IMLebanon

سفير الصين : سنواصل دعم لبنان وتقديم المساعدات للاجئين السوريين

china-ambassador
أكد سفير الصين جيانغ جيانغ في مقابلة أجرتها معه كاتي يمين في برنامج “لقاء الخميس” عبر “إذاعة لبنان”، أن “الصين ولبنان يتمتعان بصداقة تقليدية شهدت التعاون العملي المستمر في كافة المجالات. وفي عام 2015 الماضي، أحرز التعاون الودي بين البلدين نتائج جديدة”.

وقال:”في مجال الاقتصاد والتجارة، تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين مليارين و80 مليون دولار حيث حافظت الصين على صفتها أكبر شريك تجاري للبنان لثلاث سنوات متتالية. وعقدت في بيروت الدورة السادسة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وشارك فيها أكثر من 500 رجل أعمال صيني وعربي للتباحث في سبل تعزيز التعاون. كما حقق التعاون المالي بين البلدين اختراقا جديدا. فخلال المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية الذي انعقد في بيروت العام الماضي، عقدت جلسة طاولة الحوار الخاصة بالقطاع المصرفي الصيني والعربي كما أطلقت مجموعة فرنسبنك أول بطاقة China Union Pay في لبنان. وواصلت الصين تقديم المساعدات للجانب اللبناني بغية دعم تنميته الاقتصادية والاجتماعية بما فيه الإضاءات بالطاقة الشمسية والمعدات الطبية والأجهزة المكتبية والمركبات وغيرها. إضافة الى ذلك، في العام الماضي هناك 188 متخصصا لبنانيا من مختلف المجالات زاروا الصين للتواصل أو التدرب، الأمر الذي لا يعمق التعارف بين الطرفين فحسب، بل يجعل التعاون في تنمية الموارد البشرية لمحة جديدة من ملامح العلاقات الثنائية أيضا”.

أضاف: “في مجال الثقافة، هناك 19 شخصية لبنانية من أوساط الثقافة والفن والتربية والتعليم توجهوا إلى الصين وشاركوا في فعاليات رحلة ثقافية على طريق الحرير والندوات بعناوين الفن والإذاعة والإعلام والتراث والطب الصيني التقليدي. وتم تنظيم معارض فنية بين الدولتين، فلقي قبولا حارا من الشعب اللبناني كل من الحفلة الموسيقية التي عرضتها عازفة البيانو الصينية ومعرض أعمال مشاهير الرسامين العرب الذين زاروا الصين. أما التعاون في التربية والتعليم بين البلدين، فيتمتع بزخم تطور جيد ويواصل الطرفان تبادل بعث الطلاب بينهما. لقد مرت 10 سنوات منذ تأسيس معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف الذي يعد أول معهد من نوعه في الشرق الأوسط. في العام الماضي، أقيمت فيه الدورة الأولى للمسابقة التمهيدية لمسابقة جسر اللغة الصينية وهناك فائزان ممتازان اتجها إلى الصين للمشاركة في المسابقة النهائية تمثيلا للبنان. وهناك محاضرة اللغة الصينية في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا وفتح أيضا تخصص اللغة الصينية في الجامعة اللبنانية في العام الماضي”.

وتابع: “شهد التعاون الإعلامي بين الصين ولبنان تعمقا مطردا. قابلت معالي الوزير رمزي جريج وزير الإعلام عدة مرات وتوصلنا إلى تفاهم واسع بشأن توسيع التبادل والتعاون لوسائل الإعلام بين البلدين. كما تحقق تقدم جديد ومستمر في مجالات تبادل الوفود وتدريب الموظفين وتبادل البرامج والدعم التقني. نحافظ على التواصل الودي الكثيف مع الإذاعة اللبنانية وتلفزيون لبنان والوكالة الوطنية للاعلام وغيرها من وسائل الإعلام اللبنانية. ودعونا بعض الإعلاميين اللبنانيين لحضور الورشات الإعلامية والمشاركة في وفد الصحافيين العرب لزيارة الصين”.

