IMLebanon

موسم التفاح في البترون.. معاناة وأعباء

AppleHarvest
لمياء شديد

تعدّدت أسباب خسارة مزارعي التفاح في أعالي منطقة البترون والنتيجة واحدة: معاناة وأعباء. من فأر الحقل والعوامل الطبيعية الى أزمة التصريف وتحكّم التجار، ها هو مزارع التفاح يتخبّط يميناً ويساراً للصمود في أرضه والحفاظ على مصادر عيشه ومزروعاته والثبات في أرض الأجداد والآباء.

«مصائب قوم عند قوم فوائد»، مثل ينطبق على واقع قطاع زراعة التفاح في تنورين وجرود منطقة البترون، حيث أدى تراجع الانتاج في معظم المناطق، وانعدامه في بعضها، الى لجم التجار الذين تعودوا أن يتحكموا بالمزارعين، فانقلبت الآية هذا العام، وتمكن المزارعون هذا العام من التحكم بالتجار وبيع انتاجهم بالسعر الذي يريدون. الا أن بيع الانتاج لا يعني تحقيق الأرباح لأن الموسم، لم يأت كاملاً، بل بنسبة تتراوح بين 50 و70 في المئة ما يعني عدم سداد الكلفة، وعدم تأمين المردود الذي ينتظره المزارعون لتأمين حاجاتهم.

فالعوامل الطبيعية التي حلّت في الربيع الماضي، والجليد الذي اجتاح بساتين التفاح في مواقع عدة من الجرد البتروني، أدت الى عدم اكتمال الموسم نتيجة تساقط الزهر في فترة العقد.

ويقول المزارع زياد عيسى، أحد مختاري تنورين، إن «موسم التفاح هذا العام جاء خلافاً للسنوات الماضية، موسماً ناقصاً، لم يسد كلفة الإنتاج، وتفاوتت نسبته بين المناطق الجردية العالية والمناطق الاقل ارتفاعاً، حيث كان الموسم على المرتفعات العالية أفضل من المواقع الأقل ارتفاعاً، وذلك يعود لموجة الجليد والملاح اللذين غمرا أشجار التفاح في موسم الربيع. الا أن المواقع المرتفعة أعطت إنتاجاً لا بأس به، ولكنه لم يأت كموسم العام الماضي. ونحن تعوّدنا على المعاناة رفيقاً دائماً لكل موسم، فإذا حصلنا على موسم ناجح جاءنا التجار لشراء الإنتاج بأسعار متهاودة، وإذا لم تأتنا العوامل الطبــيعية نواجه صعوبة التصريف والتسويق. أما هذا العام فالمزارعون باعوا محصولهم وتراوح السعر بين 10 آلاف و20 ألف ليرة للصندوق الواحد، إلا أن الخسارة حاصلة برغم بيع كامل الإنتاج».

أما رئيس تجمع المزارعين في تنورين شليطا طربيه، فلفت الانتباه الى «الحركة الناشطة للتجار هذا العام الذين اشتروا بأسعار محددة من المزارعين الا أنها غير كافية. وقد انعكس شح الموسم في المناطق الأخرى إيجاباً على مزارعي تنورين، لجهة بيع الإنتاج، الا أن هذا لا يعني أن المردود يسد كلفة الإنتاج أو لقمة عيش المزارع لا سيما أن المزارعين يعيشون فترة ستة أشهر من البطالة والحاجة للمصاريف والطبابة والاستشفاء والتدفئة. كل هذا يتراكم على المزارع الذي كان يعتمد على مردود موسم التفاح، ليغطي مصاريفه على مدار السنة».

وناشد طربيه الدولة «مساعدة المزارعين ودعمهم كي يبقوا في أرضهم ويثبتوا فيها، خصوصاً أن النزوح من الريف الى المدينة يتزايد، والحاجة باتت ملحة لتنمية المناطق الريفية، لجهة الخدمات والمشاريع الزراعية واستصلاح الأراضي وتأمين الري والطرق الزراعية وغيرها من متطلبات القطاع الزراعي. نطالب الدولة بلفتة، فهي الأم القادرة والأب القادر، والبقاء في الارض هو مطلب أساس وملحّ».

إشارة الى أن الحاجة للتبريد والتسويق والتصريف غابت هذا العام عن لوائح مطالب مزارعي التفاح بسبب تراجع الإنتاج وبيعه للتجار في بداية الموسم.