IMLebanon

لا رئيس للبنان قبل سنوات؟!

Baabda-résidence

يزور وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت لبنان في 11 و12 تموز المقبل، وفق ما أعلن في الساعات الماضية، علما أن الزيارة المرتقبة كانت محددة أواخر أيار الماضي الا أنها أرجئت لأسباب سياسية من جهة تتعلق بعدم إحراز المسعى الفرنسي الرئاسي أي تقدّم يذكر، وأمنية من جهة أخرى متصلة بالتهديد الارهابي المتربّص بفرنسا وأوروبا والعالم. وصول الدبلوماسي الفرنسي الى بيروت يعقب محادثات أجراها تباعا في باريس مع وزيري الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف والسعودية عادل الجبير، استحوذ الملف اللبناني على حيز منها.

واذا كان ايرولت أعلن اليوم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي أنه سيزور لبنان “في محاولة للتوصل الى حل سياسي وانتخاب رئيس للجمهورية”، فإن مصادر دبلوماسية عربية مقيمة في باريس تكشف للوكالة “المركزية” أن مشاورات رأس الخارجية الفرنسية مع الجانبين الايراني والسعودي المؤثرين في الملف اللبناني، ولّدت شبه قناعة لدى ايرولت خلاصتها أن الحل الرئاسي يجب أن يكون لبنانيا ولن يأتي من الخارج أقله في المدى المنظور، ذلك أن مواقف القوى الاقليمية على حالها ولم تسجّل أي ليونة مستجدة، وهذا ما سينقله الى المسؤولين اللبنانيين الذين سيلتقيهم في بيروت.

وتشرح المصادر أن ظريف أبلغ ايرولت أن بلاده لا تضع فيتو على أي مرشح للرئاسة وأنها تدعم ما يتفق عليه اللبنانيون، فالخيار الرئاسي يجب ان يترك لهم لا أن يفرض من الخارج. وقد أكد الدبلوماسي الايراني لنظيره الفرنسي استعداد طهران للمساعدة في انجاز الانتخابات الرئاسية شرط الاتفاق اللبنانيين عليها.

وفي وقت اتفق الطرفان على التواصل مجددا بعيد زيارة ايرولت بيروت، أشارت المصادر الى ان الجانب الايراني أحال ايرولت الى “حزب الله” للبحث في الرئاسة اللبنانية مؤكدا انه لن يتدخّل معه لتبديل موقفه من الملف. في المقابل، اعتبر ظريف ان خيار ترشيح النائب سليمان فرنجية كان جيدا وكان يمكن ان يحقق خرقا لو تم إخراجه بشكل جيد من قبل القوى السياسية… أما الجانب السعودي، فكرر حسب المصادر، موقفه المرحّب بأي اتفاق رئاسي لبناني، متهما “حزب الله” وايران بالعرقلة.

وأمام هذه المراوحة في المواقف، تقول المصادر ان مهمة مدير دائرة افريقيا و الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون الذي خاض مفاوضات مكوكية بين الرياض وطهران، متوقفة اليوم، مشيرة الى ان ايرولت سيقول للبنانيين إن الطابة في ملعبهم، فانتظار حل أزمات المنطقة من سوريا الى العراق فاليمن لحلّ الازمة الرئاسية، سيطول. وسينقل اليهم رسالة واضحة مفادها ان لا الايرانيون ولا السعوديون سيبدّلون مواقفهم في المدى المنظور. وعليه، فإن حلّ الشغور الرئاسي يجب ان يأتي من الداخل اللبناني، أما خلاف ذلك، فسيفتح الباب أمام شهور اضافية طويلة من الفراغ.

وقبيل زيارة ايرولت، يصل باتريس باولي، مدير مركز الأزمات في الخارجية الفرنسية الى لبنان مطلع تموز المقبل، حيث يلتقي المسؤولين اللبنانيين لاعداد تقرير مفصل عن واقع النزوح السوري سيسلمه الى وزير الخارجية الفرنسية، ذلك ان ملف النزوح سيحتل الحيز الاوسع من مباحثات الاخير في بيروت الى جانب الازمة السياسية.