وعما تقدمه الصين للبنان للتخفيف من أزمة المهجرين السوريين، قال جيانغ: “إن الصين تعرب عن تقديرها العالي لاستيعاب لبنان الكريم حكوميا وشعبيا للاجئين السوريين. ومن أجل مساعدة لبنان على احتواء تأثير أزمة اللاجئين عليه، قدمت الحكومة الصينية دفعات عديدة من المساعدات الإنسانية للحكومة اللبنانية. في عام 2012، قدمت الصين للبنان مساعدات إنسانية مادية قيمتها 15 مليون يوان صيني تشمل الفرش والبطانيات وغيرها من الحاجات المعيشية. وفي عام 2013، قدمت الحكومة الصينية مساعدات نقدية قدرها مليونا دولار للاجئين السوريين عن طريق منظمة الصحة العالمية لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية. وفي شهر يونيو عام 2014، أعلن الجانب الصيني عن توفير 30 مليون يوان صيني من المساعدات الإنسانية المادية للبنان تتضمن المعدات الطبية والأجهزة الرياضية والقماش المشمع المضاد للمياه. توزع هذه المساعدات المادية على اللاجئين السوريين والمجتمعات اللبنانية المستضيفة لهم”.

أضاف: “في هذه السنة، وبهدف تنفيذ التزام الرئيس الصيني شي جين بينغ بتقديم المساعدات الإنسانية الجديدة الخاصة للاجئين السوريين، سوف يقدم الجانب الصيني دفعة جديدة من التغذية والمساعدات المادية للحكومة اللبنانية. ونعمل الآن على التواصل والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية في سبيل تنفيذ مشروع المساعدات على الأرض في أسرع وقت ممكن. وتحرص الصين كدولة صديقة للبنان على مواصلة تقديم دعمها له بقدر إمكانها من أجل مساعدة لبنان على اجتياز الصعوبات”.

سئل: كيف يشارك لبنان في بناء مشروع “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” الذي طرحته الصين؟

أجاب: “في عام 2013، طرحت الصين مبادرة بناء الحزام والطريق التي تركز على دفع تناسق السياسات وترابط البنى التحتية وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتفاهم الشعوب بين الدول المطلة على الحزام والطريق وتهدف إلى تحريك التعاون الإقليمي بين الدول المعنية في نطاق أوسع وعلى مستوى أعلى وبشكل أعمق. وفي شهر آذار العام الماضي، أصدرت الحكومة الصينية وثيقة الرؤية والتحرك لبناء الحزام والطريق التي تشهد حاليا عملية تنفيذها المستمرة”.

أضاف: “يخترق الحزام والطريق قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا حيث تقع الدول العربية بما فيها لبنان في موقع تلاقيها والتي تصبح شركاء التعاون الطبيعية والمهمة لبناء الحزام والطريق. وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الدورة السادسة للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي عام 2014 استراتيجية 1+2+3 للتشارك ببناء الحزام والطريق، حيث يمثل 1 اعتبار التعاون في مجال الطاقة قاعدة أساسية، و2 اتخاذ مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين، و3 تشير لاتخاذ 3 مجالات تكنولوجية متقدمة كنقاط اختراق تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقات الجديدة. وإن الصين مستعدة لتحسين هيكلة التجارة في حين توسيع حجمها وتشجيع الشركات الصينية ذات القدرة والكفاءة على المشاركة في بناء السكك الحديدية والموانىء والطرق والكهرباء والاتصالات والمجمعات الصناعية وغيرها من البنى التحتية وحسن توظيف صندوق طريق الحرير والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وآليات التمويل الأخرى”.

وتابع: “إن لبنان دولة مهمة في المنطقة وتكتسب ميزاتها البارزة في الاقتصاد والمالية والتربية والتعليم والإعلام والمجالات الإنسانية والثقافية الأخرى. لذلك، لاقت مبادرة الحزام والطريق إقبالا واسعا بين الأوساط اللبنانية المختلفة منذ طرحها. وفي الوقت الراهن، تواجه الصين ولبنان مهمة مشتركة تتمثل في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فنتطلع إلى بذل الجهود المشتركة مع الجانب اللبناني لتوسيع التعاون الودي وتحقيق الازدهار والتقدم المشتركين في المجالات المذكورة سابقا”.

