IMLebanon

لحّام: نُريد رئيساً للجمهورية ومَن له أذنان صاغيتان فليَسمع

Grigorios-laham-2

 

بَعد التقارب بين بطاركة الشرق والقمم الدائمة التي تُعقد إستجابة للحالة الطارئة الناتجة من الحرب المذهبية التي تضرب المنطقة وتؤثّر في وجود المسيحيّة المشرقية، يخرج بطريرك أنطاكيا والإسكندرية وأوراشليم وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بمواقف قويّة من التطوّرات على الساحة اللبنانية، محورها الإصرار على إنتخاب رئيسٍ للجمهورية في أسرع وقت.يتنقّل البطريرك لحّام بين لبنان وسوريا متابعاً شؤون رعيّته ومصائبها خصوصاً بعد إندلاع الحرب السورية، ولا يغيب عن باله المرارة التي تلاحق مسيحيّي لبنان والشرق في ظلّ غياب الرئيس اللبناني الذي يمثّل لهم الأمل في استعادة دور يتراجع تدريجاً بفعل الحروب المتلاحقة وموجات التهجير التي طاولت مسيحيّي العراق وسوريا.

يبدأ لحّام حديثه لـ«الجمهورية» بالإشارة الى المأساة المستمرّة التي تضرب سوريا، ويؤكد وجوب أن تفعل الدول العظمى كلَّ شيء لـ«وقف الحرب الطاحنة التي تضرب الشام، من دون أن ترحم أحداً، لذلك علينا أن نكون رسل سلام ونبتعد عن الزواريب المذهبية والسياسيّة الضيقة التي تضيّعنا عن الهدف الأساس وهو حماية الإنسان، فما يحلّ بالشعب السوري ليس قليلاً، من هنا يجب إستعجال الحلّ السياسي ووقف الحرب».

وبالإنتقال الى الأزمة اللبنانية، يشدّد لحّام على أهمية قيام مجلس النوّاب بدوره، ونزول جميع النواب الى المجلس لإنتخاب رئيس للجمهورية وفق الدستور، «والفائز مهما كان سنهنّئه وعلى الجميع القبول بالنتيجة، فهذه هي الأصول الديموقراطية ويجب احترامها، وإنقاذ الجمهورية اللبنانية يكون عبر انتخاب رئيس، لأننا نريد أن يبقى هذا البلد منارة الشرق وتبقى أرزته مشعّة ومرفوعة».

ويشير لحّام الى أنّ «رئيس الجمهورية هو أساس إستقرار النظام اللبناني، ومن الخطأ والعيب إلقاء تهمة عدم الإنتخاب حتّى الآن على الزعماء المسيحيين وحدهم، فاللبنانيون جميعهم يتحمّلون المسؤولية، ويجب ألّا نتكلّم بلغة المسيحي والمسلم، بل هناك لبنان الواحد الموحّد الذي يجب أن نصونه وندافع عنه».

«العنف يتنقّل بين العراق وسوريا ولبنان وعدد المسيحيين يتناقص، لكنّ العدّد لا يهمّ»، بهذه العبارة يصف لحّام دورَ مسيحيّي لبنان والشرق، مشدِّداً على أنّ «إنتخاب الرئيس لا يعيد الأمل فقط الى مسيحيّي لبنان والمنطقة، بل الى لبنان بأجمعه لأنه ليس رئيساً للموارنة والمسيحيين بل لكلّ الطوائف والمذاهب، والعمل يجب أن ينطلق من هذه النقطة المهمّة، لأنّ الطائفية والمذهبية تقضي على الصيغة اللبنانيّة الفريدة».

أما عنّ الدور الذي يلعبه بطاركة الشرق ومبادراتهم لإنقاذ موقع الرئاسة من الفراغ، فيوضح لحّام أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يردّد في كلّ عظاته ومناسباته ولقاءاته في لبنان ودول العالم «أننا نريد رئيساً للجمهورية اليوم قبل الغد»، «ونحن أيضاً وجميع البطاركة نريد رئيساً للبنان، وبالتالي هذا الأمر في صلب عملنا، وهذه العبارة سنبقى نقولها ونصرخ بها ليتحقّق مرادنا «ومَن له أذنان صاغيتان فليسمع»، ولن نيأس من الإصرار لأنّ رئاسة الجمهوريّة أولويّة».

وبالنسبة الى لقاءاته والبطاركة في الخارج، خصوصاً مع الكرسي الرسولي والبابا فرنسيس، يؤكّد لحّام أنّ «الفاتيكان يقوم بكلِّ ما بوسعه ولا يوفّر جهداً لدعم مسيحيّي لبنان والشرق، لكنّ اللبنانيين أدرى بشؤون بيتهم ومَن هو الأنسب ليكون رئيساً للجمهوريّة، والفاتيكان لا يمكنه الانتخاب أو تسمية رئيس، من هنا على اللبنانيين جميعاً المبادرة فوراً الى الإلتقاء على هدفٍ إنقاذي يُسهم في حلّ مجمل مشكلاتهم ويُتوَّج بعودة الرئيس الى قصر بعبدا».

وفي السياق، يلفت لحّام الى أنّه للعام الثاني على التوالي، «يمرّ عيد ميلاد السيّد المسيح على لبنان من دون رئيس للجمهورية، لكنّنا في فترة ميلاد المسيح ويصادف أيضاً في هذه الفترة عيد المولد النبوي الشريف، ونتمنّى ولادة رئيس للبنان، فهذه ثلاثية ميلادية نتمسّك بها ولا نرضى التفريط بها مهما حصل».

وبالنسبة الى شؤون الطائفة الكاثوليكية في لبنان، فيوضح لحّام «أنّ الكاثوليك هم جزءٌ أساس ومهمّ ومكوّن من مكوّنات لبنان، وساهموا في تأسيس هذا البلد ونهضته ويلعبون دوراً مهماً في الحياة الوطنيّة، لذلك هم موجودون بحكم دورهم في الإدارات العامة وأمن الدولة وكنواب ووزراء ومراكز إداريّة متقدّمة».

وعن اللوم الذي يوجّهه بعض القيادات الكاثوليكيّة الى القيادات المارونيّة لعدم تدخّلها من أجل حماية المراكز الكاثوليكيّة في إدارات الدولة على اعتبار أنّ الموارنة يلعبون دوراً قيادياً ومؤثراً لمسيحيّي لبنان، يؤكّد لحّام أنّ «البطريرك الراعي لم يقصّر يوماً في الدفاع عن حقوق الكاثوليك وبقية الطوائف المسيحيّة، وهو يرفع الصوت دائماً، كذلك تفعل القيادات المارونيّة، لكنّ الحلّ الأوّل يبقى في انتخاب رئيس للجمهوريّة، ما يحفظ للجميع دورهم وحقوقهم».

يفضّل لحّام عدم الدخول في الخلافات الداخلية التي عصفت بالبيت الكاثوليكي، خصوصاً بعد وفاة رئيس «الكتلة الشعبية» الياس سكاف، «لأنّ هذه الموضوعات تُحلّ بعيداً من الإعلام، والأساس هو للآلام التي تضرب شعبنا».

وفي الختام، يُكرّر لحّام نداءه في فترة الميلاد «لأن يحلّ السلام بين البشر وننتهي من الحروب الطائفيّة والمذهبيّة ويعود الأمان والإستقرار الى الشرق، أرض المسيح والقداسة».