IMLebanon

زمام الإقتصاد والأسواق في يد الأميركيين

StockMarketsFear
طوني رزق

تهيمن الولايات المتحدة الاميركية على الكرة الارضية ليس فقط كونها أكبر مصدر للأسلحة وموزّع الحروب والعقوبات المختلفة، بل وايضاً كقائد أوركسترا للأسواق المالية والانظمة المصرفية واسعار النفط والذهب ومختلف السلع كما وأسعار العملات وبورصات الاسهم.تبقى التقارير والتصريحات الصادرة من مختلف الجهات من الولايات المتحدة الاميركية هي الحجر الاساس في توجيه الاسواق المالية العالمية والتأثير على الاقتصاد في مختلف انحاء العالم. وهذا ما يؤكد مرة اخرى انّ الاميركيين يتزعّمون العالم اقتصادياً ومالياً ومصرفياً ونقدياً.

وفي البداية، فإنّ اي تقرير لهبوط المخزونات النفطية الاميركية او ارتفاعها ينعكس مباشرة وبقوة على اسعار النفط في مختلف الاسواق، وذلك بعيداً عن حجم الانتاج او قرارات الدول المنتجة الكبرى والصغرى على حد سواء.

كما انّ ايّ أنباء او تصريحات او تلميحات من قبل الاحتياطي الفدرالي الاميركي بشأن رفع او استبعاد رفع اسعار الفائدة الاميركية يبقى المؤثر الاقوى على اسعار المعدن الاصفر.

اذ تحرك الذهب على انغام اتجاهات الفائدة الاميركية من دون غيرها منذ فترة طويلة، وهذا ما دفعه في الفصل الاول من العام الحالي لتسجيل أفضل أداء في 30 عاماً تقريباً مع استبعاد رفع الفائدة، كذلك تؤثر انباء الفائدة الاميركيىة على بورصات الاسهم داخل الولايات المتحدة الاميركية وخارجها، كما وعلى حركة الاموال بين القارات وخصوصاً بين دول الاسواق الناشئة وبين الولايات المتحدة الاميركية.

ويأتي دور سعر الدولار الاميركي ازاء العملات الرئيسية الاخرى والمرتبط هو الآخر بأسعار الفائدة المتوقعة. فيؤثر مباشرة على النمو الاقتصادي في الدول الاخرى وفي اسعار الذهب والنفط.

وقد أدى الدولار الاميركي دوراً حاسماً مؤخراً في وقف حرب العملات مع التحذير الاميركي وخصوصاً للصين لوَقف خفض اليوان.
وهذا ما أثّر بطريقة مباشرة وغير مباشرة في النمو الاقتصادي في الصين، وأضعف نمو الميزان التجاري الصيني مع العالم الخارجي.

وتبقى العقوبات الاميركية المتنقلة بين دولة واخرى على خلفية اعتماد النظام المالي والمصرفي العالمي على الدولار بالقسم الاكبر الساحق من التعاملات.

وعليه، وبموازاة لعب الولايات المتحدة الاميركية الدور الاول والمهيمن على تجارة الاسلحة وتوزيع الحروب على الكرة الارضية يبدو انها تؤدي دوراً لا يقلّ اهمية وتأثيراً على المستويات الاقتصادية والمالية والمصرفية والنقدية.

البورصة اللبنانية

كان التداول أفضل أمس في بورصة بيروت، وقد تركّز على اسهم سوليدير وبنك عودة فئة GDR فبلغ 141881 سهماً قيمتها 1,27 مليون دولار. وتمّ تسجيل 87 عملية بيع وشراء تناولت ستة اسهم ارتفع منها 4 اسهم وتراجع واستقر سهم واحد. فقد زاد سعر اسهم سوليدير الفئة (أ) و(ب) بنسبة 5,43 % و6,54 % الى 10,29 و10,42 دولارات على التوالي كما زاد سعر اسهم بنك عودة GDR 1,32 % الى 6,10 دولارات وبنك بلوم (GDR) بنسبة 2,99 % الى 10,99 دولارات واستقرت اسهم بيبلوس العادية على 1,67 دولار ولم يعرف اسباب الانتعاش المفاجىء لأسهم سوليدير امس سوى انّ رفع الاسعار جاء في نهاية الشهر الثالث من العام أي في نهاية الفصل، وقد يكون ذلك لغايات حسابية تدخل ضمن التقارير الفصلية.

أسواق الصرف العالمية

تخلّى الدولار عن المزيد من المكاسب الاخيرة مقابل العملات الرئيسية الاخرى ولليوم الثالث على التوالي بعد تصريحات رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي التي استبعدت أيّ رفع لأسعار الفائدة الاميركية في ظل الاوضاع الاقتصادية الراهنة.

فزاد اليورو امس بنسبة 0,46 % الى 1,1390 دولار كما زاد الجنيه الاسترليني 0,09 % الى 1,4391 دولار والدولار الاوسترالي 0,27 % الى 0,7691 دولار وتراجع الدولار بنسبة 0,10 % الى 112,34 يناً وبنسبة 0,53 % الى 0,9598 فرنك سويسري ويتجه الدولار الذي يتعرض لضغوط نزولية لإقفال الفصل الاول على أكبر تراجع في خمسة اعوام.

البورصات العالمية

تباين أداء البورصات الاسيوية مع تداعيات كلمة رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي، فتراجع مؤشر نيكي 0,71 % الى 16759 نقطة وزاد مؤشر شانغهاي 0,12 % الى 3004,38 نقطة وتراجع مؤشر هانغ سنغ 0,13 % الى 20776,70 نقطة.

اما في منطقة اليورو فتراجعت بورصات الاسهم امس على انخفاض اسعار النفط ومع ترقّب الاسواق لتقارير الوظائف الاميركية، فتراجع مؤشر داكس في بورصة فرانكفورت 0,63 % الى 9983,49 نقطة وهبط مؤشر فوتسي البريطاني 0,39 % الى 6179 نقطة وهبط مؤشر كاك الفرنسي 1,02 % الى 4399 نقطة.

وكانت بورصة وول ستريت تسجّل تردداً واضحاً مع مراوحة مؤشرات داو جونز وستاندرد اند بورز وناسداك ضمن نطاقات ضيقة جداً حول مستويات إقفالها السابق اي 17635 و2056 و4481 نقطة على التوالي.

النفط والذهب

اتجه الذهب أمس لإقفال الفصل الاول من العام 2016 على افضل اداء فصلي منذ 30 عاماً تقريباً، وارتفع الذهب امس مستفيداً من ضعف الدولار بنسبة 0,57 % الى 1235,60 دولاراً للاونصة. وارتفع سعر الفضة بنسبة 1,08 % الى 15,375 دولاراً للاونصة.

وتلقى النفط دعماً ايضاً من ضعف الدولار ليرتفع سعر نفط نايمس 0,39 % الى 38,47 دولاراً للبرميل ويزيد سعر نفط برنت الخام 0,94 % الى 29,63 دولاراً للبرميل.