IMLebanon

من الكسليك الى الفاتيكان…دقّت ساعة الوحدة المارونية

 

aoun kaslik

 

كتب الان سركيس في صحيفة “الجمهورية”:

لم يكن مشهد معراب عابراً في أروقة الرهبنة اللبنانية المارونية وخصوصاً في الكسليك التي إنتظرت طويلاً لحظة المصالحة المسيحية، فأتاها الخبر اليقين بعدما توّج رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون يومه الطويل بزيارة الرهبنة والتأكيد أنْ لا عودة الى الماضي الأسود.ظنَّ كثر أنّ الحدث المنتظر في معراب سينتهي في الساعة نفسها، حيث يزور عون رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع كردّ لزيارة جعجع إلى الرابية سابقاً، وفي أحسن الأحوال يتفق الرجلان على أفكار رئاسية تطرح لإيجاد حلول، لكنّ جعجع ذهب بعيداً معلناً ترشيحه عون إلى الرئاسة.

يصرّ القيّمون على الرهبنة المارونية أنّ الجيش الأسود ليس جيشاً «مضبوباً في الثكنات»، بل إنه يعمل ويصلّي من أجل الوحدة المارونية والمسيحية واللبنانية، ولذلك نظراً لأهمية ودور الرهبنة التقى عون الرئيس العام الاباتي طنوس نعمة ليتبعه عشاء جمَع القواتيين والعونيين في المكان الذي كان العنوان الأكبر للوحدة المسيحية.

يتفاعل حدث معراب في أروقة الرهبنة، ويصف المسؤولون فيها أنّ «الذي حصل حدث عظيم، فصلوات الرهبان تحقّقت وأثمَرت وحدة يتوق اليها المسيحيون، وهذا ما كنا ننتظره ونتوقعه خصوصاً أننا نضع كلّ إمكاناتنا في تصرّف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي»، ويؤكّدون «أننا لا ننظر الى ما حصل على أنّه ترشيح زعيم ماروني لزعيم آخر، فالقضية تخطّت رئاسة الجمهورية لتدخل زمن الوحدة المارونية الحقيقية، بعد طيّ صفحة من الخلاف، خسّرت المسيحيين، وجعلتهم يدفعون أثماناً باهظة ويفقدون دورهم، وعلى الجميع متابعة المصالحة».

لم تكن الرهبنة وحدها مَن تلقّفت مصالحة معراب، بل إنّ هذا الحدث تردّد صداه بقوّة في السفارة البابوية في حريصا وحتى في الفاتيكان الذي عمل منذ مدّة على إعادة جمع المسيحيين وتذليل العقبات من أمام الإستحقاق الرئاسي، حيث دأب السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشيا على الدعوة باستمرار إلى صوغ إتفاق مسيحي شامل يُخرج المسيحيين ولبنان من الأزمات الخلافية التي أدّت الى شلل الدولة.

بعد الكلام الذي قاله الأباتي طنوس نعمة خلال إستقباله عون، ومباركته الخطوة، مع معرفة إرتباط الرهبنة المباشر بالفاتيكان والتنسيق الدائم والمستمرّ بين بكركي والفاتيكان، إجتمعت المراجع الدينية المارونية على تأييد المصالحة والعمل على إستثمارها سريعاً في الإنتخابات الرئاسية، ومن هنا إنتقلت بكركي الى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، خصوصاً بعدما كانوا يقولون إنّ مشكلة إنتخاب الرئيس هي مشكلة مارونية.

وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر كنسيّة أنّ «الإجماع المسيحي يكمن في تحقيق أكبر قدر من الوحدة، إذ إنّ البعض سيخرج بنظريات متعدّدة ومنها أنّ هناك أصواتاً مسيحيّة معترضة ولا تؤيّد خطوة جعجع».

وتجيب المصادر على ما قد يصدر لاحقاً بأنه «عندما تجتمع المراجع الروحية بمباركة الفاتيكان وتدعم خطوة قام بها أكبر زعيمين مارونيّين، فإنّ ذلك يعني تحقيق أكبر نسبة من التأييد بغضّ النظر عن إسم المرشّح، لأنّ الكنيسة لا تفضّل إسماً على إسم، ولو رشّح الأقطاب زعيماً آخر لكانت بكركي والكنيسة دعمت الخطوة».

وتشدّد المصادر على أنّ «التواصل بين بكركي والأقطاب الموارنة سيستمرّ، لكنّ على «القوات» و«التيار الوطني الحرّ» الإتصال بحلفائهم المسيحيين أولاً واللبنانيين ثانياً، إذ تقع على عاتق جعجع إقناع الكتائب اللبنانية بصوابية هذه الخطوة التاريخية، وهذا ما فعله فوراً من خلال إتصاله بالنائب سامي الجميّل، وكذلك على «التيار الوطني الحرّ» معالجة ترشيح النائب سليمان فرنجية والخروج باتفاق لا يخسر منه أحد».

يأمل المسيحيون واللبنانيون أن تنفرج الأزمة الرئاسية والسياسية. وبعد خطوة جعجع إنصرَف الجميع الى بحث طريقة التعاطي معها، حيث لا يمكنهم أن يكونوا سلبيين تجاهها على رغم رفض بعضهم لها، فإتفاق جعجع-عون هو اتفاق على طيّ صفحة الماضي ومعالجة ملفّ يخصّ المسيحيين أولاً والذين لا يعارضون إجماع بقية الطوائف على تسمية مرشحيها للمناصب التي أعطيت لها.