IMLebanon

المستشفيات تضيق بالمرضى ولا أمكنة لإستقبال المزيد

hospital
رنا سعرتي
أوضح نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون أن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب الطلب على الاستشفاء، لأسباب عدّة منها التأخر في تسديد المستحقات، الترهّل الاداري، النزوح السوري وعدم تخصيص موازنات كافية للقطاع الاستشفائي.
أعلن نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون ان المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب المرضى، مما يضطرها الى استقبالهم في الطوارئ 24 ساعة أو أكثر الى حين توفّر الأسرّة «والاخطر من ذلك عدم قدرة غرف العناية الفائقة على استيعاب عدد المرضى وتلبية الحالات الطارئة».

وعزا هارون لـ«الجمهورية» سبب النقص الحاصل في عدد الاسرة وغرف العناية الفائقة الى النزوح السوري، ارتفاع نسبة الامراض والفيروسات، وعدم قدرة المستشفيات على توسعة الأقسام، خصوصا الدقيقة منها مثل العناية الفائقة أو الطوارئ».

وحذر هارون من النقص الحاصل في عدد الأسرّة المطلوبة، لأن وضع المستشفيات يتّجه من سيئ الى أسوأ. وقال ان هذه الأزمة ليست مستجدّة لكنها ظهرت مؤخرا الى العيان لأن قدرة المستشفيات الاستيعابية بلغت ذروتها «وهذه كارثة في ظلّ زيادة الطلب على الاستشفاء».

وأشار الى ان المستشفيات سبق ونبّهت من أن خنقها ماديّاً سيؤدي الى هذه النتيجة، لأنها لم تعد تملك القدرة المالية لتوسعة أقسامها تماشياً مع زيادة الطلب، مما انعكس سلباً اليوم على المرضى».

من هنا، أعاد هارون التذكير بمستحقات المستشفيات المترتبة على الدولة والتي بلغت حوالي مليار دولار، «وهذه الضيقة المالية التي تمرّ بها المستشفيات هي أحد الاسباب الرئيسية التي خنقتها وكبّدتها ومنعتها من تنفيذ اي خطط توسعية لتلبية الطلب».

ولفت الى أن مستحقات المستشفيات متراكمة منذ 15 عاماً، «وبدلاً من أن تنخفض قيمة هذه المستحقات فإنها في ازدياد مستمرّ، في ظلّ غياب أي خطط لتسديد تلك الديون بشكل تدريجيّ يؤمّن السيولة للمستشفيات ولا يشكل عبئاً مالياً للدولة».

واعتبر هارون ان الوضع الحكومي والاداري للدولة، اضافة الى غياب الموازنات الحكومية، لا يساهم في حلّ مشاكل المستشفيات، بل يفاقمها. واوضح أن الحلّ هو في التوصّل الى صيغة بين المستشفيات والحكومة لوضع خطة لمعالجة مشاكل وتراكمات أعوام بشكل تدريجي، «لأن كلّ يوم تأخير يزيد من حدّة الأزمة، خصوصا ان القطاع الاستشفائي أصبح اليوم في عنق الزجاجة».

وردّا على سؤال، أكد هارون ان المستشفيات لا ترفض استقبال المرضى إنما لم تعد قادرة على استيعاب عدد المرضى، مما يدفعها الى استقبالهم في الطوارئ، «وفي بعض الاحيان يجول المريض على عدد من المستشفيات قبل أن يجد غرفة متاحة في المستشفى أو الطوارئ أو العناية الفائقة».