IMLebanon

هل يعود “حزب الله” إلى لبنان من بوابة الجنوب؟

hezbollah-new1

أشارت الوكالة “المركزية” الى أنّ قضية “المواجهة المفتوحة” مع اسرائيل استحوذت على حيز واسع من المواقف التي أطلقها امس الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونية، فيما الهدوء سيّد الجبهة الجنوبية ومعظم قوات “حزب الله” وقياداته النخبوية وعناصره يقاتلون في الميدان السوري وغيره. فقد هدّد نصرالله اسرائيل “بأنه لن تكون لدى “حزب الله “خطوط حمراء أو سقوف في أي حرب مقبلة”، معلناً أنّ “من حق “الحزب” ضرب أي هدف في إسرائيل بما في ذلك المفاعلات النووية في حال شن أي حرب على لبنان”، ومشددا على أن “أي حرب إسرائيلية على لبنان ستكون بمثابة مغامرة وستكون نتائجها مجهولة بالنسبة للإسرائيليين والأميركيين”.

هذه المواقف التصعيدية، استوقفت مصادر نيابية بارزة في 14 آذار اعتبرت عبر “المركزية” أنّها “ليست موجهة فقط الى اسرائيل، بل يريد منها “الحزب” توجيه رسالة الى الداخل أيضا، يقول فيها انه لا يزال يتمتع بكامل صفات “المقاوم” وان الحروب التي يشارك فيها في ميادين عديدة من سوريا الى العراق فاليمن، والتي غيّرت صورته لدى شريحة واسعة من اللبنانيين والعرب، حتى وصفه بعضهم بالارهاب، لم تنسِه مواجهته الاساس مع اسرائيل ومقاومتُه مستمرة ضد أطماعها. والهدف الاساس من محاولة تصويب البوصلة الذي سعى اليه نصرالله، هو في الواقع، التحضير لانسحابه من سوريا. فخلافاً لما كان يتوقعه نصرالله، لم يحقق محور الممانعة الذي ينتمي اليه الحزب ايّ انتصارات ملموسة لا في سوريا ولا في اليمن والعراق، وبالتالي، وبغية تغطية عودته الى لبنان “خائباً”، يسعى اليوم الى رفع نبرته في وجه اسرائيل وارتداء عباءة “المقاومة” مجددا، علّها تجمّل صورته أمام الرأي العام اللبناني عموما وقاعدته الشعبية خصوصا. في اختصار، تقول المصادر، يبحث “الحزب” عن أن تكون عودته الى لبنان من بوابة الجنوب. واذ استغربت نفض نصرالله الغبار عن معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” بعدما ضاعت بين تخطيه ارادة شريحة واسعة من الشعب اللبناني في الذهاب الى سوريا وانخراطه في معارك لا علاقة للاسرائيليين فيها، اعتبرت المصادر انّه يريد المعادلة مقدّمة تضمن عدم وضع سلاحه وموقعه تحت المجهر في المرحلة المقبلة”.

أما في الملفات الداخلية، فأشارت المصادر الى انّ “كلام نصرالله شكّل دليلاً واضحاً الى استمرار المراوحة في ملف الانتخابات الرئاسية. فهو جدّد التزامه بدعم ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، الا ان هذا التأييد لم يتخط الشق النظري. فنصرالله أكد انه لن يتدخل لدى الرئيس نبيه بري ولا اي من حلفائه لتسويق ترشيح عون. في المقابل، توقفت المصادر عند عدم رفع نصرالله لهجته ضد السعودية واكتفائه بنقد “مدوزن” بعد أن كان تصويبه عليها يصل الى حد تشبيهها باسرائيل، معتبرة ان هذا السقف فرضته التطورات الاقليمية والحلول المقبلة الى المنطقة والتي ستحتّم اعادة بعض الدفء الى العلاقات السعودية ـ الايرانية، اذ تتحدث المعلومات عن زيارة مرتقبة للرئيس الايراني حسن روحاني الى المملكة في نيسان المقبل. وانطلاقا من هذه المعطيات أيضا، أعلن نصرالله موافقته على لقاء يجمعه بالرئيس سعد الحريري اذا اقتضت الحاجة.