IMLebanon

«بوينغ»: المنطقة بحاجة الى 3180 طائرة في العقدين المقبلين

boeing-777

 

رائد الخطيب

 

اختتمت الدورة الخامسة من «قمة العرب للطيران والإعلام» أعمالها في المنامة، بتأكيد المشاركين فيها رؤيتهم الإيجابية لمستقبل قطاع الطيران والسياحة في الشرق الأوسط، وذلك على الرغم من وجود عدد من التحديات الراهنة والمستقبلية التي قد تلقي بظلالها على نمو القطاع في المستقبل. ويعزز هذا التوجه الايجابي، ما توقعه التقرير الذي حصلت عليه «المستقبل»، عن حاجة شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط الى 3180 طائرة جديدة خلال العقدين القادمين، تقدر قيمتها بـ 730 مليار دولار. وهو ما يعني ايضاً، أن ارتفاع النمو في قطاع الطيران سيكون متزامناً مع ارتفاع النمو في قطاع السياحة والسفر.

وحضر القمة التي عقدت هذا العام بالشراكة مع وزارة المواصلات والاتصالات في مملكة البحرين وشركة مطار البحرين، أكثر من 200 شخص من كبار المسؤولين وصناع القرار في قطاع الطيران والسياحة والإعلام.

وتطرق المتحدثون في المؤتمر، الى مواضيع مهمة جداً، شملت الدور الاستراتيجي الهام التي يواصل قطاع الطيران والسياحة لعبه في مسيرة التطور المستمرة للاقتصادات العربية، وذلك عبر خلق المزيد من فرص العمل، واستقطاب السياح، والإسهام في الترويج لمدن ودول المنطقة بغية اجتذاب المستثمرين من جميع أنحاء العالم. وأجمعوا على أن قطاع الطيران والسياحة في الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من النمو المستدام، مدفوعاً بشكل خاص بتزايد الطلب المحلي وتعاظم أهمية المناطق المجاورة في قارتي أفريقيا وآسيا.

إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، فقد أشار بعض المشاركين إلى اعتقادهم بأن القطاع سيحقق وتيرة أعلى من النمو في حال أمكن معالجة بعض القضايا الملحة بسرعة وفعالية، كالبنية التحتية والقيود التنظيمية، والمخاطر البيئية، وتباطؤ حركة التجارة العالمية، والحاجة إلى توظيف عشرات الآلاف من العمالة الماهرة في القطاع.

توقعات «بوينغ»

وفي التوقعات المتعلقة بالسوق الحالية لمنطقة الشرق الأوسط، والتي حصلت «المستقبل» على نسخة منها، أفادت شركة «بوينغ» ، أنها تتوقع ان تكون شركات الطيران في الشرق الأوسط بحاجة الى 3180 طائرة جديدة خلال العقدين القادمين تقدر قيمتها بـ 730 مليار دولار. وفي حين سيحل 30 في المئة من تلك الطائرات مكان طائرات تعمل حالياً في الأساطيل الجوية، فإن النسبة المتبقية والبالغة 70 في المئة ستكون لتلبية متطلبات التوسع السريع في أساطيل شركات الطيران في المنطقة.

ووفقاً للتقرير، ستستحوذ الطائرات ذات الممر الواحد مثل طائرة 737 ماكس، على الحصة الأكبر من الطلبيات الجديدة، حيث ستحتاج شركات الطيران في المنطقة إلى حوالى 1410 طائرات. وسوف تواصل هذه الطائرات الجديدة تحفيز نمو شركات الطيران منخفض التكلفة، كما ستوفر البديل عن الطائرات الأقدم والأقل كفاءة.

وفي تعليقه على التقرير، قال نائب الرئيس لعمليات التسويق في بوينغ للطائرات التجارية راندي تينسيث، «تستمر حركة المرور الجوية بتحقيق معدلات نمو صحية في منطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تشهد نمواً سنوياً يصل إلى 6.2 في المئة خلال العشرين سنة القادمة. ويعيش حوالى 80 في المئة من سكان العالم على مسافة طيران تبلغ 8 ساعات عن منطقة الخليج العربي، ويتيح هذا الموقع الجغرافي، إلى جانب استراتيجيات الأعمال المتنوعة والاستثمار في البنية التحتية، لشركات الطيران في الشرق الأوسط تجميع حركة مرور قوية في المراكز الرئيسية في المنطقة، وتقديم خدمة توقف لمرة واحدة لربط عدد من المدن التي لا تتمتع بمثل هذه المسارات الجوية المباشرة«.

كما تتوقع «بوينغ« أن يشكل سوق الطائرات ذات الممرين أقل بقليل من نصف إجمالي طلبيات المنطقة من الطائرات الجديدة خلال العقدين القادمين، مقارنة مع 23 في المئة على المستوى العالمي.

وعلى الصعيد العالمي، يتوقع تقرير «بوينغ« وصول الطلب طويل الأمد على الطائرات الجديدة إلى 38050 طائرة تقدر قيمتها بـ56 تريليون دولار، وسوف تحل هذه الطائرات الجديدة مكان الطائرات القديمة الأقل كفاءة، مما سيعود بالنفع على شركات الطيران والمسافرين، ويحفز النمو في الأسواق الناشئة ويدعم الابتكار في نماذج أعمال شركات الطيران.

ولم يفت المؤتمر التركيز على الأجواء الأمنية وتأثيراتها، وفي ردٍ لـ«المستقبل»، حول حادثة الطائرة المصرية في سيناء وتأثيرات الأمن في المنطقة، قال نائب الرئيس التنفيذي في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسين دباس، «إن التأثيرات الأمنية على نمو حركة الطيران كبيرة جداً، إلا أنه بالنسبة للحادثة المصرية لم يتم التأكد الى الآن وبشكل رسمي إن كان الحادث ارهابياً، ولكن ما من شك أن الحادثة أثرت نتيجة التشويش الذي حصل، وبالطبع التبعات كانت على الطيران المصري الذي يعاني اليوم كثيراً من المتاعب بالاضافة الى أن السياحة العربية تتلقى بشكل مباشر تداعيات الأحداث التي تعيشها المنطقة«.