IMLebanon

إيران تمسك بالورقة اللبنانية بقوة بعد إقصائها سورياً

iran-flag-new

تعرب اوساط دبلوماسية غربية عن اعتقادها بانّ اكثر من مستجد برز اخيراً في المشهد الاقليمي والدولي عزّز القناعة بانّ امساك ايران بالورقة الرئاسية اللبنانية بات اقوى من ايّ يوم مضى في ضوء حاجة الجمهورية الاسلامية اليها ما دامت لم تحصل على مكاسب سياسية اساسية في سوريا من الدول الكبرى، لا بل انّ حظوظ حصولها عليها تقلّصت الى الحدود الدنيا بعد المصالحة الروسية ـ التركية التي افرزت لاسطنبول حيزا واسعا من هامش القرار في سوريا خصوصا في المناطق الحدودية المحاذية ولا سيما حلب التي تبدو سلمتها ورقتها ، وباتت طهران تتطلع الى تثبيت موطئ قدم في سوريا وبسط نفوذها في لبنان حتى اقصى الجنوب بحيث تصبح على تماس مباشر مع اسرائيل لممارسة لعبة تسخين الحدود حينما تدعو الحاجة الى ممارسة الضغط على الدول المعنية لتحصيل مكاسب تطمح اليها.

وتقول الاوساط للوكالة “المركزية”، انّ تقاطع المصالح الروسية ـ التركية ـ الاسرائيلية النفطية خلق قلقاً لدى ايران لايمكن ان تبدده الكلمات الروسية المعسولة في بعض الاجتماعات، فطهران تعلم جيدا ان موسكو التي اوقفت الغطاء الجوي لكل عمليات جيش النظام وحلفائه ومتّنت اواصر التعاون مع تل ابيب واسطنبول بعد افتراق، تهمها مصالحها الذاتية التي متى تمكنت من تأمينها سياسيا، بتوفير ضمانات تتصل بلائحة تصنيف التنظيمات الارهابية مع بقاء “جبهة النصرة” خارجها واتهام واشنطن بمحاولة تغطيتها والتسبب بضرب المعارضة المعتدلة بسببها، واقتصاديا عبر تصدير النفط الروسي والاسرائيلي من خلال تركيا في اتجاه اوروبا بعدما اخفقت محاولة بذلت سابقا لمد انابيب الغاز عبر سوريا، فانها لن تبقى على مواقفها المتزمته ازاء النظام في سوريا واطلاق اليد الايرانية.

وتعتبر الاوساط ان الحلف التركي ـ الروسي ـ الاسرائيلي المستجد هو اول قطعة في احجار الـ”دومينو” التي ستتهاوى تباعا لترسم مشهدا سياسيا جديدا في المنطقة يختلف بكل المعايير عن ذاك الموجود راهنا،وان دولا اخرى كثيرة ستنضم اليه لتأمين حصتها من قطعة الجبن السورية.

وازاء هذا الواقع، تلفت الى ان القضاء على تنظيم “داعش” لم يعد عقبة او عقدة، ذلك ان قدراته اللوجستية تتهاوى بعد محاصرته في الرقة واخراجه من الفلوجة في العراق ومناطق اخرى، بيد ان ما يعوق خطوة الاقدام على القضاء عليه هي اشكالية من يضع اليد على مناطق تواجده بعد دحره منها ،علما ان جميع القوى المتواجدة ميدانيا في المحيط تمنّ النفس بها، وتكشف الاوساط ان حزب الله ارسل في الفترة الاخيرة اكثر من ثلاثين الف مقاتل الى الجوار انضم اليهم خبراء ايرانيون استعدادا لملء الفراغ حينما تندحر داعش فيسيطر على الرقة ويعمل على ربطها بالحدود مع العراق عبر مناطق نفوذه بالتنسيق مع قوى الحشد الشعبي والتنظيمات الدائرة في الفلك الايراني ويؤمن شريط الهلال الشيعي وصولا الى القلمون.

لكن المجموعات المناهضة لهذا المحور التي لا تسقط من حساباتها المخطط الايراني واهدافه، حشدت للغاية قواتها الى جانب جبهة النصرة لمنع التمدد “الشيعي” في انتظار التسوية السياسية الدولية التي يفترض ان توزع المغانم بين الاطراف السورية استنادا الى مفاوضات جنيف وما قد يطرأ عليها بعد الحلف الثلاثي الاقليمي الجديد.