IMLebanon

“التيار” يُحاكم أبرز كوادره!

tayyar-watani-hour

ينكب التيار الوطني الحر بقوة على ترتيب بيته الداخلي. فإلى جانب استعداداته الجارية على قدم وساق للانتخابات النيابية المزمع اجراؤها العام المقبل، يجهد التيار لمعالجة عاصفة الخلافات الداخلية التي هبت عليه أخيرا وستقود ثلاثة من كوادره، نعيم عون وأنطوان نصرالله وزياد عبس، إلى “قفص الاتهام” الحزبي. ذلك أن المجلس التحكيمي في التيار يعقد غدا جلسة للنظر في الاتهامات الموجهة إلى الكوادر الثلاثة، والتي يبقى أبرزها تلك المتعلق بـ”إثارة ازمات التيار الداخلية في الاعلام”.

وفي وقت علت الأصوات المنددة بسياسة الرئيس الجديد للتيار، وزير الخارجية جبران باسيل، معتبرة أنها السبب الأساس وراء الأزمة العونية الداخلية، طلب المتهمون الثلاثة أن تكون جلسة المحاكمة علنية ليتسنى لناشطي التيار ومناضليه ومناصريه ابداء رأيهم في مسببات ومجريات المشكلة، وهم ينتظرون رد القيادة الحزبية على هذا الطلب ليبنوا على الشيء مقتضاه.

وقبل 24 ساعة من جلسة المحاكمة الحزبية، كشفت مصادر مقربة من المتهمين للوكالة “المركزية” أن “لا جواب رسميا حتى الساعة في هذا الشأن، إلا أن الأجواء لا توحي بأنهم قد يقبلون بذلك. في ضوء هذه الصورة، يتجه الكوادر الثلاثة بجدية إلى عدم حضور جلسة الغد”.

وردا على منتقدي نهج القيادة الجديدة الذي يعتبر كثيرون أنه أربك تيارا، جهد العماد ميشال عون لتأسيسه وتدعيمه بنضالات المحازبين، لفتت المصادر إلى أن المشكلة أبعد من ذلك بكثير، مشيرة إلى أن “هناك ممارسة معينة متبعة منذ العام 2007 داخل التيار، غيّبت من خلالها المشاركة الحقيقية، لتستبدل بنوع من الأحادية في التعاطي في الشؤون والادارة الحزبية، وهنا مكمن المشكلة. ذلك أن ما يجري اليوم يتلخص كالآتي: تريد مجموعة من الحزبيين مناقشة وجهة نظرها على الطاولة، غير أن الاطار اللازم لايصال صوتها ليس موجودا داخل التيار. وقد شهد هذا الأخير تراكمات من هذا النوع ولدت الأزمة التي ما لبثت أن خرجت إلى العلن”.

وعلى رغم الكلام عن أن ما يعيشه البيت الداخلي العوني سيترك تداعيات أكيدة على معارك التيار السياسية، وبينها الاستحقاق الرئاسي، اعتبرت المصادر أن “على عكس الاعتقاد السائد لدى الرأي العام، فإن الأزمة التي يعانيها التيار دليل صحة وعافية حزبية، وليست مؤشرا إلى ضعفه، خصوصا أن القاعدة الشعبية والحزبية العونية ليست من النوع الذي يقف مكتوف الأيدي إزاء خطأ معين. وهذه الدينامية تشير إلى أن هذا الجسم لا يزال قابلا للحياة، علما أن بعض قياديي التيار لا يتعاطون بايجابية ولا يريدون مناقشة الرأي الآخر، وهذا ما يظهر بوضوح من خلال معالجتهم وتعاطيهم مع ملف القياديين الثلاثة”.

ما الخطوات الممكن أن يقدم عليها القياديون الثلاثة؟ تشدد المصادر على أن “مهما حصل غدا، وإن وصل الأمر بالقيادة إلى حد فصل “الثلاثي المعارض”، فإن عبس ونصرالله وعون يعتبرون التيار بيتهم. ولهذا السبب، فإنهم سيواصلون لفت النظر والتنبيه إلى أن الاشكالية التي نراها في البيت العوني الداخلي حقيقة وليست وهما. وهي ليست مرتبطة بصراع على المواقع والمناصب الحزبية. وهم قرروا مواصلة مسعاهم لأنهم يؤمنون أن هناك هيكلية حزبية وإطارا معينا يضم شبابا راكموا نضالا وتجربة سياسيين يجب أن يحفظا، علما أن لا نية ولا مصلحة في خروج القياديين الثلاثة”.

وعن مدى ارتباط الأزمة بشخص باسيل، اعتبرت المصادر أن “على عكس الرأي السائد شعبيا، المشكلة لا علاقة لها بشخص رئيس الحزب، غير أنه تحت الضوء لكونه في موقع المسؤولية الحزبية، ما يجعل الناس يضعونه في قفص الاتهام أولا، علما أن التنظيم الحزبي، بصيغته المعتمدة راهنا، لا يؤمن “الحماية” لباسيل. أي أنه يشغل موقعا متقدما في نظام رئاسي (لجهة تركيز الصلاحيات بين يدي رئيس الحزب)، لا يتيح مجالا للشراكة في المسؤولية الحزبية”.

إشارة إلى أن القيادي نعيم عون يطل عبر الـ”إم تي في” ضمن برنامج “بموضوعية” مع الزميل وليد عبود التاسعة والنصف مساء غد الاربعاء ليغوص في ملف التيار من مختلف الجوانب الحزبية والقانونية.