وعن كيفية سعي السفارة الصينية الى نشر الثقافة الصينية فى لبنان، وجديد نشاطات السفارة فى المجالين الثقافي والاجتماعي، قال: “تولي الصين اهتماما بالغا للتبادل الثقافي والإنساني مع لبنان ونظمت سفارة الصين نشاطات ثقافية متنوعة بالتعاون مع مختلف الأوساط اللبنانية. ففي مجال التبادل الثقافي، قدمت الفرقة الفنية لطلاب جامعة شنيانغ للمعلمين عروضا في جامعة القديس يوسف أثناء عيد الربيع الصيني في شباط الماضي. وفي الوقت نفسه، زارت فرقة كركلا اللبنانية الصين حيث قدمت المسرحية العربية ألف ليلة وليلة على المسرح الوطني الكبرى لخمسة أيام متتالية وجذبت أكثر من عشرة آلاف مشاهد صيني. وكان عازف البيانو الصيني الشهير لانغ لانغ يشارك في مهرجان بيبلوس عام 2014. وفي تشرين الأول الماضي، زارت لبنان عازفة البيانو الصينية الشابة تيان جيا شين وأقامت أمسية موسيقية بالتعاون مع الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية. ويزور الصين مشاهير رسامين لبنانيين كل سنة مشاركين في ورشة مشاهير الرسامين العرب. وفي العام الماضي، افتتح معرض الاحساس بروح الصين الدولي – المعرض المتنقل لأعمال الفنانين العرب الذين زاروا الصين في محطته الأولى بيروت بالتعاون بين الجانبين الصيني واللبناني. وتكللت كل هذه العروض الفنية والمعارض الثقافية بنجاح كبير، مما لقي ترحيبا حارا لدى الشعبين الصيني اللبناني”.

وأشار جيانغ الى أنه “في مجال التعاون الإعلامي، تتعاون السفارة مع تلفزيون لبنان في نشر البرامج الصينية خلال عيد الربيع الصيني والعيد الوطني الصيني كل سنة. في عيد الربيع العام الماضي، بثت قناة تلفزيون لبنان لأول مرة مسلسلين صينيين. أما أثناء عيد الربيع في هذا العام، فنشرت القناة برنامج السفر في الصين لعشرة أيام متتالية تقدم فيه المدن المهمة الواقعة على طول طريق الحرير، وعدة مدن تاريخية وثقافية مشهورة. وإلى جانب ذلك، نهتم بالتبادل الثقافي بين شباب البلدين كثيرا”.

ولفت الى أن “السفارة أقامت نشاط الثقافة الصينية للجامعات والمدارس اللبنانية وقدمت دعما إيجابيا للجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية في تنظيم نشاطات يوم الصين ويوم اللغة والثقافة الصينية، والمدرسة الصينية وغيرها من النشاطات، مما أثار موجة صينية في عديد من الجامعات والمدارس. علاوة على ذلك، يقيم معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف ومعلمون صينيون للغة الصينية في الجامعات الأخرى محاضرات ومعارض ثقافية من حين إلى آخر لتعريف الخطوط الصينية وفن القطع الورقي والووشو، مما بنى جسرا لتعرف الطلاب اللبنانيين الشباب على الثقافة الصينية”.

سئل: “زار الرئيس الصيني شي جي بينغ منطقة الشرق الأوسط مؤخرا، فما ثمرات هذه الزيارة وما أهميتها؟

أجاب: “في كانون الثاني الماضي، زار الرئيس الصيني شي جين بينغ ثلاث دول بالمنطقة وهي السعودية ومصر وإيران، وتم التوقيع على 52 اتفاقية التعاون خلال الزيارة في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والمالية والاتصال والطيران المدني والفضاء. كما أقيمت شراكة استراتيجية شاملة بين الصين وكل من السعودية وإيران، وأعلن برنامج تنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر في السنوات الخمسة المقبلة. وذلك بالإضافة إلى التوقيع على مذكرة التفاهم للتشارك في بناء الحزام والطريق مع الدول الثلاث على حدة سواء. وممكن القول بأن هذه الزيارة التاريخية إلى منطقة الشرق الأوسط فتحت فصلا جديدا للعلاقات بين الصين ودول المنطقة”.

