IMLebanon

هل لصراع الأجنحة في إيران علاقة باختفاء اللبناني نزار زكا؟!

nizar-zakka

 

لبى دعوة الجمهورية الاسلامية في ايران للمشاركة في أحد المؤتمرات في طهران دخل أراضيها واختفى. هذا حال اللبناني نزار زكا الرائد في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة والعالم، رئيس السياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات (WITSA) والأمين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (اجمع)، والذي بدأت قصته تظهر على الاعلام قبل أيام على الرغم من أن حادثة اختفائه تعود الى أسابيع.

ابن بلدة القلمون (شمال لبنان)، اختفى بحسب موقع إيراني ناطق بالإنكليزية، في 18 أيلول الماضي، أثناء عبوره في سيارة أجرة من الفندق إلى مطار طهران بعد المشاركة في مؤتمر دعته إليه نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شاهيندوخت مولافردي، حيث قدم خطاباً عن دور تكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة.

كما شارك زكا، بحسب الموقع الإيراني، في نقاشات على طاولة مستديرة حضرها مسؤولون حكوميون بارزون في إيران. وفيما أوردت وكالة “الأنباء المركزية” اللبنانية أن نزار أوقف من السلطات الإيرانية على ذمة التحقيق من دون تبيان الأسباب، تحدثت “وول ستريت جورنال” الأميركية ايضاً عن توقيف زكا الذي عرّفت عنه على انه “مناصر لحرية الانترنت ويقيم في واشنطن ولديه اقامة دائمة في الولايات المتحدة وقد احتُجز بينما كان في طريقه الى المطار كما قالت زوجته”.

وذكرت “وول ستريت جورنال” خبر توقيف زكا في مقال عن توقيف السلطات الامنية الايرانية رجل الأعمال الأميركي الإيراني الأصل سياماك نامازي “وهو رئيس التخطيط الاستراتيجي في”شركة كريسنت بتروليوم”في دبي، الذي لطالما عمل على تحسين العلاقة بين واشنطن وطهران، خلال زيارة لأقارب له في طهران”.

ووضعت الصحيفة توقيف نامازي من قبل ذراع “المخابرات في الحرس الثوري الإيراني التابعة لآية الله علي خامنئي” في سياق الاشارات المتزايدة الى ان المتشددين في طهران يحاولون عرقلة دخول الاستثمارات الاجنبية الى الجمهورية الاسلامية في ضوء الاتفاق النووي، معتبرة ان هذا التطور من شأنه أن يقوّض قدرة إدارة أوباما على مستوى بناء علاقات أفضل مع طهران غداة توقيع النووي، ومتحدثة ايضاً عن ان الاسابيع الماضية كانت شهدت احتجاز رجال أعمال إيرانيين آخرين تربطهم علاقات بشركات أجنبية “حيث جرى استجوابهم وتحذيرهم من الدخول في احتكارات اقتصادية يسيطر عليها الحرس الثوري”، لتخلص الى ان مثل هذه التطورات تضرب كلام الرئيس حسن روحاني عن ان ايران تغيّرت بعد النووي وانها باتت ترحب بالانخراط الاقتصادي، ناقلة عن خبراء ان ايران ستبقى سوقاً خطرة للشركات الاجنبية والمستثمرين الايرانيين – الاميركيين.

كما أفادت تقارير أنه في ابريل من العام 2013 “كشفت صحفية إيرانية متشددة أنّ اللبناني نزار زكا أحد مؤسسي جمعية المدراء العالميين الإيرانيين، وهي مجموعة شاركت في مشروع أمني، أُطلق عليه اسم بول Pol، اعتبره بعض المسؤولين في طهران واجهة تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية لتندس في السياسة الإيرانية وشبكات قطاع الأعمال الرفيعة المستوى”.

 

وعلى وقع تفاعل هذه القضية، اعلن ماجد دمشقية، محامي زكا، لـ “الراي” أن “ما هو مؤكد أن زكا مختفٍ في ايران وليس موقوفاً لدى السلطات هناك، وانه غادر الفندق في 18 سبتمبر متوجهاً إلى المطار، لكنه لم يغادر أراضي تلك البلاد”.

مهندس الاتصالات دخل ايران في 11 أيلول الماضي، قدّم مداخلة في المؤتمر، وكان ينوي مغادرة البلاد في 18 من الشهر نفسه، لكن مخططاً آخر وُضع له حال دون عودته الى عائلته التي تقيم في الولايات المتحدة. علامات استفهام عدة طرحها دمشقية عن الاسباب التي قد تكون وراء اختفاء زكا لا سيما أنه “انسان تقني الى أبعد الحدود لا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد،” واضاف: “إلى الآن لا جديد، نحن بصدد دراسة الاجراءات القانونية التي يمكن اتباعها في هذا الخصوص”.

“عائلة زكا تواصلت مع وزير الخارجية جبران باسيل فكان جوابه ليس لدي معلومات كافية”، بحسب دمشقية الذي أضاف لـ“الراي”: “السلطات الرسمية اللبنانية عاجزة عن القيام بأي شيء، نحن الى الآن نحاول طلب مواعيد من المسؤولين، لكننا نواجَه بالتأجيل، نريد أن نعلم بالحد الادنى معلومات تكشف مصيره، هل هو معتقل أم مخطوف ووزارة الخارجية لا تزوّدنا بمعلومات رسمية، بل ليس لديها شيء رسمي تستطيع تزويدنا به”.

اختفاء زكا الذي تلقى دراسته في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تخرج من جامعة تكساس في العام 1990، بعد أن حاز على شهادتين الأولى في مجال علوم الحاسوب والثانية في الرياضيات، دفع زوجته المقيمة مع أبنائها الثلاثة في أميركا الى ترك البلاد والعودة الى لبنان للتواصل مع كلّ من يمكن أن يرشدها الى معلومة، “هي ترفض الحديث إلى الاعلام اذ لا تريد لقضية زوجها أن تُسيس في وطن اعتاد أفرقاؤه السياسيون على تسييس كل الامور”.

وعمّا اذا كان هناك ترابط بين اختفاء زكا وما كشفته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية من أنّ ذراع المخابرات في الحرس الثوري الإيراني أوقفت رجل الأعمال الأميركي الإيراني الأصل سياماك نامازي في خلال زيارة لأقارب له في طهران، استبعد دمشقية أن وجود أي رابط بين الأمرين.