IMLebanon

المصارف ومعضلة محاربة الجرائم المالية

moneylaundry2
طوني رزق
تقف المصارف بين مخاطر الوقوع ضحية الغرامات المالية على عدم ضبطها لعمليات تبييض الاموال وتمويل الارهاب وضحية عمليات الاحتيال المالية الذي يطال زبائنها او يطالها مباشرة وكلفة الانفاق الكبير على التجهيزات الآلية والبشرية للالتزام بالمعايير الدولية المفروضة والتي تزداد تعقيداً وصعوبة.تواجه المصارف، خصوصاً الكبرى منها وتحديداً تلك التي لديها فروع في مختلف القارات، معضلة ضبط العمليات المرتبطة بتبييض الاموال وغيرها من عمليات الاحتيال المالي. وتنفق هذه المصارف اموالاً طائلة لتتجنّب الغرامات الباهظة التي تفرضها الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية على تجاوز المتطلبات الدولية لمحاربة عمليات الجرائم المالية من تبييض الاموال وتمويل الارهاب والتهرّب الضريبي وغيرهما.

وتواجه المصارف اكبر المخاطر في فروعها العاملة في الاسواق الناشئة، وفي الأخصّ في كل من روسيا والصين، حيث عمدت كبريات المصارف الى الانسحاب من هاتين الدولتين. امّا المصارف التي اختارت البقاء فوجدت نفسها أمام ضرورة التوظيف وانفاق اموال ضخمة في تجهيز نفسها إلكترونياً لضبط الجرائم المالية وكشفها وتوقيفها.

وفي مثال على ذلك اضطر دويتشيه بنك المصرف الالماني الى مضاعفة موازنته الانفاقية على التوظيف في تكنولوجيا محاربة الجرائم المالية الى 100 مليون يورو، الّا انّ المتطلبات الدولية في هذا الشأن ما زالت في زيادة متواصلة وتشكل تحدياً كبيراً لجميع المصارف ويتمّ ذلك من خلال تجهيز النظام الالكتروني ببرامج تنسجم مع العقوبات ضد الدول والشركات والاشخاص.

ويزيد ذلك تعقيداً مع كثرة الدول والعملات، خصوصاً انّ بعض المصارف يزيد عدد العمليات التي تقتضي المراقبة من 200 و300 الف عملية في اليوم الواحد، وهي كمَن يبحث عن إبرة في كومة من القش.

واذا كان التزام المعايير الدولية اصبح ضاغطاً بقوة على المصارف الكبيرة، فإنّ ذلك يصبح خارج نطاق السيطرة في المصارف المتوسطة والصغيرة، الأمر الذي يدفعها للانسحاب من الاسواق ومن المهنة من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ.

البورصة اللبنانية

وحدها اسهم سوليدير سجلت تغييراً في اسعارها أمس في بورصة بيروت الرسمية، فتراجعت الفئة (أ) بنسبة 0,29 في المئة الى 10,08 دولارات وزادت الفئة (ب) بنسبة 0,4 في المئة الى 10,04 دولارات وسط تداولات ضعيفة جداً، علماً انّ اسهم سوليدير الفئة (ب) تراجعت صباحاً دون مستوى العشرة دولارات.

واستقرت اسهم بنك بيروت الفئة (H) على 26 دولاراً واستقرت اسهم بلوم العادية على 9,40 دولارات كما استقرت اسهم بيبلوس العادية على 1,61 دولار واستقرت اسهم شركة هولسيم لبنان الصناعية على 15 دولاراً.

وعليه، بلغ حجم التداولات في البورصة أمس 38681 سهماً وقيمتها 593086 دولاراً لتستقرّ القيمة السوقية للبورصة على 11,003 مليار دولار، علماً ايضاً انه سجّل تبادل 13 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة في نشاط ضعيف غداة الحراك الشعبي الذي شهد تصادمات مع القوى الامنية تخللها اعتقالات بالعشرات.

أسواق الصرف العالمية

تعرّض الدولار الاميركي لضغوط نزولية أمس مقابل العملات الرئيسية الاخرى، غداة نشر محاضر اجتماعات الاحتياطي الفدرالي لشهر أيلول 2015. وجاءت هذه الضغوط الجديدة اضافة الى الضغوط الناتجة عن ضعف بيانات الوظائف الاسبوع الماضي.

فزاد اليورو بنسبة 0,78 في المئة الى 1,1366 دولار وتراجع الدولار بنسبة 0,57 في المئة الى 0,9606 فرنك سويسري وارتفع الدولار الاوسترالي بنسبة 0,98 الى 0,7330 دولار. لكنّ الدولار ارتفع مقابل الين الياباني بنسبة 0,27 في المئة الى 120,26 يناً وتراجع الاسترليني بنسبة 0,04 في المئة الى 1,5342 دولار. وكانت محاضر الفدرالي الاميركي أظهرت عدم حماسة لرفع أسعار الفائدة الاميركية.

النفط والذهب

ازداد سعر النفط الاميركي في نيويورك أمس بنسبة 1,58 في المئة الى 50,21 دولاراً للبرميل، وارتفع سعر مزيج برنت الخام في لندن بنسبة 0,92 في المئة الى 53,57 دولاراً للبرميل، لتزيد مكاسب النفط هذا الاسبوع عن السبعة في المئة، غير انّ التوقعات تبقى غير مشجّعة على هذا الصعيد.

وارتفع سعر الذهب أمس 0,79 في المئة الى 1153,30 دولاراً للأونصة، وزاد سعر الفضة بنسبة 1,14 في المئة الى 15,95 دولاراً للأونصة.
بورصات الاسهم العالمية

تابعت الاسهم الاسيوية ارتفاعها بدعم من تراجع الين وتحسّن التقارير في الصين وانحسار احتمالات رفع الفائدة، فزاد مؤشر نيكي في طوكيو 1,64 في المئة ومؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0,46 في المئة ومؤشر شانغهاي 1,27 في المئة ومؤشر سنغافورة 1,75 في المئة، وحصل نفس الشيء في البورصات الاوروبية فزاد مؤشر فوتسي البريطاني 1,17 في المئة

وارتفع مؤشر داكس الالماني 1,30 في المئة وارتفع مؤشر كاك الفرنسي 1,17 في المئة واتجهت الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت للارتفاع لكن بوتيرة محدودة لم تتجاوز الـ 0,30 في المئة عموماً على صعيد مؤشري داو جونز وستاندرد اند بورز.