أضاف: “عشية الزيارة، أصدرت الحكومة الصينية وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية التي تعتبر الأولى من نوعها، وألقى الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته كلمة هامة بشأن العلاقات الصينية العربية في مقر جامعة الدول العربية. وبالاختصار، إن الصين تحرص على تعميق التعاون المتبادل المنفعة مع دول المنطقة في كافة المجالات بصورة أكثر نشاطا في إطار التشارك في بناء الحزام والطريق. مثلما أكد الرئيس شي جين بينغ في كلمته أن الجانبين الصيني والعربي عليهما انتهاز المرحلة الحاسمة في السنوات الخمس المقبلة للتشارك في بناء الحزام والطريق. إن الصين ستكون الجهة التي تبني السلام في الشرق الأوسط والتي تدفع تنميتها وتساهم في صناعتها وتدعم استقرارها. ولا تقوم الصين بتنصيب الوكلاء في الشرق الأوسط، بل تعمل على النصح بالتصالح والحث على التفاوض، ولا تنوي انتزاع نطاق النفوذ بل تسعى إلى توسيع دائرة أصدقائها على الحزام والطريق ولا تطمع إلى ملء الفراغ بل تبذل الجهود لتشكيل شبكة المنفعة المتبادلة والكسب المشترك”.

وتابع: “بالإضافة إلى مواصلة تعميق التعاون السياسي والاقتصادي، تهتم الصين بالحوار بين الحضارتين الصينية والعربية والتبادل الثقافي والإنساني بين الطرفين. لقد أعلن الرئيس شي جين بينغ تنفيذ مشروع المائة والألف والعشرة آلاف للتبادل الثقافي والإنساني بين الصين والدول العربية، ومن ضمنه برنامج رائحة الكتب في طريق الحرير بشأن تبادل ترجمة 100 كتاب وعمل أدبي صيني وعربي، وتوجيه الدعوة لتبادل الزيارات بين 100 خبير وباحث، وتقديم 1000 فرصة تدريب للقادة الشباب العرب وتوجيه الدعوة الى 1500 قائد حزبي عربي لزيارة الصين، إضافة إلى تقديم عشرة آلاف منحة دراسية وعشرة آلاف فرصة تدريبية، وتنفيذ الزيارات المتبادلة بين عشرة آلاف فنان صيني وعربي من أجل تحفيز تداول الأكفاء وتدفق الأفكار على الحزام والطريق”.

سئل: هناك أخبار عن ركود النمو الاقتصادي الصيني، فكيف ترى أوضاع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين اليوم؟ هل صحيح ان الصين سوف تنتقل الى المرتبة الاقتصادية الأولى عالميا؟

أجاب: “يفتقر الاقتصاد العالمي إلى القوة الدافعة لانتعاشه وسجل معدل نمو الاقتصاد العالمي في العام الماضي أدنى مستوى له خلال السنوات الست الأخيرة مما ترك تأثيرا حتميا على الاقتصاد الصيني في ظل اندماجه بالاقتصاد العالمي بشكل عميق. ما زالت الصين تبقى في مقدمة الاقتصادات الرئيسية في العالم بمعدل نمو ناتجها المحلي الإجمالي البالغ %6.9 للعام الماضي رغم تراجع سرعة النمو نسبيا. وما زالت الصين محرك تنمية الاقتصاد العالمي علما أنها تحتل المركز الأول في العالم من حيث مساهمتها لنمو الاقتصاد العالمي وتجاوزت نسبتها %30”.

أضاف: “تحقق معدل النمو البالغ %6.9 على أساس الرقم الأصلي العالي وفي مسيرة تحويل نمط تنمية الاقتصاد الصيني ورفع مستواها. ومنذ اعتماد سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1979، يبقى معدل نمو اقتصاد الصين فوق %10 لمدة أكثر من ثلاثين سنة متتالية، كما تجاوز حجم اقتصاد الصين عشر تريليون دولار. والآن، كل نقطة مئوية زائدة على أساس الرقم القائم تساوي 2.6 نقطة مئوية قبل عشر سنوات. وقد أدركنا بوضوح أنه لا يمكن أن نستمر في النمط التنموي السابق، بل من اللازم أن نسلك طريقا جديدا متسما بتوفير الطاقة وحماية البيئة والحياة الخضراء والتدوير والاستدامة. وحسب معطيات المكتب الوطني الصيني للاحصاء، تم توظيف أكثر من 13 مليون شخص في العام الماضي، وازداد دخل المواطنين بسرعة أعلى من النمو الاقتصادي، وأصبح الاستهلاك وقطاع الخدمات القوة الدافعة الرئيسية لنمو الاقتصاد، إضافة إلى تراجع استهلاك الطاقة والانبعاثات الملوثة باستمرار”.

