IMLebanon

هل تعود أسعار النفط الى مرحلة الإنهيار؟

OilProduction
طوني رزق
يبدو ان المسار التاريخي والحتمي لاسعار النفط يبقى انخفاضيا مع تجديد وتأكيد خبراء عالميين توقعاتهم بهبوط الاسعار الى ما دون العشرين دولارا نظرا للفائض في المعروض العالمي والى النجاح في خفض كلفة الانتاج والمنافسة الحادة على الحصص في الاسواق العالمية…
جدّد خبراء توقعاتهم بحتمية تراجع اسعار النفط الى ما بين 10 و20 دولارا للبرميل، اما الارتفاعات الاخيرة فكانت برأي هؤلاء طارئة ولاسباب مرحلية. فقد استفادت السوق النفطية من حريق منطقة نفطية في كندا، ومن خفض حجم الانتاج في كل من نيجيريا وفنزويلا لاسباب سياسية، ومن توقعات من تراجع الانتاج في الولايات المتحدة الاميركية.

غير انه وفي المقابل ما زال العالم يتنافس في اسواق النفط. ويبدو ان الولايات المتحدة الاميركية حلّت مكان منظمة اوبك كمؤثر اساسي في اسعار النفط. وظهر ذلك جليا من خلال توجّه المملكة العربية السعودية الى تجاوز ولجم اي محاولة لخفض الانتاج من ناحية، والى الاقتراض من المصارف والتوجه لبيع حصة من شركة ارامكو العملاقة وذلك في محاولة لتحقيق ايرادات من خارج القطاع النفطي. وهذا هو حال كل من السعودية وايران اللتان تتمسكان برفع حجم الانتاج لحاجتهما الى السيولة.

ويتجنّب الجميع تجميد الانتاج وخفضه خوفا على انحسار حصتهم في الاسواق العالمية وسط المنافسة الشرسة. وهذا ما تفعله روسيا ايضا لدعم اقتصادها كذلك تفعل ليبيا. ولكن وكالة الطاقة الدولية تتوقع انه حتى في حال الاتفاق على تجميد الانتاج فان الفائض في المعروض العالمي النفطي اليومي سوف يبقى عند 1.5 مليون برميل حتى العام 2017.

على صعيد آخر، ومع تطوير هندسة وتقنيات الانتاج في الولايات المتحدة الاميركية وحتى في الخليج الفارسي فان كلفة انتاج برميل النفط سوف تتراوح ما بين 10 و20 دولارا وحتى الى مستويات اكثر انخفاضا.

في المقابل، فان الطلب العالمي على النفط سوف يبقى ضعيفا وحتى الصين وهي مستهلك عملاق للنفط فهي تتحول من الصناعة الى قطاع الخدمات. كما ان تخزين وحفظ الطاقة سوف يساهم في خفض الطلب ايضا.الى كل هذ الاسباب، هناك سلسلة اخرى تصب لصالح التوقعات بهبوط اسعار النفط الى ما دون العشرين دولارا.