IMLebanon

باسيل يضرب “التيار”!

tayyar-watani-hour

لفتت الوكالة “المركزية” إلى أنّه لم يعد سرّا انّ “التيار الوطني الحر” لا يمر في أفضل أيامه ولم يعد خافياً أنّ حاله ليست على ما يرام. فضوضاء خلافات “الرفاق” خرقت جدران البيت الداخلي “العوني” وخرج ضجيجها الى العلن وبات مادة دسمة تتغذى منها الصحف في شكل شبه يومي ويتداول بها بكثرة خصوم الحزب البرتقالي!

سبب الشرخ الذي أصاب أخيراً جسم “التيار”- الذي يتعرض لانتكاسات كثيرة منذ اعلان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رغبته بالتنحي عن قيادته- كان قرار فصل الناشط زياد عبس من الحزب وتجميد عضوية مسؤول “التيار” في بيروت الأولى (الأشرفية) جورج طاشجيان لثلاثة أشهر، على خلفية الانتخابات البلدية الاخيرة في بيروت. وبه، فاضت كأس المعترضين على أداء رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل، فسارعوا الى الاعلام شاهرين موقفهم الاحتجاجي الذي حاولوا غالباً ابقاءه خلف الستار، ومن هؤلاء الناشطان أنطوان نصرالله ونعيم عون. فما كان من قيادة “التيار” الا ان قرّرت إحالتهما الى المحكمة الحزبية التي ترأسها القاضية أرليت جريصاتي، وفق معلومات “المركزية”، لينضما الى عبس الذي سيستأنف قرار فصله.

واذا كان خصوم باسيل يأخذون عليه وعلى فريقه، “كيدية وشخصانية” في التعاطي ويتهمونه بمحاولات لترويض المعارضة الحزبية، فإنهم يقولون لـ”المركزية” إن جل ما يطالبون به هو “الشراكة الحقيقية في اتخاذ القرارات وأن يُسمع صوتنا ويتم الاخذ في رأينا، لا أن يكون داخل التيار، آمرٌ ناه”.

وفي الضفة الأخرى، تعتبر اوساط مقرّبة من الرابية المواقف التي صدرت عن بعض كوادر الحزب أخيراً، نتيجة اعتمال مزمن وتراكمات كثيرة جمّعها المعترضون ضد باسيل، طابعها الى حدّ بعيد شخصي، مشيرةً عبر “المركزية” الى انّ “هؤلاء لم يهضموا بعد انتقال قيادة التيار الى باسيل ويعتبرون ما حصل عملية وراثية غير ديموقراطية، مذكّرة في هذا السياق، بأنّ قرار العماد عون اسناد دفة الحزب الى باسيل، كانت الغاية منه إبعاد “التيار” عن معركة داخلية طاحنة في هذه المرحلة السياسية الدقيقة”.

في الموازاة، ترى الاوساط انّ خصوم باسيل غير راضين عن الاسلوب الذي تدار فيه معركة العماد عون الرئاسية، علماً انّها في نظرنا أثبتت فاعليتها حيث نؤكد انّ الجنرال اليوم هو الأكثر تقدما في السباق الى قصر بعبدا. وتضيف انّ “هؤلاء لا يحبذون أيضاً التحالف الجديد الذي نشأ بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، ويرون انّه شكلي ولم يقارب المضمون، في حين نؤكد انّ الحوار والتواصل مستمران بين معراب والرابية لتمتين التحالف وتوسيعه فيشمل النقاط السياسية التي لا تزال عالقة بيننا”.

وتخلص الاوساط الى التأكيد بأنّ الخضة التي يمر بها التيار كان يمكن الى حد كبير تفاديها لو سجل المعترضون اعتراضاتهم عبر القنوات الحزبية الداخلية، الا أنّهم حملوا آراءهم الى الاعلام، وقاموا بـ”نشر الغسيل” فوق السطوح وهنا مكمن الداء، فمن المستفيد من هذا التصرف؟ مذكرةً بأنّ النظام الداخلي للتيار يضع قواعد للظهور الإعلامي، أولها عدم تناول الشؤون الداخلية للتيار في الإعلام، خصوصاً إذا أتى في شكل سلبي يضر بصورته وسمعته، ويقوم على انتقاد علني لسياسته أو لقراراته أو التعرض لنظامه الداخلي وأحكامه، أو التعرض الشخصي لناشطيه ومسؤوليه والقيادة الحزبية، أو تعمد تظهير أي شكل من أشكال الخلاف الداخلي وتغذيته، وذلك يعرّض القائمين بهذه الأفعال، بحسب النظام الداخلي، للمساءلة والمحاسبة”.