IMLebanon

لماذا استقبلت واشنطن “قهوجي” كرئيس للجمهورية!

jean-kahwaji

كتب نبيه البرجي في صحيفة “القبس” الكويتية:

هل استقبل، أو عومل، قائد الجيش العماد جان قهوجي في واشنطن كرئيس للجمهورية؟

الترحيب كان حاراً، ولافتاً، في دوائر البيت الأبيض كما في البنتاغون، وصولاً إلى الكونغرس، ورهان واضح على المؤسسة العسكرية في لبنان، مع التزام المساعدات المستدامة، كون الجيش العمود الفقري للدولة، أو لما تبقى منها.

أي شخصية سياسية لم تتلقَ منذ سنوات دعوة لزيارة العاصمة الأميركية، والمسؤولون الأميركيون الذين يجولون في المنطقة لا يعرجون على بيروت، هذا خلاف لتقليد سابق، فوزيرة الخارجية، (آنذاك، كوندوليسا رايس زارت بيروت في ذروة احتدام حرب تموز 2006.

ولكن ما يقوله القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد جونز، وهو سفير سابق في بيروت وعهد إليه وزير الخارجية جون كيري رئاسة البعثة الدبلوماسية في لبنان ريثما تتسلم السفيرة إليزابت ريتشارد مهمتها، إنه يتابع كل التفاصيل اللبنانية، ويبلغ المسؤولين اهتمام إدارة الرئيس باراك أوباما بالأمن والاستقرار.

أميركا تراقب.. والمرشحون خائفون

ما فهمه قهوجي، أيضاً، أن لبنان تحت المظلة الأميركية، ومن دون أن يبقى سراً مدى التعاون الأمني لمواجهة التنظيمات الإرهابية. المعلومات التي تتردد تشير إلى حد مراقبة الولايات المتحدة للوضع الداخلي في لبنان، لا سيما لجهة تحرك التنظيمات المتطرفة.

والواقع أنه عندما بدأ الحديث عمن يكون الرئيس الثالث عشر في لبنان، ومنذ نهاية 2013، كان السفير السابق ديفيد هيل يركز على قائد الجيش كونه يحظى باحترام سائر الأفرقاء.

الترحيب الأميركي الحار بقهوجي أثار القلق في صفوف المرشحين الرئاسيين، والرئيسيين، بعدما بدا ان الموقع الرئاسي يبتعد عن العماد ميشال عون بقدر ما يبتعد عن النائب سليمان فرنجية.

ناقوس الخطر.. الاقتصادي

الطبقة السياسية تبدو وكأنها غائبة عن سماع ناقوس الخطر الذي تدقه الهيئات والفاعليات الاقتصادية. كل الاصوات تحذر من “اللحظة الاغريقية”، اي ان يستفيق اللبنانيون ليشاهدواالتجربة اليونانية تتكرر في بلادهم، ولكن اذا كان هناك الاتحاد الاوروبي، الذي يعينه عدم سقوط احدى حلقات الدومينو، فالوضع في لبنان مختلف تماما، حيث ادى انخفاض اسعار النفط الى اهتمام كل دولة عربية مهما بلغ ثراؤها باعادة هيكلة بناها الاقتصادية والمالية، وبالتالي لا مجال امام السلطة في لبنان الا استدراك الوضع عبر الاجراءات الجراحية.

خبراء يعتبرون ان المشكلة هي استشراء الفساد فيما ابواب الهدر مفتوحة على مصاريعها، الى حد التأكيد بان ديون لبنان ليست في حدود الـ70 مليار دولار، بل انها تلامس المئة مليار دولار!

لا انتخابات رئاسية

ويبدو الافق رماديا على المستوى السياسي ايضا، نائب تيار المستقبل احمد فتفت رأى ان الجلسة الانتخابية بعد غد الاثنين “تتجه الى التأجيل، دون ان يكون واردا حصول اي مفاجأة ايجابية لان “حزب الله” وحلفاءه مصرون على عدم الحضور الا في حال تعيين العماد ميشال عون رئيساً من دون انتخابات”.

واشار الى ان فرنجية لن يحضر اذا لم يحضر نواب الحزب، معربا عن “اسفه” لما وصلت اليه الظروف الاقتصادية والمالية، بينماقرار “حزب الله” هو ان يكون القوة المهيمنة والمسيطرة على لبنان.

الى ذلك، اكد فرنجية امام حشد من مناصريه انه ماض في ترشيح نفسه للرئاسة، مخاطبا الحشد بالقول “انتم الاساس، ومن هذه القاعدة انطلق الرئيس سليمان فرنجية (الجد)، ومنها سأنطلق اذا كانت لدي حظوظ للفوز بالرئاسة”.