ولفت الى أن ذلك “يدل على أن نوعية نمو اقتصاد الصين ترتفع بشكل مستمر. إن الصين هي دولة كبيرة ذات مليار وثلاثمائة مليون نسمة، وتتمتع بمئات الملايين من الأكفاء المتخصصين ذوي التعليم العالي، وهي تسعى الآن وراء تحقيق التصنيع والتحضر، مما وفر لها إمكانية كبيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذا، لم ولن يتغير الاتجاه العام الإيجابي لنمو الاقتصاد الصيني على المدى الطويل”.

وأوضح جيانغ أن بلاده “تحتل المركز الثاني في العالم من حيث حجم الاقتصاد الإجمالي، ولكنها ما زالت دولة نامية، وتأتي الصين في مرتبة ما بعد الثمانين من ناحية نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بحيث أن الصين ستركز جهودها الرئيسية على التنمية لفترة طويلة في المستقبل”.

وقال: “طرحنا في الخطة الخماسية الثالثة عشرة أننا نهدف إلى الحفاظ على نمو اقتصادي معدله السنوي يزيد عن %6.5 خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن تتجاوز قيمة الواردات عشرة تريليون دولار ويزيد مبلغ الاستثمار في الخارج عن 600 مليار دولار. ونحن على ثقة بتحقيق الأهداف المطروحة، كما نثق بأن تنمية الصين هي فرصة العالم. إن الصين تقوم دائما بالتبادلات الودية مع البلدان الأخرى على أساس التناغم والتسامح. وهي تتمسك باستراتيجية الانفتاح القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك وتساهم في التطور المشترك والازدهار المشترك، وذلك هو هدف لا يتغير”.

وعن التعاون الاقتصادي بين الصين والقارة الأفريقية حيث تعيش جاليات لبنانية كبيرة، قال: “يصادف هذا العام الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأفريقيا. فمنذ بداية هذه العلاقات، لم يتغير شيء للصداقة الصينية الأفريقية العميقة القائمة على الثقة المتبادلة والدعم المتبادل. أرى أن التعاون متبادل والمنفعة حاجة مشتركة بالنسبة الى الصين، أكبر دولة نامية فى العالم، وأفريقيا قارة تضم أكبر عدد من الدول النامية. لقد شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا تطورا كبيرا منذ إنشاء منتدى التعاون الصيني الأفريقي فى عام 2000. الصين هى أكبر شريك تجاري لأفريقيا على مدى ست سنوات متتالية، وتقوم أكثر من ثلاثة آلاف شركة صينية بأعمالها فى أفريقيا بحجم الاستثمار ما يقارب 30 مليار دولار، مما يقدم أكثر من مائة ألف فرصة عمل لأفريقيا”.

أضاف: “ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي فى أواخر العام الماضي، حيث أعلن الرئيس الصيني تنفيذ عشر خطط تعاون كبرى لتطوير العلاقات الصينية الأفريقية تشمل مجالات التصنيع والتحديث الزراعي وبناء البنى التحتية والمالية والتنمية الخضراء وتسهيل التجارة والاستثمار والحد من الفقر والإهتمام بمصلحة الشعب والصحة العامة والتبادلات الإنسانية والسلام والأمن وإلى آخره. ومن أجل ضمان نجاح هذه الخطط، قررت الصين تقديم 60 مليار دولار لدعم أفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأهم ميزة لهذه الخطط هى تحويل نمط التجارة من الإعتماد على منتجات الموارد الى مزيد من الإستثمار والتعاون الإنتاجي وتشجيع الشركات الصينية على الإستثمار فى أفريقيا، مما يساعد أفريقيا على تسريع عملية التصنيع وتحسين قدرة التنمية المستقلة، وذلك سيكون قوة محركة هائلة للتنمية الأفريقية”.

وختم: “من المعروف أن في أفريقيا جاليات لبنانية كبيرة ويعتبر بعضهم نخبة وروادا فى مختلف الأسلاك. فيرحب الجانب الصيني بمزيد من الجاليات والشركات اللبنانية ذات القدرة والإرادة لمتابعة هذه الخطط المفيدة للتنمية الأفريقية والمشاركة فيها”.