IMLebanon

بري من رومانيا: الحل في سوريا سياسي.. وسداسي

berri-romania

 

خيّمت ظلال أزمة اللاجئين السوريين على المحادثات التي أجراها الرئيس نبيه بري مع كبار المسؤولين الرومانيين، في بوخارست، خصوصا ان رياح هذه الازمة لفحت رومانيا مع وصول بعض اللاجئين الى اراضيها، علما ان عددهم يظل متواضعا، قياسا الى العدد الذي يستضيفه لبنان.

في قصر ضخم بناه الرئيس المخلوع نيقولاي تشاوشيسكو، وعلى وقع الاجراءات الامنية الدقيقة التي تواكب رئيس المجلس في بوخارست – الى حد ان رجال الامن يتولون في الفندق تذوق الطعام قبل ان يتناوله – التقى بري أمس الثلاثاء كلا من رئيس مجلس النواب فاليريو ستيفان زاغونيا ورئيس الحكومة فيكتور بونتا في اجتماع مشترك، تلاه لقاء مع رئيس مجلس الشيوخ كالين بوسكو.

وخلال انتقال بري داخل أروقة القصر الذي تمتد تحته الأنفاق، أبلغه أحد المسؤولين، وفق صحيفة “السفير”، أنّ كلفة تشييده بلغت 10 ملايين يورو، فيما تردد ان كلفة الرخام المستخدم قاربت وحدها المليار يورو. والمفارقة، ان شبح تشاوشيسكو ظلّ يحوم في رومانيا فترة طويلة، بعد إعدامه، الى حدّ ان أقاويل راجت قبل سنوات قليلة في الشارع الروماني بانه لا يزال على قيد الحياة، ما دفع السلطات عام 2010 الى نبش قبره وإجراء فحص الـ “دي أن إيه”، حتى تؤكد للمرتابين ان من تم اعدامه هو تشاوشيسكو فعلا.

وفي الاجتماع مع رئيسي مجلس النواب والحكومة الرومانيين، حضرت التحديات السياسية بقوة، الى جانب ملف العلاقات الاقتصادية. وعُلم ان بري توجه اليهما بالقول: الشرق الاوسط يمر في ازمات خطيرة وانا اشكر رومانيا، الدولة الاوروبية الوحيدة التي أبقت سفارتها في دمشق مفتوحة، تأييدا للحوار ضمن الشعب السوري.

وبعدما أثار المسؤولان الرومانيان مشلكة اللاجئين السوريين، وانعكاساتها على أوروبا، لفت بري انتباههما الى ان المعالجة الجذرية لهذه المشكلة تكمن فقط في الحل السياسي، مشيرا الى ان 174 ألف طفل سوري وُلدوا في لبنان منذ بدء الازمة السورية وتدفق اللاجئين اليه.

وأوضح انه سبق له ان حذر في الماضي من ان الرصاصة التي تُطلق من الارهاب يتردد صداها في أوروبا، مشددا على ان الحل لا يكون فقط باستقبال المزيد من اللاجئين وبتقديم الدعم والمساعدة لهم، وإنما بالمساهمة في إعادتهم الى وطنهم من خلال العمل جديا لتسوية سياسية في سوريا التي هي قلب المنطقة وخريطتها، فهل المطلوب ان نقسم المقسم؟ ان مثل هذا الامر هو خطأ كبير.

وعقّب رئيس الحكومة الروماني على كلام رئيس المجلس النيابي، معترفا بان الاوروبيين لم يلتفتوا سابقا الى ما يعانيه لبنان والاردن من مسألة النازحين ولم يكونوا متنبهين بالقدر الكافي الى تداعيات هذا الملف وتبعاته.

وردّ بري، لافتا الى ان ملف النازحين أصبح همّا أوروبيا، مؤكدا ان المساعدات المالية هي مثل استخدام الاسبرين لمواجهة مرض السرطان، ومكررا التشديد على ان العلاج الحقيقي يكون في الحل السياسي.