IMLebanon

نصرالله: السعودية تمارس النفاق وباقون في سوريا

nasrallah-hezbollah

شنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله هجوماً عنيفاً على المملكة العربية السعودية، قبل ساعات من لقاء القيادات اللبنانية بالسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، معتبراً أنّ السعودية تمارس أبشع أنواع النفاق والرياء، والهدف هو سوريا نظراً لدورها العروبي والمقاوم.

نصرالله، وفي كلمة ألقاها في ذكرى مرور أسبوع على رحيل مصطفى بدر الدين ترافقت مع إطلاق نار كثيف في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال: عندما ذهبنا إلى المعركة في سوريا ذهبنا بناءً على رؤية واضحة للأخطار والفرص، وكل يوم تتكشف الحقائق عن دور الأميركيين وحلفائها في التورط مع الإرهابيين. لقد بات واضحاً من استغل الجماعات الإرهابية ومن موّلها وسلحها ودربها وأتى بها من أرجاء العالم، والأميركيون اعترفوا بتمويل السعودية للإرهابيين وإدارتها لغرفة العمليات في سوريا من الأردن، والتدخل السعودي في سوريا واضح، والسعودية أنفقت ملايين الدولارات وأرسلت الأسلحة ولديها غرفة عمليات تديرها في سوريا، والسعودية تدير الوفد المسمّى بالمعارضة السورية في المحادثات.

وأضاف: السعودية تريد دستوراً في سوريا ولكن هل لديها واحد؟ السعودية تريد انتخابات مبكرة في سوريا ولكن هل لديها انتخابات؟ السعودية تتحدث عن الحرية ولكن هل يحق لأيّ سعودي أن يعبّر عن رأيه؟ كما أنّها تتطالب بالإصلاح وتداول السلطة وتعدّد الأحزاب في سوريا ولكن هل في السعودية حزب واحد؟ إنّ حرية سوريا وعروبتها ومواقفها المواجهة لإسرائيل واستقلالها عن أميركا واكتفاؤها الذاتي هو ما أشعل الحرب في سوريا، وعندما يعلن الرئيس بشار الأسد انضواءه تحت جناح أميركا تنتهي الحرب في سوريا.

وأوضح نصرالله انّ الجماعات التكفيرية هي مشروع واحد وهي مغذاة فكرياً ومموّلة من قبل السعودية وقطر وتركيا، وهذه الجماعات جاهزة لتدمير الدوائر الإسلامية بما فيها السنيّة بناء على المشروع الأميركي، معتبراً أنّ الجيش الأسود الجديد كفيل بأن يدمر المنطقة من دون أن تتدخل أميركا وإسرائيل، وأسود سوريا لم يسمحوا في يوم من الأيام للأميركيين بإقامة قواعد على أرضهم، وأضاف: هناك حصار إعلامي ومالي ضدّ “حزب الله” ويسقط منا شهداء، ولكنّ كل ذلك في سبيل الأهم وهو الحفاظ على لبنان وسوريا والعراق وفلسطين.

وتابع: كنّا نعرف منذ البداية تبِعات قرارنا بالمشاركة في معركة سوريا وواجهنا حملات كونية علينا، وما يمر علينا اليوم هو أقل قساوة ممّا واجهناه من قبل وسنتجاوز هذه المرحلة بالصبر والصمود كما اجتزنا المراحل السابقة. نحن نقول إنّ دماء شهداء المقاومة تساعد في صنع الدفاع التاريخي عن قضايا الأمة ووجود الأمة، ولن يخرجنا استشهاد أيّ قائد من قادتنا من أيّ معركة بل استشهاده سيزيد من حضورنا في المعركة، ونحن باقون في سوريا ونتقدّم وننتصر مع حلفائنا.

وأضاف نصرالله: نحن على يقين أنّ الآتي هو الانتصار في معركة سوريا وسيذهب المزيد من القادة إلى سوريا وسنحضر بأشكال مختلفة وسنكمل المعركة حتى الانتصار وإفشال المشروع الأميركي والإسرائيلي والسعودي. فدماء الشهداء هي الوقود الذي يصنع الإنجازات والإنتصار والدفاع التاريخي الكبير عن وجود الأمة. والإنجاز الأخير كان في الغوطة الشرقية الذي حضّر له مصطفى بدر الدين وقد استطاع الجيش السوري بمساهمة عناصر “حزب الله” من تحرير العديد من المناطق والإبقاء على مطار دمشق آمناً ومقرّ السيدة زينب أيضاً. لن يستطيعوا أن يسيطروا على سوريا وكلّ المشروع المدمّر سقط فيها.

إلى ذلك، أوضح أنّ القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين من أوائل رجال المقاومة منذ لحظاتها الأولى وكان في مقدمة المقاتلين في مواجهة الإسرائيليين، لافتاً الى أنّ بدر الدين قاتل إلى جانب “حركة أمل” في معركة خلدة وأصيب، وبذلك كان أيضاً من أوائل جرحى المقاومة.

وقال نصرالله انّ بدر الدين قاتل وعلم ودرب وكان دائماً في صفوف المواجهة، وفي عام 1995 تولى المسؤولية العسكرية المركزية لـ”حزب الله” حتى عام 1999، مشيراً الى أنّ المواجهة الكبرى التي خاضها بدر الدين كانت في عام 1996 ضدّ الإسرائيليين التي انتهت بـ”تفاهم نيسان” وانتصار المقاومة عام 2000.

