IMLebanon

هل يلبي بري دعوة السعودية..”الرئاسية”؟

nabih-berri

 

باستثناء صولات القائم بالأعمال الأميركي في لبنان السفير ريتشارد جونز وجولاته، تحت عنوان الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، على قاعدة أنه «التوقيت المناسب» لملء الفراغ الممتد أكثر من 18 شـهرا، شكَّل توجيه السعودية، أمس، دعوة رسمية للرئيس نبيه بري لزيارة المملكة الخرق الأبرز للجمود السياسي الذي أصاب مبادرة ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، خصوصا غداة «قمة الرابية» التي أظهرت وجود مسافة بين العماد ميشال عون وضيفه، إلى حد جعل كل واحد منهما يتمسك بموقفه، لا بل كان واضحا أن الصمت كان أفضل جواب عن الأسئلة المحورية التي تتعلق باحتمال وجود «الخطة ب»!

غير أن توجيه الدعوة السعودية لبري لا يلزم الأخير بتلبيتها، وهو شكر سفير السعودية علي عواض عسيري في اللقاء الذي جمعهما لدقائق معدودة، على الدعوة، وأبلغه أنه عندما يقرر تلبيتها، في التوقيت الذي يراه مناسبا، سيصار إلى التواصل بين عين التينة والسفارة السعودية في بيروت.

ومن الواضح أن توقيت الدعوة لم يأتِ في الوقت الذي يشتهيه بري في ظل احتدام الاشتباك السعودي الإيراني، وما يترتب عليه من شظايا طالت وتطال «حزب الله» عبر وضع عدد من كوادره وعناصره على لائحة الإرهاب السعودية، فضلا عن اتخاذ إجراءات تعسفية متتالية بحق قناتَي «الميادين» و «المنار» بحرمانهما من البث عبر القمر «عربسات»، ناهيك عن استمرار مسلسل الإبعاد شبه الأسبوعي لمواطنين لبنانيين من بعض دول الخليج، ولو بصورة فردية.

لا يقتصر الأمر على ذلك، بل ثمة تحشيد في الكثير من «الساحات المشتركة» سياسيا وإعلاميا وربما أكثر من ذلك، وها هي نبرة خطاب «كتلة الوفاء للمقاومة» تستمر بالارتفاع، وهي هاجمت السعودية، كما «المواقف المراوغة التي لا تزال تلتزمها بعض أنظمة موتورة في المنطقة لإخفاء تورطها في دعم الإرهاب وتوفير الملاذات الآمنة له وتحريضه وتوظيف جرائمه لفرض سياساتها على الآخرين»، واعتبرتها دليلا «على الطيش واختلال التوازن اللذين يتحكمان بمراكز القرار عندها»!

وتطرح دعوة السعودية لبري أسئلة التوقيت، خصوصا أنها تأتي غداة تبني الرئيس سعد الحريري غير الرسمي، وبموافقة سعودية، ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، كما أنها تأتي بعد دعوات تم توجيهها لكل من رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس «حزب القوات» سمير جعجع وما ناله الأخير من تكريم غير مسبوق هناك.

الأكيد حسب المتابعين أن بري لن يلبي الزيارة في هذه المرحلة بل سيختار التوقيت الذي يناسبه، كما كان قد قرر من قبل عدم تلبية سلسلة دعوات رسمية الى عدد من العواصم الإقليمية، وخصوصا إلى طهران، ولو كانت الاعتبارات مختلفة!

وعلى سيرة التوقيت، كان لافتا للانتباه قول أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، لوكالة أنباء الطلاب الإيرانيين «ايسنا» إن موضوع الرئاسة في لبنان «هو شأن لبناني وإيران لم تتدخل فيه سابقاً ولن تتدخل في المستقبل، لأن الجمهورية الإسلامية تعتقد أن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون بعهدة الشعب اللبناني بعيداً عن التدخلات الأجنبية أياً كان مصدرها».