IMLebanon

إرتياح إلى الحلحلة في ملف العقوبات الاميركية

bdl

طوني رزق

هل تنجح المساعي الحالية في معالجة ملف العقوبات المالية الاميركية على «حزب الله»؟ تبدو المقاربة التي يقودها مصرف لبنان والمصارف التجارية استثنائية والانظار الآن نحو ردة الفعل في الولايات المتحدة الاميركية ومدى تفهّمها لدقة الوضع النقدي والمالي والسياسي في لبنان.استقبلت الاسواق والاوساط المالية والاقتصادية والسياسية في البلاد بارتياح الحلحلة التي بدأت تظهر في ملف قانون العقوبات الاميركي. هذا الملف الذي سرق الاضواء على المستوى السياسي والمالي في لبنان في الايام الاخيرة.

وكانت مبادرة البيان، الذي صدر عن مصرف لبنان ويطالب المصارف اللبنانية بعدم إقفال اي حساب مصرفي قبل إحالة طلب الاغلاق الى هيئة التحقيق المصرفية العليا للنظر فيه وإصدار رأيها وذلك في مهلة 30 يوماً، بمثابة امتصاص للصدمات والتداعيات التي قد تنجم عن أي مبادرة في هذا الشأن.

غير انّ المخاوف لم تنحسر نهائياً بانتظار معرفة ردة فعل السلطات الاميركية على الاسباب الموجبة التي سوف ينقلها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إليها خلال فترة قصيرة.

فهل يخرج لبنان سليماً من هذه المواجهة التي اخذت طابعاً خطيراً ودراماتيكياً وكسر عظم؟ وهل تستخدم الولايات المتحدة الاميركية ورقة العقوبات على حزب الله لتحقيق بعض المكاسب في ملفات اخرى؟

يتطلّع الجميع الى التحركات القائمة، على امل أن يجد لبنان، الدولة الصغيرة والتي تتميز بخصوصية استثنائية، مخرجاً لائقاً من هذا المأزق الذي بَدا للوهلة الاولى وكأنه بداية النهاية القاتلة والمدمرة مالياً وسياسياً وامنياً.

الفدرالي الاميركي

مرة اخرى يستعرض الاحتياطي الفدرالي الاميركي عضلاته في الاسواق العالمية، وبمجرد تلويحه باحتمال رفع اسعار الفائدة الشهر المقبل اذا بقيت البيانات الاقتصادية ايجابية، تفاعلت الاسواق المالية في كل الاتجاهات.

فارتفع الدولار الاميركي في اسواق الصرف الى اعلى مستوياته في ثلاثة اسابيع ليتراجع اليورو امس بعد الظهر 0,30 % الى 1,1181 دولار وينخفض الجنيه الاسترليني 0,08 % الى 1,4584 دولار ويتراجع الدولار الاوسترالي 0,59 % الى 0,7186 دولار، أمّا الدولار الاميركي فتماسك عند مستوى 110,19 ين ياباني وارتفع ايضاً 0,43 % الى 0,9919 فرنك سويسري.

وعلى صعيد المعادن الثمينة تأثر الذهب سلباً بتلميحات الاحتياطي الفدرالي ليهبط أمس بنسبة 2,08 % الى 1247,90 دولاراً للأونصة مقارنة مع مراوحته في الايام السابقة حول مستوى 1300 دولار، كذلك تراجعت الفضة بنسبة 3,86 % الى 16,47 دولاراً للأونصة.

وانسحبت التداعيات ايضاً على اسواق النفط العالمية والتي اندحرت بقوة عن مستويات لامست الخمسين دولاراً للبرميل ليتراجع سعر نفط نايمس بعد ظهر أمس 1,97 % الى 47,24 دولاراً للبرميل وينخفض نفط برنت الخام بنسبة 2,41 % الى 47,75 دولاراً للبرميل.

ولم تتمكن انخفاضات الانتاج النفطي من دعم الاسعار أمس أمام ارتفاع الدولار الاميركي.

بذلك يكون الاحتياطي الفدرالي الاميركي، اضافة الى بيانات المخزونات الاحتياطية الاستراتيجية للنفط الاميركي، العاملين الأكثر تأثيراً في الاسواق المالية العالمية ولتكرّس الولايات المتحدة الاميركية قدرتها على توجيه الاسواق بالاتجاه الذي ترسمه والذي يخدم سياساتها الاقتصادية والمالية وبالطبع السياسية ايضاً.

كما هو الحال من خلال سيطرتها شبه الكاملة على القطاع المصرفي العالمي وخصوصاً التبادلات بالدولار الاميركي، وهو العملة التي تحتكر تقريباً النشاط في الاسواق العالمية، والتي، ومن خلالها، تستطيع الولايات المتحدة فرض شروطها ومتطلباتها على مختلف الدول في مختلف أصقاع الارض.

بورصات الاسهم العالمية

انسحبت تأثيرات ومفاعيل محاضر اجتماعات الاحتياطي الفدرالي على بورصات الاسهم، فتراجعت البورصات الاسيوية 0,67 % في هونغ كنغ و0,01 % في شانغهاي الى 19694 نقطة و2807 نقطة على التوالي. وأقفل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو مرتفعاً بدعم من تراجع الين الياباني مقابل الدولار فأقفل بزيادة 0,01 % الى 16647 نقطة.

كذلك تراجعت البورصات الاوروبية فانخفض داكس الالماني 0,76 % الى 9868 وفوتسي البريطاني 1,14 % الى 6095 نقطة وكاك الفرنسي 0,31 % الى 4306 نقطة.

كذلك اتجهت بورصة وول ستريت للفتح على تراجع ونسبته 0,25 % لداو جونز و0,27 % لستاندرد اند بورز و0,33 % لناسداك الى 17436 نقطة و2036 نقطة و4318 نقطة على التوالي.