IMLebanon

الرساميل تهجُر القارة العجوز

europeen-union
طوني رزق
بدأت تُسجّل في أوروبا حالات هجرة للثروات والاثرياء بسبب القلق المتزايد من الوضع الاقتصادي ومن تزايد التوترات الطائفية، وتزايد عدد النازحين السوريين. ويتخوف المتمولون من زيادة معدلات هذه الهجرة وآثارها على الاقتصاد الاوروبي.
توقّع خبراء عالميون أن تسجل اوروبا المزيد من الهجرة الواسعة للاثرياء نتيجة ارتفاع التوترات الطائفية وعدد النازحين السوريين، فضلا عن القلق في شأن الوضع الاقتصادي في منطقة اليورو. اما الوجهة الاكثر جاذبية فهي استراليا اضافة الى دولة شرق اوسطية.

وتوقع هؤلاء ان تكون الهجرة الاكبر للاثرياء من كل من فرنسا والمانيا وبلجيكا.

وكانت اكبر مدن اوروبية سجلت الهجرة الاكبر في العام 2015 هي ثلاثة: باريس وروما واثينا. وتقدمت مدينة باريس كأكبر مصدر للهجرة والتي خسرت 6 % من اثريائها اي نحو 7000 شخص.

وترتدي المسألة اهمية كبرى كون هجرة الاثرياء تشير الى رغبة واسعة النطاق بين الفرنسيين للهجرة. وتؤدي هجرة الاثرياء عادة الى الاضرار في الايرادات ترافقها خسارة في عدد الوظائف وهجرة الاموال والتي تؤثر ايضا على اسعار العقارات والاسواق المالية.

وبعد باريس، كان عدد المهاجرين من روما التي جاءت في المرتبة الثانية 5000 ثري ثم اثينا 2000 شخص. اما شيكاغو الأميركية فسجلت هجرة 3000 ثري.

وتضررت فرنسا كثيرا من ارتفاع التوتر الطائفي خصوصا في باريس.

اما المدن التي استقبلت اكبر عدد من المهاجرين الاثرياء فكانت سيدني 4000 شخص ، ملبورن 3000 شخص، دبي 2000 شخص، سان فرانسيسكو 2000 شخص وفانكوفر 2000 شخص.

وتبرز استراليا كونها الاكثر آمانا مع درجة علم مرتفعة ونظام صحي قوي، اضافة الى مناخ ملائم. وقد أدّت الهجرة الجديدة الى ارتفاع اسعار العقارات في سيدني بنسبة 14,8 % في العام 2015 في حين تراجعت اسعار العقارات للاثرياء في باريس 2,1 % في العام نفسه.

ولم تنجُ اوروبا من الفساد المالي وخصوصا من عمليات تبييض الاموال. وعلى هذا المستوى اظهرت دراسة بريطانية ان 10% فقط من ورقة الـ500 يورو النقدية يتم تداولها في عمليات تبادل قانونية وشرعية. اما الباقي فيستعمل في عمليات تهريب وتبييض الاموال.

وفي المرحلة الراهنة تواجه اوروبا استحقاقا كبيرا ايضا، وهو احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وهو من المخاطر السياسية الخمسة الاكثر ضررا، الى جانب الاتجاهات الرئاسية الاميركية، والنازحين السوريين وتدهور الاقتصاد في البرازيل.

وتعتبر بريطانيا واحدة من اقوى الاقتصادات في اوروبا مع نسبة بطالة منخفضة. وتعتبر لندن المركز المالي العالمي الثاني بعد نيويورك. ويطالب البريطانيون بالانفصال عن اوروبا، نتيجة مخاوفهم على سيادتهم وعلى هويتهم الوطنية في وجه الهجرة غير ان البريطانيين يواجهون في ذلك مخاطر عدم الاستقرار المالي حيال ارتباطاتهم مع اوروبا.

غير ان بريطانيا ما زالت الدولة الاوروبية الثالثة على مستوى الدين العام الى الناتج القومي عند 89% اي بعد ايطاليا 133% وفرنسا 96%. اما ألمانيا فان دينها العام يوازي نسبة 72% فقط من حجم اقتصادها.

فهل تحذو بريطانيا حذو اغنياء اوروبا في الهجرة والتخلي عن القارة الاوروبية. اذ يعتقد بعض هؤلاء ان التخلي عن اوروبا هو الطريق السليم لتنمية ثرواتهم؟

غير ان البعض بدأ يتوقع انه في حال خرجت بريطانيا من اوروبا فان سعر صرف الجنيه الاسترليني سيتراجع من 1.43 دولار حاليا الى 1.22 دولار. وقد تجذب دبي المزيد من الاغنياء الاوروبيين مع تزايد الاعتقاد بأن هناك الكثير من الاسباب لأن تصبح المدينة الاكثر اهمية في العالم في القرن الواحد والعشرين.