IMLebanon

أرقام السياحة متفاوتة .. لكن الميلاد ورأس السنة “بخير”

Phoenicia-by-night_651203_large
يشهد لبنان في الفترة الأخيرة هدوءاً أمنياً، تأمل معه المؤسسات السياحية بإستعادة حركتها الناشطة التي اعتادتها سابقاً. وبإستثناء تفجير الضاحية، فإن صفو الجو الأمني العام لم يعكره حدث أمني أو قرار لدولة ما، تحذر مواطنيها من القدوم الى لبنان.

الهدوء نشّط الحركة في مطار بيروت، إذ فاق عدد الركاب منذ مطلع كانون الثاني 2015 وحتى نهاية تشرين الثاني الماضي 6 ملايين و625 الف راكب، وذلك بإرتفاع نسبته 13% عن العام الماضي. لكن هذا النشاط لم ينعكس على الحركة السياحية بنسب عالية، فليس كل ركاب المطار قادمين عبره بهدف السياحة. وهذا القطاع، يشهد منذ عام 2012 تراجعاً راكمت الحرب السورية نسبته، ولم تعد أجواء الأعياد تساهم في دفع هذا القطاع الى الامام كما السابق. فحجوزات الفنادق حالياً تراجعت بحسب نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، بنسبة 13% عن ما كانت عليه في العام 2014. وحول انعكاسات انتخاب رئيس للجمهورية على تحسن الاوضاع السياحية، لما في ذلك من تأثيرات ايجابية سياسياً، يرى الأشقر في حديث لـ “المدن” ان انتخاب رئيس للجمهورية لن يؤثر في تحسن الحركة أكثر من وصولها الى 60%. ذلك ان المسألة لا تنحصر فقط في هذا الجانب.

ومن جهة ثانية، لم تتوفر المعطيات حتى الساعة حول الحجوزات، برغم وجود تحسن ملحوظ يمكن وصفه بـ “البطيء” وفق ما يقوله لـ “المدن” نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي طوني الرامي، ويعيد الرامي عدم وضوح نسبة الحجوزات النهائية، الى ان “أغلب الحجوزات تبدأ قبل يومين او ثلاثة من نهاية هذا الشهر”.

الكلام “الرسمي” حول وضع السياحة والحجوزات، ينفيه بعض موظفي الفنادق والمطاعم، الذين يؤكدون لـ ” المدن” بأن الحجوزات لعيدي الميلاد ورأس السنة بلغت 100% لعام 2015. اما مديرة العلاقات العامة في فندق “لو غراي” ريتا سعد، فتقول لـ “المدن” بان الحجوزات بلغت 90% مقارنة مع عام 2014. لافتة الى ان معظم نزلاء الفندق هم من أوروبا ولبنانيون مغتربون. اما الاسعار، فتبدأ من 490 دولاراً للغرفة، والاسعار لسهرة رأس السنة فتتراوح بين 220 و390 دولار، للشخص الواحد. وأكدت سعد على تفاؤل كبير لهذا العام لأن “اللبناني بحب الحياة والسهر ولازم نطلع من يأسنا وما نستسلم للواقع المرير”.

أما مدير فندق “رويال غاردن” في الحمرا، عباس سيف الدين، فقد أشار الى أن قطاع الفنادق هذا العام يشهد تراجعاً بنسبة 25% في حين ان العام 2014 شهد اقبالا وحجوزات أكثر، ولفت النظر في حديث لـ “المدن”، الى ان معظم نزلاء الفندق كانوا من الجنسية العراقية، وبرأيه فإن شركة الطيران العراقية قدمت عروضاً جيدة، ساهمت في زيادة حركة السياح العراقيين. اما الحجوزات لموسم الاعياد، فاصبحت 100% لشهر كانون الاول.

من ناحيته يرى “هاني”، أحد موظفي مطعم “بالتازار” وسط بيروت بان العام 2014 كان أفضل من هذا العام، لكن هاني يتوقع ان تشهد الايام الاخيرة لشهر كانون الاول حركة ممتازة، ويلفت النظر الى ان معظم الزبائن هم من اللبنانيين.
اما ناجي الدبس، الموظف مطعم “بالتوس”، وسط بيروت، فأكد أن الحركة متراجعة بنسبة 50%، ومعظم الزبائن هم من اللبنانيين الذين اعتادوا ارتياد المطعم. لافتاً الى ان المطعم كان يعتمد سابقا على المغتربين من دول الخليج، بنسبة 250 شخص يومياً.

تتباين الآراء والأرقام في أحاديث أهل القطاع السياحي، الذي تمثل أرقام المطاعم والفنادق أحد أبرز مؤشراته. فأصحاب الفنادق والناطقون الرسميون بإسم الفنادق والقطاع السياحي، يؤشرون الى وجود أزمة كبيرة في هذا القطاع، في حين ان من لا يملك الفنادق والمطاعم، يرى بأن هناك استمرارية جيدة للعمل في هذا القطاع. اما في الاعياد، فهؤلاء يسجلون حجوزات تصل بمعظمها الى 100%، مع اقرارهم بأن الوضع العام يشهد تراجعاً، لكن تعبيرهم يختلف عن “أنين” أصحاب المصالح الذين يعتبرون تراجع أرباحهم، خسارة فادحة.