IMLebanon

خاص IMLebanon: فضيحة بيروت: التصويت المسيحي 5%… وهذه هي الأسباب!

elections-beirut-lebanon

 

في مفاجأة من العيار الثقيل في الانتخابات البلدية في بيروت، أظهرت نتائج أقلام الدائرة الأولى في العاصمة (الأشرفية والرميل والصيفي) نسبة تصويت تراوحت بين 5% و7% في سابقة سوداء في تاريخ التصويت المسيحي في بيروت. وضمن هذه النسبة ظهر تقدّم لائحة “بيروت مدينتي” على “لائحة البيارتة” بنسبة 60% للائحة الأولى مقابل 40% للثانية، ما دفع بالرئيس سعد الحريري ليقول الاثنين: “البعض إختار المشاركة والترشح على “لائحة البيارتة” والتصويت لصالح لائحة أخرى، وهناك بعض الحلفاء التزموا معنا والبعض الاخر لم يفعل. هناك حلفاء فتحوا خطوطاً مع المرشحين خارج اللائحة بشكل يهدّد المناصفة، وهذا أمر لا يشرّف العمل السياسي والانتخابي”.

ما سبب ما حصل؟ مصادر سياسية مطلعة روت لـIMLebanon  ما حصل، فأشارت الى 3 عوامل أوصلت النتيجة الى ما وصلت إليه:

ـ العامل الأول المساهم كان قرار ابن الأشرفية، رجل الأعمال أنطون الصحناوي، مقاطعة الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت، وذلك نتيجة المفاوضات التي حصلت بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” بإشراف مباشر من وزير السياحة ميشال فرعون، والتي أدت الى تجاهل إرادة أهل الأشرفية. فمن جهة لم يكن الترويج للتوافق أمراً سهلاً بين أبناء الأشرفية، كما أنّ نتيجة المفاوضات التي جرت لم تكن مقبولة بالنسبة الى أهل الأشرفية، وخصوصًا مع استبعاد عدد من المخاتير الذين يمثلون الأرض بشكل كبير، فتمّ اتّخاذ القرار بالمقاطعة. هذه المقاطعة ظهرت نتائجها بشكل واضح في الأقلام من خلال تدني نسبة التصويت في الدائرة الأولى والذي بلغ ما بين 5% و7% في حدّ أقصى، بينهم أكثر من 1300 صوت سُنّي و1200 صوت أرمني، ومن خلال تقدّم لائحة “بيروت مدينتي” على “لائحة البيارتة”.

ـ العامل الثاني: هو فشل الوزير ميشال فرعون في القيام بأبسط ما كان منتظراً منه. ففرعون، نائب الأشرفية منذ العام 1992، والذي يوظف عدداً من أبناء الأشرفية، فشل فشلا ذريعاً في أن يؤمّن نسبة تصويت مقبولة. ففي كل المراحل السابقة لم تشهد الأشرفية، والدائرة الأولى في بيروت، ما شهدته في الانتخابات البلدية والاختيارية في 8 أيار 2016. وإذا كانت مقاطعة أنطون الصحناوي للانتخابات أدّت الى تدنّي المشاركة، فإنّ كل عمل فرعون لم ينجح في رفع نسبة المشاركة ولو الى حدود الـ10 أو الـ15%، لجعلها تقترب من نسبة انتخابات العام 2010، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى حيثية فرعون الشعبية في الأشرفية وكل الدائرة الأولى.

ـ العامل الثالث: الدور السلبي لـ”التيار الوطني الحر”. فبحسب المصادر، كل “معارك” بين الوزير السابق نيكولا الصحناوي والقيادي في “التيار الوطني الحر” زياد عبس، لم تكن أكثر من مسرحية وتبادل للأدوار. فـ”التيار الوطني الحر” كان اتّخذ القرار، رغم محدودية وجود مناصريه في الأشرفية، بالتصويت لـ”بيروت مدينتي” بهدف توجيه ضربة للرئيس سعد الحريري على خلفية رفضه السير بانتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. ولكن الاستراتيجية التي اعتمدها “التيار” قضت بالمشاركة علناً في “لائحة البيارتة” لضمان وصوله الى بلدية بيروت وللفوز بعدد من المخاتير في الدوائر المسيحية في بيروت، والتصويت من تحت الطاولة للائحة “بيروت مدينتي”. هكذا تمّت هندسة المسرحية التي تمثلت في “التعارك” بين مناصرين للوزير السابق نيكولا الصحناوي ومناصرين لزياد عبس، وذلك للإيحاء بأنّ قرار قيادة “التيار” التي يمثلها الصحناوي في مكان (مع لائحة “البيارتة”) وقرار القاعدة العونية في الأشرفية في مكان آخر (مع لائحة “بيروت مدينتي”). هكذا أصاب “التيار” أكثر من عصفور بحجر واحد: فاز مرشحه في البلدية، فاز بالمخاتير الذين أرادهم، وجه صفعة الى الحريري، وأيضًا أحرج “القوات اللبنانية” بعلاقتها مع صديقها أنطون الصحناوي الذي بمقاطعته أثّر سلباً على المشاركة القواتية، نظراً للتقاطع الشعبي بين مؤيدي الطرفين.

وتجزم المصادر بأنّ الإدارة القواتية لمعركة بيروت لم تكن على المستوى المطلوب لأكثر من عامل لا مجال لتعدادها، وأهمها على الإطلاق إصرار القيادة القواتية المركزية على إعطاء عون الحصة التي يريدها من المخاتير بأي ثمن لكي لا ينفذ تهديده وينسحب من “لائحة البيارتة”.

وتختم المصادر بإبداء توجّسها من تأخير إعلان أرقام بيروت رسمياً، وتعزو ذلك الى ضغط كبير يمارسه فرعون على الرئيس سعد الحريري وعلى وزير الداخلية نهاد المشنوق لعدم إعلان الأرقام وعدم إظهار مدى تدني نسبة المشاركة المسيحية، ومحاولة إيجاد “مخارج” تحفظ ماء وجهه في الأشرفية. وتسأل المصادر: لماذا تأخير إعلان الأرقام الرسمية؟ وهل ثمّة جهات رسمية مستعدة لـ”عبث” ما بالأرقام الرسمية، في محاولة لتغطية فشل البعض في إقناع الناخبين المسيحيين بالاقتراع؟