IMLebanon

سمير جعجع… من أجل 14 آذار!

samir geagea

 

نقلت صحيفة “السفير” عن قيادي في “القوات اللبنانية” تأكيده ان الدكتور سمير جعجع، وبرغم المرارة التي يشعر بها، لا يزال حريصا على حماية 14 آذار، كمكوّن سياسي وسيادي، وبالتالي فهو يتفادى الكسر الكلي مع “تيار المستقبل”، انطلاقا من ان المسيحيين يجب ان يكونوا معنيين، كما الدروز والشيعة، بعدم التفريط بحالة الاعتدال السني التي يمثلها الرئيس سعد الحريري، في مواجهة الظواهر المتطرفة.

وعلى هذه القاعدة، يتطلع جعجع ـ وفق “القيادي القواتي” ذاته ـ الى حصر الخلاف بينه وبين الحريري في إطاره الموضعي، بحيث لا تسري “الغرغرينا” الرئاسية في كل جسم العلاقة السياسية، “وإذا كانت القوات اللبنانية قد نجحت في تنظيم الخلاف مع عون الذي تتباين وإياه حول خيارات استراتيجية، فيُفترض ان تكون المهمة أسهل مع الحريري الذي يجمعه بها مسار من النضال المشترك”.

ويشير المصدر الى ان الاختلاف في المقاربة الرئاسية بين جعجع والحريري لا يجب ان يقود الى العداء المتبادل، متسائلا: هل يجوز ان يصطدم الإثنان من أجل فرنجية؟.

من جهتها، ذكرت صحيفة “الجمهورية” ان الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجية شكّلَ مفاجأةً لدى جمهور 14 آذار المصاب أساساً بحالة ذهول منذ أن طرِحت التسوية، خصوصاً وأنّه لم تمضِ ساعات على الاتصال الهاتفي الذي أجراه الدكتور سمير جعجع بالحريري، ليتفاجَأ هذا الجمهور بالاتصال الذي أجراه الحريري بفرنجية.

ولم تفلِح مصادر في 14 آذار في إخفاء مرارة هذا الجمهور الشديدة إزاء ما بلغَته الأوضاع، بعدما ناضلت 14 آذار وقدّمت الشهيد تلوَ الشهيد لكي تبقى ثورة الأرز مستمرّة وشعلتُها مُتّقدة. وتَرى المصادر أنّ جعجع، وعلى رغم الخيبة التي مُنيَ بها والمفاجأة التي تعرّض لها، أبى إلّا أن يضع كلّ شيء وراءه حِرصاً منه على 14 آذار ومبادئها وثوابت ثورة الأرز، وصوناً للتحالف بين “المستقبل” و”القوات” والذي شكّلَ العصبَ الاساس في معركة “لبنان أوّلاً”.

ومن هذا المنطلق، بادرَ جعجع الى الاتصال بالحريري السبتَ الفائت، للتداول معه في المرحلة التي عبرت والتنسيق في كيفية مواجهة المرحلة المقبلة معاً، بسلبياتها وإيجابياتها.

وتؤكد المصادر أنّ في العمل السياسي، عادةً ما يرتكب المسؤول الأخطاء، وهذا ليس فيه أيّ عيب، لكن عندما يَجد أنّ قراره لا يَحظى بالتفاف وموافقة من حلفائه، عليه أن يتراجع عنه لكي لا يتحوّل هذا القرار انتحاراً لمشروع سياسي كبير جدّاً”.