وأضاف: من التطويرات المهمة التي عمل بها بدر الدين كانت الرؤية المتقدمة في الإعلام الحربي وكان من قادة حرب تموز 2006. وأهم إنجازات بدر الدين كانت بعد العام 2008 حيث عمل على تفكيك الشبكات المتواطئة مع إسرائيل. وعندما قرّر “حزب الله” الدخول إلى سوريا سُلم بدر الدين إدارة الوحدات التي ستتدخل في هذه الحرب، وقد منعتُ بدر الدين الدخول إلى سوريا حفاظاً عليه ولكنّه رفض المراقبة عن بعد وانتقل إلى سوريا حيث تحمل مسؤوليات جسام.

وأوضح نصرالله أنّ الإنجاز الأكبر لبدر الدين كان منع سقوط سوريا بيد التكفيريين والأميركيين، لافتاً الى أنّ بدر الدين عمل على تفكيك شبكات السيارات المفخّخة التي كانت تضرب لبنان بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الذين نوجه لهم الشكر على الجهد الذي قاموا به، وقال: بدر الدين معروف بشجاعته وذكائه الحاد واحترافه وهمته القوية ونشاطه وكان سخي الدم والدمعة، وكان من كبار رجال المقاومة الإسلامية وعقولها الكبيرة ومؤسسيها، وكان له الدور المركزي في مواجهة شبكات الإرهاب في لبنان وتفكيكها وضربها.

وتابع: عندما قرّر بدر الدين الدخول إلى سوريا قلت له إنّه يختلف عن القادة الجهاديين فإذا ذهبت إلى سوريا واستشهدت لن ننتهي عندها من “القال والقيل”، فأجاب بدر الدين على طرح عدم الذهاب إلى سوريا بأنّه إذا استشهد في لبنان فلن يختلف الوضع. إنّي أعتبر انّ كل ما يقال وكل ما يقوله الإعلام عن استشهاد بدر الدين أمر طبيعي. فـ”شهداء المقاومة” هم “شهداء المقاومة” سواء قتلوا في لبنان أو سوريا أو العراق أو فلسطين الأمر لا يختلف فالعدو واحد، ولدينا عدد كبير من الشهداء في سوريا من بينهم شهداء كانوا يتحملون مسؤوليات كبيرة.

وقال نصرالله إنّ هناك ماكينة تعمل على الدوام ضدّ المقاومة وجمهورها وفي هذا السياق جاءت الحملة على الشهيد بدر الدين، مضيفاً: شهداؤنا هم شهداؤنا أينما سقطوا على أيّ أرض وعلى أي أيد كانت لأن المعركة واحدة والمشروع واحد، وما قاله الإسرائيليون أنصفنا ولكن العرب خدموا الأميركييين. فالإسرائيليون أنصفونا وقالوا إنّنا على حق لأنّهم يعلمون أنّنا صادقون لأنّنا لا نقول سوى الحقيقة والعرب لم يفعلوا.

وتابع: العمل الإسرائيلي كان أحد الفرضيات وعندما فحصنا الأجواء وطبيعة ما وجدناه في ساحة الانفجار لم نجد أيّ معطى يتهم إسرائيل. وبالتالي نحن لا نبرأ إسرائيل في مقتل بدر الدين ولكن ليس لدينا أيّ معطى ضدها، والمعطيات لدينا أخذتنا إلى الجماعات الإرهابية المسلحة في المنطقة ونحن كحزب صادقون، فكيف نقول غير ذلك؟ نحن لا نخشى أبداً تحميل إسرائيل مسؤولية أيّ اعتداء علينا وقد هدّدنا بالرد وفعلنا كإعتداء القنيطرة.

وأضاف نصرالله: حذرنا من قتل أيّ من مجاهدينا وليس فقط قادتنا، وأقول لإسرائيل إذا امتدت يدكم فسيكون ردنا قاسياً ضدكم وليس فقط في مزارع شبعا بل أبعد من ذلك. المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تافهة ومزورة ومسيسة وتستهدف المقاومة وتحاول إغتيالها معنوياً وجسدياً وكل ما يُطلب منها باطل. هناك مستوى انحطاط أخلاقي وصل إليه البعض في لبنان وأقول لهم أنتم لستم جماعة قانون وليس لديكم مشاعر أخلاقية وكل “إناء ينضح بما فيه” وأدعو جمهور المقاومة إلى تجاهل تلك التصريحات، معتبراً أنّ ملف المحكمة الدولية غير موجود بالنسبة إلينا لأنّه سلاح يستهدفنا.

ولفت إلى أنّ بعض رجال الدولة في لبنان أسوأ من العصابات لأنّ تهجمّهم على الشهيد جاء رغم عدم صدور أيّ قرار ضدّه، موضحاً أنّ “حزب الله” أصبح تنظيماً كاملاً ومؤسسة لم تعد تتوقف في حركتها وتطورها، و”حزب الله” في العمل الجهادي لديه جيل من القادة يتجاوز الأربعينات ومن أعمار مختلفة وليس عدداً محدداً. والجميع يعرف أنّه بعد العام 2008 تعاظمت القوة الجهادية لـ”حزب الله” وانتقل من قوة محلية إلى إقليمية. وطالما أنّ مسيرتنا تتحرك إلى الأمام وقادتنا يصرّون على البقاء في الميدان فسيكون لدينا المزيد من الشهداء. فثأرنا لدماء الشهيد بدر الدين هو عبر تعاظم الحضور في سوريا وإلحاق الهزيمة بالجماعات التكفيرية

وفي شأن منفصل، دعا نصرالله أهل الجنوب للمشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل والإلتزام باللوائح، معتبراً أنّ المشاركة في الانتخابات بالجنوب مهمة جداً في ظل الحرب الإعلامية الشعواء ضدّنا، ولا تعطوا الخصوم ذريعة وحجة من نسب الانتخابات المنخفضة.