IMLebanon

ماذا دار بين الحريري وجعجع في معراب؟

samir-geagea-and-saad-al-hariri-1

ذكرت الوكالة “المركزية” أنّ الهدف الفعلي الذي حمل الرئيس سعد الحريري الى بيروت، يتظهّر ساعة بعد ساعة، ويكمن في تحريك المياه الراكدة في مستنقع الاستحقاق الرئاسي ومحاولة اخراجه من عنق الزجاجة حيث يتخبط منذ نحو عامين. ويساهم كل موقف يطلقه زعيم “التيار الازرق” كما الكلام الذي يعلنه الدبلوماسيون الذين يتعاقبون على زيارته في بيت الوسط منذ الاحد الماضي، في رسم معالم المهمة التي أتى الحريري الى لبنان لانجازها. غير أنّ الرجل يدرك أن “يداً وحدها لا تصفّق” وأن تحقيق الانتخابات الرئاسية يحتاج الى تعاون من الفريق المعطل لنصاب جلسات الانتخاب رغم أن المرشَحَين الرئاسيين من فريقه السياسي، وهو يركّز اتصالاته حالياً، خاصة مع الثنائي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، لايجاد صيغة تنجح في كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها الاستحقاق.

وفي حين بات محسوماً انّ رأب الصدع داخل قوى 14 آذار وإعادة لملمة صفوفها، يأتي أيضاً في سلم أولويات الحريري في المرحلة المقبلة، ارتدت الزيارة التي قام بها رئيس “المستقبل” الى معراب ليل أمس وعشاء الثلاث ساعات الى مائدة جعجع، طابعاً استثنائياً، غاص خلاله الطرفان المختلفان رئاسياً، في عرض الخيارات المتاحة أمامهما لمواجهة الشغور. وعلمت “المركزية” من مصادر بيت الوسط انّ الرجلين وبعد تناول “سوء الفهم” لدى الجمهور لجهة “ممازحة” الحريري جعجع تناولا تفصيلا شرح الاسباب والموجبات التي حملت كل منهما على الوصول الى استنتاج بتأييد ترشيح فرنجية وعون.

الى ذلك، ابلغت اوساط مستقبلية “المركزية” انّ هناك دينامية جديدة تتمثل في توافر غالبية واضحة عابرة للطوائف والمذاهب والاصطفافات السياسية قوامها قوى 14 آذار والنائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري تدعو سائر القوى الى التوجه نحو المجلس النيابي لانتخاب رئيس. في المقابل، واذا استمر “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ومن معهما من المقاطعين، على مقاطعتهم على رغم قرار الغالبية ، فموقفهم غير عابر للمذاهب ولا للاصطفافات السياسية واستناداً الى ذلك سألت الاوساط: هل انّ رأي الغالبية من شأنه ان يشكل ضغطا كافياً لتأمين النصاب الانتخابي الرئاسي؟ أياً تكن النتيجة فإن الجهود والمساعي مركزة في هذا الاتجاه.