IMLebanon

“موسم” المصالحات يخيّم على عين الحلوة

moukhayam-aiin-el-helwe

وضعت القوى الاسلامية، ومعها تجمع “الشباب المسلم” (الذي يضمّ مجموعات وتنظيمات سلفية متطرفة)، ورقة “ميثاق الشرف” لإنهاء الاغتيالات والاشتباكات في عين الحلوة من جانب واحد، لتترك الخيار لحركة “فتح” ومعها فصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في قبول أو رفض “الميثاق” كما وضع.

وإذ يبرز التّعارض في هذا الإطار، يتمسّك الشارع الفلسطيني وفعاليات المخيم الشعبية والحراك المدني والهيئات الاهلية بما ورد في الميثاق المعلن. هؤلاء لا يخفون اندفاعهم لإنهاء الصراع الدموي الفلسطيني الذي كاد يدمّر المخيم، ووضع حد للاغتيالات والاشتباكات بين “فتح” من جهة والسلفيين المتشددين من جهة ثانية المنضوين في اطار “تجمع الشباب المسلم”.

وتؤكد مصادر فلسطينية معنيّة أن “مَن طرح ورقة ميثاق الشرف، وتحديدا قيادات تجمع الشباب المسلم، بدأ يتصرف على الارض في عين الحلوة وكأن بنود الاتفاق قد نفذت فعليا وباتت امرا واقعاً”.

ما يلفت هؤلاء هو مشاهدة الشيخ السلفي أسامة الشهابي يتجوّل بحرية في أكثر من زقاق داخل المخيّم، علماً أنّها من المرات القليلة التي يشاهد فيها “الأمير” في أماكن عامة متجوّلاً بهذا الشكل.

ولا يكتفي الشهابي بذلك، وإنّما يردّد المطلعون أنّه شارك أيضاً في اجتماعات لجان الأحياء التي عقدت لإنجاز المصالحات في: طيطبا، الصفصاف وعرب زبيدات، وعقد اللقاءات مع الاهالي. كما ألقى كلمة وُصفت بأنّها تُعدّ “تغييراً جذرياً في خطابه، إذ إنّه تحدّث عن المصالحات وضرورة حجب الدم الفلسطيني”. وناشد الجميع “إيجاد الحلّ ورفض تهجير المخيّم تحت أيّ عنوان”.

وشدّد الشهابي على “ضرورة أن يبقى المخيّم بعيداً عن أي اغتيال أو اشتباكات، لأنّ أمن المخيّم وجواره يجب أن يبقى محفوظاً”، متحدثاً عن “أرزاق الناس التي يجب ان تصان اضافة الى مطالبته بتحرير القدس وفلسطين”.

وفي سياق متّصل، لوحظ خلال موسم المصالحات الفلسطينية مشاركة أمين سر حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان فتحي ابو العردات جنباً الى جنب مع ممثل حركة “حماس” في لبنان علي بركة في ورشة عمل نظّمها مكتب “شؤون اللاجئين” في حركة “حماس” في قاعة بلدية صيدا بعنوان “تقليصات الاونروا وتأثيراتها على واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان”.

ولفت ابو العردات الانتباه إلى “أننا كلّ يوم نواجه تحديا أمنيا جديدا وما زلنا في دائرة الخطر رغم كل الجهود الفلسطينية لتحصين الامن والاستقرار”، مشيراً إلى أنّه “في كلّ يوم هناك محاولة لاستهداف المخيمات وإيقاع الفتنة مع الجوار اللبناني، وخير شاهد على ذلك تفجير برج البراجنة الارهابي الذي كان عنوانه ارهاب الفتنة، والمراد منه الاقتتال اللبناني الفلسطيني، لولا حكمة قيادة الفريقين”.

بدوره، أكّد بركة أنّ “القوى الفلسطينية حريصة على لبنان وأمنه واستقراره وعلى السلم الاهلي ولم يثبت الى اليوم ان اي فلسطيني خرج من المخيمات لاستهداف لبنان”، داعياً إلى “عدم التعاطي مع المخيمات بنظرة امنية فقط”.

وشدّد على أنّ “يدنا ممدودة من اجل التعاون والتنسيق ووأد الفتنة”، وقال: “لقد قمنا بواجباتنا في حماية المخيمات ومنعنا اي عمل امني يخرج منها، ونجحنا في حمايتها”، معتبراً أنّ “تفجير برج البراجنة الارهابي كان المراد منه مذبحة لبنانية فلسطينية، تماما كما حصل في مجزرتي صبرا وشاتيلا، وقد حاولوا تكرار السيناريو وفشلوا بفضل الوعي المشترك”.

وفي موسم المصالحات الفلسطينية الداخلية أيضاً، اعتذر قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب، خلال المؤتمر الشعبي الذي دعت إليه المبادرة الشعبية في مخيم عين الحلوة، عن الاضرار التي لحقت بالمنازل والممتلكات، داعياً إلى انجاز المصالحات الشعبية.

في المقابل، سجل دور في هذا المجال للقيادي الفلسطيني العميد محمود عبد الحميد عيسى “اللينو” إزاء القضية العالقة الاخرى على خلفية الاشتباكات السابقة، ورعايته إسقاط الدعاوى القائمة بين عدد من أطراف النزاع في المخيم.

ووصفت مصادر فلسطينية هذا الأمر بأنّه “خطوة من شأنها ان تساهم في ترسيخ عودة الهدوء الى أحياء منطقة البركسات والصفصاف وطيطبا وإطفاء نار اية فتنة جديدة.