IMLebanon

الاسواق تتجاوب مع رفع الاحتياطي الفدرالي معدلات الفائدة

Fed-Board-Yellen
ادى القرار التاريخي للاحتياطي الاميركي برفع معدلات الفائدة لاول مرة منذ الازمة المالية الى تحفيز اسواق المال في العالم، لا سيما وانه ترافق مع خطاب في غاية الهدوء من البنك المركزي الاميركي.
وبعد اشهر من التكهنات اعلنت لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الاميركي في ختام اجتماع استمر يومين عن اول زيادة منذ حوالى عشر سناوت في معدلات الفائدة الرئيسية التي كانت شبه معدومة منذ 2008، ما يشكل محطة مهمة في اتجاه تطبيع سياستها النقدية.

وبعدما فتحت البورصات الاوروبية على ارتفاع سجلت تسارعا في الوتيرة في منتصف النهار. وقرابة الساعة 11,00 تغ ارتفع مؤشر كاك 40 في بورصة باريس باكثر من 2,50% ومؤشر داكس في فرانكفورت 2,88% ومؤشر فوتسي في لندن 2,24%.
وفي الخليج، اعلنت المملكة العربية السعودية والبحرين والامارات والكويت رفع الفوائد بنسبة ربع نقطة (0,25 بالمئة) على اثر قرار الاحتياطي الفدرالي، فيما احجمت قطر وعمان حتى الآن عن رفع معدل الفائدة.
وارتفع مؤشر سوق الاسهم في دبي 2,7 بالمئة فيما كسب مؤشر ابو ظبي 2,05 بالمئة. وفي السعودية، كسب مؤشر الاسهم في الرياض، وهو الاكبر عربيا، 2,3 بالمئة مع انتصاف جلسة التداولات، فيما كسب المؤشر القطري 0,5 بالمئة فقط.
ولم تسجل اسواق الاسهم في الكويت وعمان تبدلات تذكر، في حين تراجع مؤشر البحرين بأقل من واحد بالمئة.
وفي اسيا سجل التوجه ذاته في طوكيو مع اغلاق مؤشر نيكي على ارتفاع بقيمة 1,6% بعدما كان شهد ارتفاعا حادا في اليوم السابق تحسبا لرفع معدلات الفائدة. كذلك اغلقت بورصتا شانغهاي وهونغ كونغ على ارتفاع بلغ 1,81 و0,79% على التوالي.

وكانت بورصة نيويورك افتتحت هذا التوجه الى الارتفاع مساء الاربعاء حيث تقدم مؤشر داو جونز 1,28% ومؤشر ناسداك للشركات التكنولوجية 1,52%. كذلك تجاوبت بورصات اميركا اللاتينية مع قرار الاحتياطي الفدرالي ولا سيما في مكسيكو التي ارتفعت 1,22%.

خطاب مرن

وقال كريستوفر دمبيك الخبير الاقتصادي لدى بنك ساكسو ان “زيادة معدلات الفائدة في الولايات المتحدة كان لا بد منه” معتبرا ان الاحتياطي الفدرالي “يوجه بذلك رسالة مفادها ان الاقتصاد الاميركي بخير ومتين”.
وراى مايكل جيمس من شركة ودبوش سيكيوريتيز ان “الاسواق كانت جاهزة للارتفاع فور صدور قرار الاحتياطي الفدرالي طالما انها لا تتلقى مفاجأة سيئة”.
وكانت الاسواق تتحسب لهذا القرار واتخذت التدابير له، كما ان البنك المركزي الاميركي تبنى في بيانه لهجة تريث مشددا على الطابع “التدريجي” لتحركاته المقبلة.
واكدت رئيسة الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين في ما بعد هذا النهج الحذر فلفتت خلال مؤتمر صحافي الى وجوب عدم “المبالغة في تقييم” مغزى هذا الاجراء الاول وتعهدت بالابقاء على سياسة نقدية اميركية مرنة.
ورات شركة اودو سيكيوريتيز ان دورة ارتفاع البورصات ستكون “تدريجية للغاية”.
واوضحت انه “اذا ما سارت الامور على ما يرام من ناحية الاقتصاد (القضاء على البطالة وتصحيح التضخم) فسيستغرق الامر اكثر من ثلاث سنوات لتطبيع السياسة النقدية” مؤكدة انه “لا يمكن لاي كان ان يتوقع بثقة ما سيكون الوضع عليه بحلول هذا الوقت”.
وقال غريغوري فولوكين من شركة ميسشيرت فاينانشل سرفيسز ان مسؤولي الاحتياطي الفدرالي “وجدوا صعوبة كبرى للتوصل الى رفع معدلات الفائدة، واخر ما كانوا يرغبون فيه هو اثارة الخوف” في الاسواق.

ارتفاع معتدل للدولار

ابدت سوق الديون انفراجا وكان لا بد من ان ينخفض التوتر بعد قرار البنك المركزي الاميركي.
وقرابة الساعة 11,00 ت غ، تراجع معدل الفائدة على القروض لعشر سنوات لالمانيا الى 0,600% مقابل 0,678% الاربعاء عند اغلاق السوق الثانوية حيث يتم تبادل سندات الديون الصادرة، فيما تراجعت هذه النسبة الى 0,933% بالنسبة لفرنسا و1,722% بالنسبة لاسبانيا و1,629% بالنسبة لايطاليا.
وخارج منطقة اليورو، تراجعت نسبة الاقتراض في بريطانيا الى 1,865% (مقابل 1,946%).
وفي الولايات المتحدة، انخفضت نسبة الفوائد على القروض لعشر سنوات الى 2,238% مقابل 2,296%، ولثلاثين سنة الى 2,935% مقابل 3,004%. اما النسبة لسنتينن فسجلت انخفاضا طفيفا من 1,003% الى 1,001%.
وكان من شان التريث الذي لزمه الاحتياطي الفدرالي كبح ارتفاع الدولار بعدما كان من المتوقع اساسا ان يستفيد بقوة من زيادة معدلات الفائدة. وقرابة الساعة 11,00 ت غ، بلغ سعر اليورو 1,0856 دولار مقابل 1,0911 دولار الاربعاء قرابة الساعة 22,00 ت غ.
كما كانت تقلبات الدولار محدودة حيال عملات الدول الناشئة ولو ان هذه البلدان تعتبر نظريا شديدة التاثر بتشديد سياسة الاحتياطي الفدرالي.