IMLebanon

هل أصبحت واشنطن جاهزة لرفع الفائدة؟

FederalReserve2
طوني رزق
اذا رفع الاميركيون الفائدة فسيكون ذلك بمثابة تأكيد على قوة الاقتصاد الاميركي ومصداقية الاحتياطي الفدرالي وسياساته النقدية. اما بقية العالم وخصوصا الاسواق الناشئة فتتخوف كثيرا من هذا الامر الذي قد يجعلها تفتقر الى السيولة المهاجرة الى الولايات المتحدة.
في حين يبدي الأميركيون وعلى رأسهم الاحتياطي الفدرالي الاميركي استعدادهم لرفع اسعار الفائدة الاميركية في كانون الاول المقبل اي قبل نهاية العام، ضمن سياسة يتوقع ان تتكرر على الاقل ست مرات في العام 2016، يتخوّف بقية العالم من رفع الفائدة المذكورة وذلك بقيادة المؤسسات الدولية النقدية والمالية الكبرى بدءا من صندوق النقد الدولي ومؤسسة التمويل الدولية وغيرها. اذ يتخوف الجميع من هجرة الاموال مجددا الى الولايات المتحدة الاميركية تاركة الاسواق الناشئة بلا سيولة.

هذا هو الوجه الاول للمصيبة. اما الوجه الثاني فيتخوف الجمهور العام في مختلف الدول من رفع اسعار الفائدة على القروض علما ان الاكثرية الساحقة من العائلات والشركات والافراد ترزح تحت عبء ديون ضخمة وذلك خوفا من زيادة كلفة خدمة هذه الديون.

وينسحب الامر نفسه على الحكومات التي سوف تجد كلفة الدين قد ارتفعت بما يثقل كاهلها ماليا ونقديا. اما الاحتياطي الفدرالي الاميركي الذي انتظر طويلا لرفع اسعار الفائدة فهو بحاجة الى اقرار ذلك حفاظا على مصداقيته ومصداقية سياساته النقدية التي باتت مثالا يحتذى في مختلف انحاء العالم.