IMLebanon

مُطالبات بحماية لبنان من تداعيات كلام نصرالله

nasrallah-hezbollah

أكدت مصادر قيادية في 14 آذار أنّها لم تتفاجأ بالمواقف التي أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي في “أربعين” مصطفى بدر الدين، فهو “عوّدنا في خطاباته على كلام لا يأخذ في الاعتبار المصلحة اللبنانية من جهة ولا يراعي مقتضيات العيش المشترك بل يلعب على وتر السلم الاهلي من جهة ثانية”، مستشهدة في السياق بوصفه 7 أيار 2008 باليوم المجيد، وباعتباره عناصر الحزب الاربعة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري قديسين، مرورا بدعوته من وضعوا “اعلان بعبدا” الى بلّه وشرب مائه، وصولا الى مفاخرته بكونه جنديا صغيرا في ولاية الفقيه”.

أما ما تضمنته إطلالة نصرالله الاخيرة وخصوصا إسهابه في شرح أهمية انخراط “الحزب” في الحرب الدائرة في سوريا عموما وفي معركة “حلب” خصوصا، فوضعته المصادر عبر الوكالة “المركزية” في خانة مساعيه لشد عصب بيئته لا سيما بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي يتكبدها “الحزب” في سوريا والتي تولّد تململا متزايدا في الشارع الشيعي حيث بدأت الاسئلة تكثر عن سبب سقوط الشباب في سوريا ولاي قضية ومن اجل اي مبادئ وأهداف، وهل ان هذه الفاتورة الموجعة تدفع خدمة لأجندة ايرانية بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية؟ نبرة خطاب نصرالله حتمتها في شكل أساس اوضاع البيت الشيعي الداخلي، وفق المصادر، التي تشير الى أن نتائج الانتخابات البلدية في مناطق نفوذ حزب الله التقليدية، شكلت خير دليل الى الاعتراض المتنامي في البيئة الشيعية على سياسات “حزب الله”. واذ تسأل “كيف يجيز نصرالله لحزبه ما يعيبه على الولايات المتحدة مثلا أي “تدخلها في الشؤون اللبنانية والاقليمية متخطية سيادة الدول السياسية والمالية والاقتصادية”، فينتقل عسكريا للقتال في الميادين العربية”، ترى المصادر أن كل الاعذار التي قدمها نصرالله لتبرير مشاركته في حرب سوريا، وزعمه ان الدفاع عن حلب هو دفاع عن لبنان (علماً انّ الارهاب تمكّن اليوم من الضرب في القاع فخرق جبهة يزعم “الحزب” أنه يحميها) لا يمكن أن تخفي حقيقة ان الحزب أداة ايرانية وان انخراطه في الميدان السوري تماما كما انسحابه منه في يد طهران فقط، وقد حسم نصرالله بنفسه أي جدل ممكن حول هذا الواقع بجزمه وبالفم الملآن أن موازنة حزب الله ومصاريفه وصواريخه تصله مباشرة من الجمهورية الاسلامية في إيران.

غير أنّ هذا الموقف المتقدم والذي أراد منه نصرالله التأكيد ان “حزب الله” لن يتأثر بقانون العقوبات الاميركي لتجفيف منابع تمويله، يجب أن يُستتبع بموقف حاسم من الدولة اللبنانية، حسب المصادر التي ترى ان “على الحكومة تحديد موقفها مما قاله الامين العام لحزب الله، فإما انها تعلم أن “الحزب” ينشئ بتمويل ايراني، دولتَه الخاصة عسكريا وماليا، وهي غير قادرة على التصدي للامر الواقع، وهي بالتالي غير مسؤولة عن التداعيات التي يمكن ان تنتج عن سياسات “الحزب”، او انها لا تعلم وهو امر مستبعد، مشددة على أهمية اعلان موقف رسمي مما قاله نصرالله والا دفع لبنان وكل اللبنانيين الثمن خصوصا اذا قررت واشنطن عزل لبنان عن النظام المالي العالمي. وتذكر المصادر ان الرئيس فؤاد السنيورة سارع فور خطف الحزب جنودا اسرائيليين من وراء الشريط الازرق في الجنوب في تموز 2006 الى التأكيد “انني لم استشر ولم اكن على علم ولن اوافق على خطوة كهذه”، مشيرة الى ان “حكومة الرئيس تمام سلام مطالبة بكلام مماثل لحماية لبنان واللبنانيين من أي ارتدادات محتملة لمواقف نصرالله”.