IMLebanon

صناعة الألعاب في لبنان: “أيه في أمل”

menagames2016
حسن يحي

أصبح مجال الألعاب الموجودة على مختلف المنصات، عالماً صناعياً بحد ذاته. وتدر هذه الصناعة سنوياً نحو 91 بليون دولار أميركي للشركات التي تعمل في هذا المجال حول العالم، بالاضافة إلى إسهامها بنسبة لا يستهان بها في الناتج القومي لإقتصادات الدول المتطورة في هذه الصناعة، كالولايات المتحدة الاميركية التي وصلت قيمة صناعة الألعاب فيها إلى 15.87 بليون دولار في العام 2015.

ومن رحم التاريخ اللبناني، تم الحديث عن المستقبل وطرق صناعته. ومن المحطة التاريخية لسكك الحديد في مار مخايل في بيروت أطل ممثلون عن شركات عالمية ليطلعوا الحضور، في مؤتمر الألعاب والتطبيقات الالكترونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الثاني “مينا غايمس 2016″، على أهمية الألعاب ودورها في صناعة الإقتصاد وحجم مشاركتها. الحضور الذي فاق التوقعات، جال على الشركات الناشئة في مجال الألعاب التي أتت من العالم العربي على وجه الخصوص، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن شركات عالمية مثل “غوغل” و”يوبيسوفت” الرائدتين في مجال صناعة الألعاب وتطويرها، لتقديم النصح والإرشاد بشأن تطوير هذه الصناعة في العالم العربي.

وبدا لافتاً حجم حضور الشركات العربية في هذا المؤتمر بالمقارنة مع الشركات اللبنانية، ما يفسّر العوائق التي تقف في وجه هذه الصناعة في لبنان، من دون إغفال ان التنبه اللبناني الرسمي لهذا المجال بدأ متأخراً قليلاً عن العالم.

وفي هذا السياق، يقول وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي لـ”المدن” إن صناعة ألعاب الفيديو والتطبيقات الإلكترونية في لبنان تتمتع بعناصر قوة تميزها في المنطقة، أبرزها القوة الابداعية التي يتمتع بها الشباب اللبناني. ويلفت صحناوي إلى أن لبنان احتل المركز العاشر بين 160 دولة في العالم في مستوى التعليم، كما احتل المرتبة الرابعة في علوم الرياضيات، والسادس في العلوم. ما يشير إلى أن لبنان يتمتع بكفاءات قوية قادرة على بناء نظام بيئي متكامل لهذه الصناعة.

ولكن هذا النظام لا يمكن أن يكتمل من دون الجهود المشتركة بين القطاعين الخاص والعام، وهو ما يؤكده صحناوي، مشيراً إلى أن غياب الدولة في قيادة السفينة اللبنانية، في هذا القطاع، لا يعوّضه ما يقوم به المصرف المركزي.

ويتفق الرئيس التنفيذي لشركة “فلافل غايمز” للألعاب فينس غصوب، في حديث لـ”المدن” مع صحناوي، على المناخ الايجابي الذي يحيط بفقاعة الشركات التقنية في لبنان، مؤكداً وجود الموهبة في لبنان. ولكن، وعلى الرغم من الايجابيات التي تسود القطاع، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه الشركات الناشئة وتقف عائقاً أمام وصولها إلى العالمية من لبنان. ويؤكد غصوب، الذي تُنتج شركته ألعاباً الكترونية متخصصة في مجال الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية منها “درع الجزيرة” و”فرسان المجد”، أن “الانترنت” من أبرز المشاكل التي يواجهها هذا القطاع. فكل ما يحتاج إليه هذا القطاع هو “القليل من المال بالإضافة إلى الانترنت”.

ويعتبر غصوب أن الموهبة موجودة فعلاً في لبنان، ولكن المشكلة تكمن في تعددها. إذ يتطلب عالم الألعاب أنواعاً مختلفة من المصممين أو المبرمجين أو الرسامين، وهو ما يصعب إيجاده في لبنان.

وعلى الرغم من هذه الصعوبات “غير المستحيلة” فان الشركة اللبنانية تستهدف السوق العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، مع التسليم بـ”ضعف السوق الاستهلاكي اللبناني” نظراً لحجمه مقارنة بالأسواق العربية. ولكن المعطيات التي تصل تباعاً إلى الشركة تفيد بتحسن هذه السوق وزيادة نسبة الإقبال اللبناني على هذه الألعاب، وخصوصاً في مجال العاب “الموبايل”.

وفي شأن حجم سوق العاب الفيديو على الأجهزة الذكية، يفيد غصوب بأنها تصل إلى 300 مليون دولار أميركي سنوياً، وهو مبلغ لا يستهان به، وخصوصاً أنها تشهد تطوراً مستمراً مع مرور الوقت. وتفيد الدراسات في هذا السياق إلى أن حجم صناعة الألعاب في العالم العربي قد يصل إلى بليون دولار أميركي بحلول العام 2020.

تبقى المشكلة الرئيسة، وخصوصاً في لبنان، متمثلة بالدفع الالكتروني، إذ تؤثر ثقافة المستهلك اللبناني والعربي عموماً برفض الدفع عن طريق البطاقة الائتمانية في تطوير هذا القطاع، وخصوصاً مع توجيهات من بعض المصارف بعدم استعمال البطاقات الشخصية والاستعاضة عنها ببطاقات مخصصة للاستعمال الإلكتروني.

ولكن سحر سلامة وجدت الحل من خلال شركتها المصرية “تي باي”، إذ استطاعت تصميم منصة للدفع الالكتروني من دون الحاجة إلى إدخال البيانات الشخصية أو البطاقة الائتمانية. فكل ما على المشترك أن يفعله هو وضع رقم هاتفه ليتم حسم القيمة من فاتورة الهاتف. وأمدت سلامة في حديث لـ”المدن” أن شركتها تلاقي رواجاً واسعاً في العديد من الأسواق العربية وخصوصاً الأفريقية منها، ولكنها أبدت استغرابها من السوق اللبناني الذي لم يسمح حتى الساعة لمنصات الدفع الالكتروني بمزاولة العمل داخل أراضيه وخصوصاً، على رغم وجود وعود من الوزارات المعنية منذ سنوات بـ “حلحلة” هذه القضية.