IMLebanon

الحسيني: لن يُهزم تآمر شيعة إيران إلا بدعم الشيعة العرب

mohammad-ali-el-husseini

 

 

 

أكّد المرجع الشيعي محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، أن إيران تحتضن قيادات من تنظيمات إرهابية دولية، وقال، في حوار مع “العرب”، على هامش مؤتمر المعارضة الذي عقد في باريس، أواخر شهر أيار الماضي، إنها تستغل الشيعة العرب لإنجاح مشروعها السياسي القومي.

الحسيني ، وفي حوار مع “العرب”، انتقد سياسات وممارسات النظام الإيراني في العراق، مشيرا إلى أن إيران سبب التدهور والحروب المستمرة في العراق وسوريا، واتّهمها باحتضان ورعاية زعامات تقليدية كبيرة من قيادات تنظيمات إرهابية دولية كتنظيم القاعدة، وخير دليل على ذلك هو “ما علمناه قبل أيام من أن حمزة بن لادن وقيادات القاعدة القديمة و”طالبان” يتحركون داخل إيران علنا وبعضهم يُقيم فيها بشكل دائم”.

وقال: “المشروع الإيراني ليس له بُعد مذهبي، إنما هو مشروع استراتيجي سياسي ببعد قومي، صحيح أنه ينادي بحقوق الشيعة ويدّعي أنه المرجع للشيعة جميعا، ويتحرك تحت هذه الحجة، لكن في الحقيقة هو مشروع سياسي فارسي بلباس ديني”.

ونبّه الحسيني إلى ضرورة احتضان الشيعة العرب في أوطانهم لإفشال المشروع الإيراني في الدول العربية. وقال: “لقد انخدع الشيعة العرب بنظام ولاية الفقيه، وانخدعوا بثورة الخميني وشعاراتها، وفي واقع الأمر لم يكن الشيعة العرب وحدهم من خُدع بذلك، بل أيضا السنة، حيث وقعوا بنفس الفخ والمصيدة، لكن سرعان ما انكشفت الأهداف والغايات الحقيقية المشبوهة”.

وفي نفس الوقت شدد على ضرورة انتباه كل أصحاب المذاهب لهذه المسألة واحتضان الشيعة العرب كجزء من نسيجهم الأساسي، وقال “الشيء الضروري هو أن يُحتضن الشيعة العرب في أوطانهم، ودعمهم والالتفات إليهم، وينبغي بالفعل إشعارهم بأنهم مواطنون من الدرجة الأولى، لديهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، وهذا الأمر سيساعدهم على التصدي لمشروع الولي الفقيه، ويدفعهم للدفاع عن الأمن القومي العربي، وليكن ذلك مهمتهم ومسؤوليتهم”.

وقال: “العديد من رجال الدين الشيعة العرب يعملون على تطهير المجتمع العربي من أفكار ولاية الفقيه، وشدد على أنهم “يعتزون ويفتخرون بعروبتهم من دون عصبية”.

وأعرب الحسيني عن أسفه للحال الذي وصل إليه العراق من حرب ودمار، وكذلك عن العملية السياسية المُعطّلة التي تستند إلى المحاصصة الطائفية والقومية، لكنّه أثنى على العراقيين الذين رفعوا الصوت ضد هذه العملية السياسية.

وقال الحسيني، على هامش مؤتمر المعارضة الذي عقد في باريس، أواخر شهر أيار الماضي، إن العملية السياسية في العراق انتهت صلاحيتها، وقد آن الأوان لإيجاد سفينة نجاة ترسو بالعراق على بر الأمان. ولا بدّ من مشروع عراقي وطني عابر للطوائف والقوميات، ومتجاوز للجغرافيا والمحافظات، يكون شعاره العراق أولا وأخيرا، بعيد عن التدخلات الإيرانية وعن الفتن المذهبية، وبعيد أيضا عن الفساد السياسي والإداري، مشروع يعيد الاعتبار إلى العراق كبلد عربي بعمق عربي”.

وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، شدد المرجع الشيعي، الذي يرفض في نتاجه الفكري منطق الفتنة ودعاتها، على أن المدخل لإنهاء الأزمة السورية هو إنهاء الهيمنة العسكرية الإيرانية على العراق، وقال إن إيران حوّلت العراق إلى معبر لقتل السوريين، ووضعُ حدّ لها في العراق سينعكس إيجابا وبشكل سريع على الوضع السوري.

وختم قائلا: “لقد هيمنت إيران على العراق بفضل عملائها هناك، وتعمل للسيطرة عليه وعلى ثرواته ومستقبله، وجاءت بالمفسدين، وجعلت العراق بلدا محتلا مقسّما تعيث فيه الفتنة وتحرقه الحروب، وأرسلت فيلق القدس ومقاتلين طائفيين ليقاتلوا في العراق، وجعلته ممرا نحو سوريا لقتل الشعب السوري، والمدخلُ لإنهاء الأزمة السورية يبدأ عبر كفّ يد نظام الولي الفقيه الإيراني في العراق”.