IMLebanon

لبنان خارج الأولويات الدولية وأزماته إلى تفاقم!

lebanon-flag

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ يوماً بعد يوم يُتأكد أنّ لبنان ليس مدرجاً على سلّم أولويات الدول الكبرى التي تتوالى على تقاسم اهتماماتها ملفات سوريا والعراق واليمن ومحاربة الارهاب وغيرها. فالولايات المتحدة وروسيا تركّزان جهودهما على تثبيت الهدنة في سوريا ووقف الأعمال القتالية فيها، في موازاة عملهما لاعادة اطلاق عجلة المفاوضات في شأن مستقبل سوريا في 14 آذار الجاري في جنيف، ذلك انّها ضرورية لفتح الطريق أمام التسوية التي ينسجانها لوضع حدّ للنزاع المشتعل في البلاد منذ سنوات.

أما فرنسا، فتولي اهتماما كبيرا لثلاث قضايا، أولها سوريا، حيث تقول اوساط وزارة الخارجية الفرنسية لـ”المركزية”، انّ باريس تدعم الحل السياسي والمفاوضات وترى ان جزءا من مستقبل المنطقة يرسم اليوم في سوريا، كما تعتبر ان الازمة السورية تضع اوروبا امام صراع وجودي سيما لناحية موجات النزوح. أما ثاني الملفات، فاحياء مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وثالثها الوضع الليبي. غير أنّ مصادر دبلوماسية تقول لـ”المركزية” إن لبنان حاضر دائما في جدول الاعمال الفرنسي وباريس رغم انشغالاتها الكثيرة، لا تزال تتابع الواقع اللبناني نظرا الى الروابط التاريخية التي تجمع باريس وبيروت، وهي لا تنفك تثير قضيته مع القوى الاقليمية والدولية المؤثرة في أوضاعه، وقد حرص الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على عرضها مع ولي العهد السعودي محمد بن نايف الذي زار الاليزيه مؤخرا، كما يستعدّ لعرض الملف اللبناني مجددا مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بعد ظهر اليوم الاربعاء.

واذ تشير الى أنّ ما يهمّ أقطاب المجتمع الدولي لبنانيا في المرحلة الحالية، هو الحفاظ على الاستقرار ومنع التوترات، الى حين نضوج التسوية الشاملة التي تحاك للمنطقة، ولذا تشدد على ضرورة مواصلة تسليح ودعم الجيش اللبناني، ترجّح المصادر الا يكون الفرج في الاستحقاق الرئاسي قريبا، لان ايران تمسك بورقته ولن تصرفها الا في السوق الاقليمية متى دقت ساعة الحلول الكبرى.

وكشفت في السياق، أن مسؤولا فرنسيا يتولى معالجة الملف مع ايران والسعودية، كان طلب من واشنطن الضغط على طهران لتسهيل انجاز الاستحقاق، تبيّن له ان الادارة الاميركية غير راغبة في الدخول مع ايران في بازار سياسي حول ملفات المنطقة لا سيما ملف الاستحقاق لأنّ الجمهورية الاسلامية ستطالب بثمن مقابل التجاوب، وواشنطن غير مستعدة لدفعه اليوم وتتجنب اي ابتزاز ايراني.

أمام هذا الواقع، تشرح المصادر انّ الازمات اللبنانية وعلى رأسها الشغور الرئاسي مرشحة للاستمرار والتفاقم اذا بقي اللبنانيون ينتظرون كلمة السر الخارجية التي لن تأتيهم في القريب العاجل. وتشير في السياق الى ان القوى الاقليمية أبدت ترحيبا بما تتفق عليه الاطراف المحلية لانتخاب رئيس للجمهورية. من هنا، فانّ القيادات مدعوة الى لبننة الحلول كمقدمة لانقاذ المؤسسات كما الدولة اللبنانية من التفكك والتحلل الذي ينهشها وبات يهدد مصير الوطن. وتحذّر من انّ تداعيات الاستمرار في هذا المنحى السلبي تنبئ بالأسوأ، وهي لن تنحصر فقط في تراجع الاهتمام الدولي بلبنان، بل ستنتقل الى مرحلة انعدام الثقة به كدولة، واول الغيث في هذا السياق، تمثل في الاسلوب الجديد الحازم الذي اعتمدته السعودية ودول الخليج في التعاطي معه.