IMLebanon

عسكريّون متورطون بالأعمال الإرهابية؟!

lebanese-army-tripoli-tebbeneh-4

كشفَ مرجع أمني بارز لصحيفة ”الجمهورية” أنّ ما نُفّذ من عمليات في الساعات الـ 24 الأخيرة جنّب البلاد هزّات كبيرة كانت متوقّعة بين يوم وآخر، فالشبكات التي تمّ توقيفها كانت في طور تنفيذ سلسلة عمليات شبيهة بتلك التي شهدَتها محلّة برج البراجنة، في أكثر من منطقة، والتحقيقات ستكشف البعض منها في وقت لاحق.

وقال المرجع الأمني: “العمليات الاستباقية التي نُفّذت لم تنتهِ بعد، وقد أدّت الى توقيف عناصر فاعلة في أكثر من شبكة، لا يَعرف بعضُهم بعضاً جميعاً، وستتكشّف وقائع مذهلة، وقد قادت التحقيقات مع الموقوفين الى استكمال فكفكتها. وما شهدناه في الساعات الماضية من توقيفات ومداهمات في أكثر من منطقة في بيروت وطرابلس كان من الحصيلة الفورية لاعترافات الموقوفين الأوائل والتي ثبتَ أنّها صحيحة ودقيقة بمجرّد أنّها انتهت جميعها إلى ما تمّت مصادرته من متفجّرات ولوازم خاصة بتصنيع الأحزمة الناسفة بطريقة مبتكرة وأكثر فاعلية من تلك التي استُخدمت في أوقات سابقة. وأكّد المرجع الأمني أنّه لا يستطيع حصر عدد المشتبه فيهم، كاشفاً أنّ مِن بينهم عدداً غير قليل من العسكريين وقد شكّلَ توقيفهم مفاجأة”.

الى ذلك، أبلغت مصادر أمنية واسعة الاطلاع صحيفة “السفير” أنه تبين من خلال اعترافات بعض الموقوفين لدى القوى الأمنية أن “داعش” يملك هيكليات فاعلة دينية وأمنية، تقوم الأولى بعمليات غسل أدمغة للشبان وأغلبهم في سن المراهقة، لتحويلهم الى متشددين إرهابيين خلال شهرين.

وما يعزز هذه المعلومات التحولات المفاجئة لكثير من الشبان الذين فاجأوا عائلاتهم بانقلابهم من أشخاص عاديين يمارسون حياتهم الطبيعية الى قمة التشدد، حيث أشار عدد من أقارب الانتحاري الموقوف إبراهيم الجمل الى أنه غاب عن أنظار عائلته في عيد الفطر الماضي، وعاد قبل عيد الأضحى موهماً عائلته بأنه يعمل في بيروت، ولكن لدى عودته بدأ يطالب شقيقاته بارتداء الحجاب، ويعترض على كثير من ممارسات والده وأشقائه الذين شعروا بأن إبراهيم أصبح شخصاً ثانياً، قبل أن يختفي مجدداً، ليفاجأوا بأنه تم توقيفه وهو مزنر بحزام ناسف.

وكذلك الأمر بالنسبة الى “أبي عثمان” الذي يعمل في كاراج أحد المطاعم الفخمة في “منطقة الضم والفرز” في طرابلس، وتربطه علاقات مع كثير من الزبائن والقيادات الأمنية والشخصيات السياسية والاجتماعية الذين كانوا يترددون على المطعم تردداً شبه يومي، فيما يقول العاملون معه إنهم لم يشعروا بأي تبدلات في سلوكه سوى مزيد من التشدد في الآونة الأخيرة.

وأفادت مصادر أمنية أن “أبا عثمان” لم يأبه لتوقيف الانتحاري إبراهيم الجمل، بل استمر يعمل طبيعياً لأنه عندما سلّمه الحزام الناسف كان ملثماً، وبالتالي فإن الجمل لم يتعرف على شخصيته، لكن “شعبة المعلومات” نجحت بالتعرف عليه من خلال تحليل فرعها الفني لداتا الاتصالات.

ويشير ذلك بوضوح الى أن “داعش” يحرص على إنشاء العديد من الخلايا العنقودية، بحيث تنحصر صلة كل عنصر بآخر لا يعرف هويته، بواسطة شيفرة معينة.

وترجح المعلومات أن يكون “أبو عثمان” مرتبطاً مع قيادة “داعش” في مدينة الرقة السورية (عن طريق أحد “الأمراء” في جرود عرسال) وتحديداً مع “أبي البراء اللبناني” وهو من طرابلس، ويهتم مباشرة بمجموعات “داعش” في شمال لبنان. وقد عُثر في منزله الخاص في محلة البقار على أسلحة مختلفة خفيفة ومتوسطة وأجهزة، كما داهمت منزل عائلة زوجته في عكار وعثرت أيضا على بعض المضبوطات.

وتشير المعلومات الى أن شوقي س. (العنصر في جهاز أمني) كانت مهمته استلام المتفجرات والصواعق والمواد الأخرى الآتية من جرود عرسال في مكان خدمته في بعبدا، ونقلها الى طرابلس مستعيناً ببدلته العسكرية التي لا يمكن أن تثير الشبهات، وذلك مقابل مبالغ مالية كان يتقضاها، في حين أن الموقوف خالد ش. كان يخزّن المواد الأولية التي تستخدم في تصنيع الأحزمة في منزل عمه عبد القادر ش. (أوقف لاحقا) في إحدى البلدات العكارية التي قام “فرع المعلومات” بمداهمتها وصادر منها 150 كيلوغراماً من الكلل الحديدية، وأسلاكاً وأشرطة لاصقة، إضافة الى قذائف ب 7، ورشاش حربي وبنادق من نوع “كلاشنيكوف” وأسلحة وذخيرة مختلفة.

ووفق المعلومات، فإن جهود “فرع المعلومات” تتركز على رصد شخصين هما ب. ب.، وح. ب.، اللذان تربطهما علاقة بـ “أبي عثمان” والمجموعة الإرهابية، ولهما باع طويل في تصنيع المتفجرات، وربما ساهما في تصنيع الأحزمة الناسفة التي عُثر عليها، بعدما تدربا على ذلك في القلمون السورية، علما أنهما كانا أيضا على تواصل مع الشيخ الموقوف أحمد الأسير.

وترجح مصادر أمنية أن يكون ح. ب. قد غادر لبنان عبر مراكب الهجرة غير الشرعية بعدما علم بتوقيف الانتحاري إبراهيم الجمل، فيما يتوارى ب. ب عن الأنظار منذ فترة (ترددت معلومات أنه صار في تركيا لكن المصادر الأمنية لم تؤكد ذلك).