IMLebanon

بشري: خسائر التفاح تُجبر مزارعين على بيع أراضيهم

apple
حسناء سعادة

أكثر من مليون ونصف مليون صندوق من المتوقع أن يكون موسم بشري من التفاح هذه السنة، ما يعني انه سيكون الأغزر نسبة إلى السنوات السابقة، انما الخوف كل الخوف على ما يقول المزارعون من عدم القدرة على التصريف، كما حصل في مواسم سابقة، فبشري التي يعتاش العديد من أهلها من مواسم الأشجار المثمرة، لا سيما التفاح والإجاص، باتت تضع يدها على قلبها بسبب عدم القدرة على تصريف مواسمها الزراعية، ناهيك عن تراجع الأسعار والكلفة الكبيرة التي يتكبدها المزارعون للاعتناء بأرضهم.
ويقول الخبير في زراعة التفاح أنور فخري إن المزارع البشراوي يدق منذ الآن ناقوس الخطر ويطالب بسياسة زراعية واضحة وروزنامة تصدير كي لا يكون مصير الموسم المقبل الكساد، لافتاً الى ان عدداً من المزارعين بصدد بيع بساتينهم، وأنه باع قطعتي أرض لتعويض خسارته، لا سيما أنه وأولاده يعتاشون من المواسم الزراعية. ويكشف فخري أن التصريف باتجاه مصر لم يعد مربحاً حيث كان الدولار الأميركي بأربعة جنيهات مصرية، أما اليوم فبات بـ13 جنيهاً، ما يعني ان سعر صندوقة التفاح سيكون بستة آلاف ليرة لبنانية، وهذه خسارة فظيعة على المزارع والمصدّر، داعياً الدولة لوضع بواخر مبرِّدة من أجل التصريف باتجاه أفريقيا او البرازيل ليتمكن المزارع من الاستمرار وإلا فعلى المواسم السلام.

ويشير خبراء زراعيون في بشري الى أن موسم التفاح المقبل واعد، إلا أنه إضافة الى غياب الأسواق للتصدير حيث كانت الدول العربية تستقبل التفاح اللبناني بنسبة 70 في المئة لمصر وثلاثين في المئة لباقي الدول العربية في وقت بات التصدير الى مصر غير مربح والى الدول العربية غير متوفر بسبب الأحداث في سوريا، ويتوقعون اذا استمرت الحال على ما هي عليه ان يتكدس التفاح في البرادات هذه السنة ايضاً بعدما كان بيع التفاح في الموسم الماضي قد اقتصر مردوده على تغطية تكاليف التبريد.
ويعتبر الخبراء أن الحل يكون بإيجاد أسواق تصريف الى جانب الاهتمام بدعم تصنيع التفاح من حيث إقامة معامل لاستخراج الخل والعصير والمربيات مع دعم أسعار الأسمدة وترشيد استخدامها.

في بشري بدأ المزارعون منذ الآن رفع الصوت عالياً لإيجاد مخرج مقبول يسمح بتصريف إنتاجهم المقبل، معلنين أن تكاليف الاعتناء بالموسم هذه السنة مرتفعة، لا سيما ان مرض «الاكاروز» ضرب الموسم مرتين، ما يعني ضرورة رش الأشجار أكثر من مرة للمحافظة على الموسم وما يعني أيضاً تكاليف باهظة على المزارع الذي بات يتطلع الى الاسترزاق في مجالات اخرى بعدما كان في الماضي القريب يؤمّن موسم التفاح قوت عائلته ومدارس أطفاله ومعيشته.
مزارعو بشري بين سندان تكاليف الاعتناء ببساتينهم ومطرقة عدم التصدير، حيث باتوا يشعرون بغبن كبير ويطالبون الدولة بالتفاتة جدية، لا سيما ان سعر صندوقة التفاح كان في السنة الماضية بستة آلاف ليرة، فيما تكلفة العناية به وقطافه تتخطى العشرة آلاف ليرة على ما يؤكد عدد كبير من المزارعين الذي يلفتون الانتباه إلى ان الديون تتراكم عليهم سنة بعد أخرى من دون بارقة أمل حتى الساعة.