاني المباريات الهامة في التصفيات فكانت بين الأرجنتين والإكوادور في بيونيس أيرس والتي شهدت خسارة التانغو على ارضهم بهدفين نظيفين وهي نفس النتيجة التي خسرها بها البرازيل أمام تشيلي مما يمثل تشابها كبيرا في أحوال المنتخبين وإن كانت هزيمة السامبا أخف وطأة حيث أنها كانت خارج أرضهم وأمام فريق حاز على النسخة الأخيرة من كوبا أميركا.

لم تكن خسارة المباراة هي كل ما أفتقده الأرجنتين بل خسر ايضا لاعبه سيرجيو أغويرو مهاجم الفريق الذي خرج على الناقلة في الدقيقة 22 من المباراة بعد تعرضه لإصابة في أوتار الركبة لينضم إلى ليونيل ميسي الذي يفتقده التانغو وبرشلونة بسبب نفس الإصابة.

واضطر تاتا مارتينو المدير الفني للأرجنتيني للدفع بكارلوس تيفيز بدلا من أغويرو بعد أن استبعد غونزالو هيغواين من حساباته بسبب أدائه الذي أثار الجماهير في نهائي مسابقة كوبا أميركا.

ويبدو أن المشاكل ستلاحق الأرجنتين فبعد الاتهامات التي ثارت في الفترة الأخيرة بسبب عدم منح ميسي الكرة داخل الملعب ها هو النجم يبتعد بسبب الإصابة والأداء ظل فاترا خاصة أن دفاع الفريق هشا في الدقائق الأخيرة من المباراة .. والملاحظ أن الأرجنتين ستصاب بالإنهاك الشديد في هذه التصفيات خاصة أنها ستواجه باراغواي خارج ملعبها يوم الثلاثاء في الجولة الثانية من التصفيات ولا يزال موقف الهجوم الضاري غامضا لاسيما أن كل من ميسي وأغويرو لن يشاركا في المباراة ولا يمكن الجزم بشأن استدعاء هيغواين أو مهاجم آخر من عدمه.

وكان طبيعيا أن تبدأ اوروغواي بقوة في التصفيات رغم ابتعاد مهاجمها الأول لويس سواريز بسبب العقوبة المفروضة عليه من جانب الاتحاد الدولي بعد عقره للاعب الإيطالي جورجيو كيليني في نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014.

 

ARGENTINE

 

ونجحت أوروغواي في الفوز خارج ارضها على بوليفيا صاحبة الأرض المرتفعة عن سطح البحر بهدفين نظيفين سجلهما كاسيريس ودييغو غودين.

واستطاعت كولومبيا استثمار مواجهتها مع بيرو وفازت على ملعبها بهدفين نظيفين لتستمر في إظهار صورتها القوية التي ظهرت مع بداية كأس العالم بالبرازيل 2014 وتألق خاميس روديغيز والذي دفعه للانتقال بعدها إلى ريال مدريد الإسباني قادما من موناكو الفرنسي.

سجل هدفي كولومبيا غوتيريز وكاردونا فيما فشلت بيرو في إظهار خطورتها داخل أرض الملعب ولم تستطع هز الشباك.

وخسرت فنزويلا على أرضها بهدف نظيف أمام باراغوي لتحصل الأخيرة على دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهة الأرجنتين على ملعبها في الجولة المقبلة من التصفيات منتصف الأسبوع المقبل.

والملاحظ أن القوى الكروية الجديدة في قارة أميركا الجنوبية بدأت في الظهور حين فشلت كل من البرازيل والأرجنتين في اظهار قوتها من خلال تصعيد الجيل الثاني القادر على حمل القيادة من النجوم إذا ما تعرضوا للإصابة أو طرأ أي تغيير يعيق مشاركة أي منهم.

وكان تواجد كل من كولومبيا وتشيلي و أوروغواي يبدو مثيرا للقوة ولا يمكن الاستهانة بمفاجآت يمكن ان تصنعها باراغواي أو بيرو أو بوليفيا على اعتبار أن اي استهانة امامهم قد تتيح لأي منهم الفرصة لإظهار ما بداخلهم من قوة.