IMLebanon

«باتشي»… الشوكولا اللبنانية إلى العالمية

Patchi
من محل متواضع في شارع الحمرا افتتح عام 1974، الى 160 محلاً وخمسة مصانع منتشرة حول العالم. 42 عاماً تختصر الرحلة التي خاضها نزار شقير، رئيس مجلس إدارة مجموعة «باتشي» التي تضمّ محال «باتشي» للشوكولا ومستلزمات المائدة. ويلفت وولف أولينز، من «مجموعة أومنيكوم» المتخصصة في استراتيجية الماركات، إلى «أن باتشي هي إحدى المؤسسات القادرة فعلاً على التحول الى ماركة عالمية مهمة»

يكمن الجزء الأكبر من سرّ “باتشي” في شخص “قبطانها” نزار شقير. علاقته بالشوكولا لم تأت عن طريق الصدفة، بل هي “قصة عشق” منذ الصغر، عندما كان يعاون أخواله الذين كانوا يملكون محال للشوكولا في أسواق بيروت قديماً. ورغم حبّه للشوكولا، لم يكن شقير يدرك أنه سيكون يوماً صاحب أهم مصنع شوكولا في العالم العربي، وستصبح الشوكولا التي يصنّعها اسماً تتداوله أهم المحال العالمية.

عام 1974 افتتح شقير أول محل “باتشي” لبيع الشوكولا وهدايا علب الافراح والهدايا الخاصة بمستلزمات المنازل، “فبيع الشوكولا وعلبة الفرح والهدية يعني بداية مشوار طويل مع الزبون.
الشوكولا هي “باتشي”، ويجب تقديم القيمة المضافة للزبون، لأن الشوكولا المميّزة وحدها لا تكفي، وفخامتها وقيمتها لا تكتملان إلا من خلال الزينة والتصميم والعلبة التي تحتويها. من هنا كانت “باتشي” أوّل من أطلق مفهوم هدية الشوكولا”، يقول شقير.
بعد اندلاع الحرب الأهلية سنة 1975، ولتخطّي الانكماش الاقتصادي في لبنان، افتتح شقير فرعين لـ”باتشي” في عمّان وفرعاً في الكويت، وترافق ذلك مع افتتاح مصنع في ضاحية بيروت لتصدير شوكولا “باتشي” الى الكويت والاردن والسعودية.
اليوم، يشمل انتشار “باتشي” 26 دولة هي: لبنان، سوريا، الاردن، مصر، السعودية، الكويت، البحرين، قطر، الامارات العربية المتحدة، اليمن، تونس، تركيا، قبرص، اليونان، بولندا، فرنسا، بريطانيا، أوكرانيا، كندا، سان مارينو، استراليا، ماليزيا، الهند، بروناي، نيجيريا وساحل العاج. وتباع في محال “باتشي” حوالى 360 ماركة من أرقى الأسماء في عالم مستلزمات المائدة وأواني الكريستال والبورسولين والفضة. ولـ”باتشي” اسم في عالم الفضة خاص بها، فـ”رويال سيلفر” من ابتكار وتصنيع معامل الشركة اللبنانية.

وتستورد “باتشي” من دور إيطالية وفرنسية وانكليزية ومن اوروبا الشرقية، لا سيّما تشيكيا، اضافةً الى استيراد بعض القطع من الصين. وعن علامة “رويال سيلفر” يقول شقير “إنها ذات مستوى رفيع وأسعارها مناسبة لمختلف الميزانيات. كذلك نطلب من المصانع الاوروبية تصميم مجموعات خاصة بنا، ويتولّى مصمّمون تزويدهم بالرسوم التي نحتاجها”.
الانطلاقة نحو العالم العربي، بحسب شقير، كانت من السعودية، حيث كان شوكولا “باتشي” يلقى رواجاً لافتاً، ما دفع الشركة الى افتتاح 23 فرعاً في المملكة. ويلفت الى أن لدى “باتشي” خطة لافتتاح 12 فرعاً جديداً في المملكة في الفترة المقبلة. “بعد افتتاح فروع السعودية، لم يعد مصنع بيروت قادراً على تلبية كميات الإنتاج، فأنشأنا مصنعاً في المدينة الصناعية في جدّة، هو واحد من أكبر مصانع الشوكولا في الشرق الأوسط. بعد السعودية افتتحنا فروعاً في الإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر والبحرين واليمن، لتصبح مجموعة محال باتشي مؤلفة من 65 فرعاً في العالم العربي ما عدا الفروع المنتشرة في لبنان. كذلك أنشأنا مصنعاً في دبي وآخر في القاهرة. وسنفتتح قريباً فرعاً في طهران وآخر في ميامي في الولايات المتحدة الاميركية”.
ولأن التطوير أهم مبادئ “باتشي”، وعملاً بمبدأ الريادة وتوسيع مروحة المنتجات، تم عام 2015 افتتاح مصنع جديد للشوكولا في منطقة سبلين في إقليم الخروب، هو الاكبر في منطقة الشرق الاوسط.
“شكراً على الشوكولا” (merci pour le chocolat) عبارة غالباً ما يرددها شقير الذي سخّر خبرته الطويلة ليجمع بين كرم الشرق وفعالية الغرب، بين حرفية التقاليد وأحدث التكنولوجيا الصناعية، بين المحتوى الساحر لمذاق الشوكولا التي يعدّها بشغف وعلبها الفنية المميزة. ورغم كل الصعوبات والمطبات التي عصفت بمسيرتها الحافلة على مدى سنين، استطاعت “باتشي” أن تبقى قصة نجاح لبنانية عالمية.
*يشار إلى أن شقير وقّع كتابه “نزار شقير… مسيرة نجاح” في أيار الماضي، وعاد من خلاله الى زمن طفولته حينما بنى حلماً تحوّل واقعاً أساسه شغف الشوكولا. “الشوكولا هي باتشي”، عبارة أكدها شقير مراراً في كتابه.