IMLebanon

مؤشر “ستاندرد أند بورز” عن “المعرفة المالية”: لبنان الثاني عربياً

StandardPoors2

أصدرت مؤسسة الخدمات المالية “ستاندرد أند بورز” بالتعاون مع البنك الدولي ومركز “غالوب” للاستطلاعات، مؤشرها العالمي السنوي للمعرفة المالية والذي يقيس مدى إلمام الشعوب بالمفاهيم المالية الأساسية، وقد شمل الاستطلاع أكثر من 150 ألف شخص في أكثر من 144 دولة. واعتبر المؤشر ان الجهل بهذه المفاهيم يصرف العديد من الشرائح الاجتماعية، وبخاصة الفقراء والنساء، عن الاستفادة من الخدمات والأدوات المالية، مما يجعلهم خارج نطاق السوق المالية العالمية. وقد سأل الباحثون المشاركون في هذه الدراسة عن المامهم ومعرفتهم بـ 4 مفاهيم مالية أساسية عبر توجيه أسئلة يسهل فهمها من كل فئات المجتمع. وتمحورت هذه الاسئلة على أسعار الفائدة والفائدة المركبة (intérêts composes) اضافة الى معلومات عن التضخم وتنويع الاستثمار لتقليص نسب المخاطر.

ووفق نتائج الاستطلاع، إحتل لبنان المرتبة الثانية عربياً ضمن تصنيف الدول العربية في مؤشر المعرفة المالية، والمرتبة 33 ضمن الترتيب العالمي، بعدما وصلت نسبة المعرفة المالية بين المواطنين فيه الى نحو 44% من عددهم الاجمالي، وهي أرقام تعتبر جديدة ومرتفعة نسبة الى المستويات المسجلة في الدول العربية الاخرى. واستحوذت تونس على المرتبة الاولى ضمن التصنيف العربي و32 عالميا، بعدما سجلت نسبة وصول المعرفة المالية بين مواطنيها الى نحو 45%. وقد حلت اليمن في المرتبة الأخيرة في المؤشر وفي المركز 144 عالميا، اذ لم تتخط نسبة المعرفة المالية بين مواطنيها الـ 13%.

كذلك جاءت في المراتب الاخيرة ايضاً، وعلى المستوى العالمي، كل من ألبانيا وأفغانستان والصومال وأنغولا وطاجكستان وهاييتي وأرمينيا ونيبال وكمبوديا. في الجانب الآخر، حقق النروجيون أعلى الدرجات في مؤشر المعرفة المالية بعدما وصلت نسبة هذه المعرفة بينهم الى 71%. وعلى رغم أن الولايات المتحدة الاميركية تعتبر من أغنى دول العالم، فإن مواطنيها احتلوا المرتبة 14 في قائمة المؤشر.
ويعتبر التقرير الصادر عن مؤسسة الخدمات المالية “ستاندرد أند بورز” أن الإلمام بأسعار الفائدة، والمعلومات عن التضخم وتنويع الاستثمار، يجعل الشخص أكثر قدرة على كسب الأموال وحسن إدارتها سواء في الاستثمار أو في أعمال الخير. ولاحظ الاستطلاع ايضاً ان ثلثي المشاركين فيه يجهلون هذه المفاهيم، وأن ما يقارب الـ 3.5 مليارات شخص في العالم يتصفون بالجهل المالي، مما يقصيهم عن الاستفادة من الخدمات المالية التي تسهم في تحسين معيشتهم. وبحسب الارقام، تفوّق الرجال على النساء بالمعرفة المالية التي بلغت نسبتها 30% للنساء و35% للرجال وفقاً للترتيب، كما ارتفعت نسبة المعرفة المالية بين الأسر الأكثر ثراءً (31%) عن نظيرتها بين الأسر الأقل دخلاً (23%). وخلص التقرير الى ان المعرفة المالية وحدها لا تكفي لحسن إدارة الاستثمارات، بل تحتاج إلى رفع مستوى المهارات المالية، لكون سوء استخدام المعرفة عموماً يؤدي إلى كوارث مالية.