IMLebanon

إنطلاق قطار الحل الشامل في المنطقة!

king-salman-and-hassan-rouhani

أشارت الوكالة “المركزية” أنّ إلى أنّ المنطقة تشهد هذه الايام حراكاً لافتاً تشكّل محطاتُه المتعاقبة جزءاً لا يتجزّأ من المخاض الذي يسبق ولادة الحل المرجو للنزاع السوري والتي ستنذر بانطلاق قطار التسوية الشاملة المنتظرة لأزمات المنطقة. ومن المحطات البارزة في السياق، اللقاء المرتقب الذي سيجمع العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الايراني حسن روحاني على هامش الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية التي ستعقد في اسطنبول بين 13 و15 نيسان الجاري، والذي قد يؤسس، وفق أوساط دبلوماسية لـ”المركزية”، لمرحلة جديدة بين الدولتين الاقليميتين، يكون عنوانها الهدنة أو التهدئة، ويفتح الباب امام الشروع بتفاهمات حول الملفات العالقة بين طهران والرياض وأهمها سوريا واليمن ولبنان، علما ان لقاء اسطنبول يرجح ان يمهد لقمة بين الرجلين في الرياض قريباً. وفي اطار الحراك عينه، تصبّ مشاركة وزير الخارجية الاميركية جون كيري اليوم في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في المنامة، كما الزيارة الاولى التي بدأها الملك سلمان الى مصر حيث يجري محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، علما ان المملكة تسعى الى ترطيب الفتور التركي ـ المصري عشية قمة اسطنبول.

وتقول الاوساط انّ هذه المحطات كلّها تندرج في سياق التواصل المفتوح بين الدول المعنية بقضايا المنطقة عموما وبالنزاع السوري خصوصا، ومن شأنها أن تخلق مناخات ايجابية تمهد لاستئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف الاثنين المقبل، كاشفة عن قرار حاسم ومتين اتخذه الروس والاميركيون بانهاء الأزمة السورية حيث سيدفعون في جنيف نحو اتفاق بشأن صيغة للمرحلة الانتقالية التي يسعون الى اطلاقها بعد 15 يوماً، وتردّدت في هذا السياق، معلومات عن خطة عرضتها موسكو تقضي بتشكيل حكومة عسكرية في سوريا تقود البلاد لمرحلة انتقالية حتى يتم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.. وفي حين تشير الى انّه بات صعباً على أيّ طرف اقليمي تجاوز التفاهم بين واشنطن وموسكو بشأن سوريا، تلفت الاوساط الى انّ الحرس الثوري الايراني، وفي التفاف على روحاني، يعمل لتعطيل عجلة الحل السوري أو أقلّه لتأخيره، كما يفتعل اشكالات في سوريا وآخر فصولها في حلب وفي عدد من الدول العربية، في اطار الضغط لتعزيز موقف ايران في المرحلة المقبلة، الا انّ موسكو حسب الاوساط، لا تبدو في وارد التساهل مع اي خربطات او تجاوزات تعكّر مسار الحل في سوريا، وروسيا لن تتردّد في اطلاق حملة مباشرة ضدّ الرئيس السوري بشار الاسد والحرس الثوري اذا لمست انّهما يعرقلان عجلة التسوية.

في غضون ذلك، تعدّد الاوساط 5 إشارات تدل الى انّ معالجة الملفات الشائكة في المنطقة انطلقت جدياً وانّ قطار الحل الشامل وضع على السكة. أولاً، التوافق بشأن مسودة لاتفاق على وقف إطلاق النار في اليمن حسب ما كشف اليوم وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، علماً انّه يسبق المفاوضات التي تستضيفها الكويت في 18 نيسان الجاري بين الأطراف اليمنية للتوصل الى حل سياسي للأزمة. ثانياً، بداية الحلحلة التي تشهدها الازمة الليبية. ثالثاً، التفاهم الدولي سيما الاميركي الروسي بشأن سوريا. رابعاً، انطلاق التسوية السياسية في العراق بتشكيل حكومة تمثل المكونات كلها وسط تراجع للنفوذ الإيراني في البلاد. أما النقطة الخامسة، فتتمثل في تكثيف الجهود الروسية والفرنسية لتأمين انتخابات رئاسية في أسرع وقت في لبنان بما يعيد الانتظام الى عمل المؤسسات الدستورية ويساعد البلاد على التصدي لأزمة النزوح السوري، وفي هذه الخانة تصب الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت في 15 نيسان الجاري.