IMLebanon

ما صحّة المعتقدات الشائعة عن الملح؟ 

salt

 

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

الملح، المكوَّن من الصوديوم والكلوريد، يحصل في كثير من الأحيان على سمعة سيّئة. غير أنّ الصوديوم ضروري للحفاظ على توازن السوائل في الجسم، وإنتقال الإشارات العصبية، وتقلّص العضلات، ومهام أخرى أساسية. ما حقيقة المعلومات الشائعة التي نُسبت إلى هذه المادة البيضاء على مرّ السنين؟على رغم أنه لم يُثبت بشكل قاطع أنّ الغذاء المنخفض الملح يؤثر إيجاباً في أمراض القلب أو الموت، بإستثناء إذا كنتم تشكون أساساً من الضغط المرتفع أو أمراض القلب، لا يزال العديد من الهيئات الصحّية يوصي بالحدّ من الصوديوم.

قصّة الملح ليست بهذا السواد والبياض الذي تتوقّعونه. بعض خبراء الصحّة يقول إنّ تقييد هذه المادة البيضاء يؤدي إلى آثار سلبيّة على الصحّة. ما هي القصّة الفعليّة إذاً؟ إطلعوا على أهم الأساطير الشائعة المتعلّقة بالملح والصوديوم:

-السبب الوحيد للقلق من إستهلاك الملح هو ضغط الدم: خطأ، إذ أظهرت الدراسات أنّ كثرة الصوديوم مرتبطة بمشكلات صحّية أخرى كسرطان المعدة، وقرحة المعدة، وترقق العظام، وتشنّج العضلات، وخلل في أداء الدماغ. تناول الملح لا يسبب، إنما قد يؤدي، إلى إرتفاع ضغط الدم خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية على للملح.

– لا شيء في الملح مفيد لكم: خطأ، فهو أساسي للحياة إذا إستُهلك بطريقة معتدلة. إنه مكوّن رئيسي للدم، ويساعد على نقل المغذّيات داخل الخلايا وخارجها، وينظّم ضغط الدم، ويلعب دوراً في وظائف الجهاز العصبي. إذاً يحتاج الإنسان إلى الملح، لكن ليس بكثرة أو بقلّة.

– الجميع يستجيب للملح بالطريقة ذاتها: خطأ، معظمنا إما حسّاس على الملح أو مقاوم له. مستوى الحساسية أو المقاومة يُحدّد من خلال عوامل عديدة، بما فيها الجينات، والعرق، وحجم الجسم، والغذاء العام.

تعني حساسية الملح عندما يتغيّر ضغط دم الشخص بشكل ملحوظ نتيجة زيادة الملح في الغذاء أو خفضه. الأشخاص الأكبر سنّاً، والذين يعانون زيادة الوزن، والنساء، والأميركيون من أصل إفريقي، والآسيويون الجنوبيون هم أمثلة على المجموعات المعروفة بأنها تملك حساسية أكبر على الملح.

مسألة حساسية الملح تكمن وراء سبب توصّل دراسات عديدة إلى نتائج متضاربة عن تأثير الصوديوم في الصحّة بالنسبة لجميع السكان. قد لا يواجه بعض الأشخاص أيّ تغيّرات في ضغط الدم أو إحتباس السوائل عند تناولهم الملح، بعكس نظرائهم، وذلك يعتمد على حساسيتهم على الملح. عموماً، تناول غذاء صحّي منخفض المأكولات المصنّعة، وعالي الفاكهة والخضار والأطباق المحضّرة في المنزل هو رهان آمن للجميع.

– عدم رشّ الملح يعني أنّ الغذاء قليل الملح: خطأ، غالبية كمية الصوديوم تأتي من الأطعمة المصنّعة كاللحوم المصنّعة، والشوربة المعلّبة، وصلصات البندورة والمعكرونة، والكراكرز… وليس من الكمية المُضافة أثناء الطبخ أو تناول الطبق. إذا كنتم تستهلكون أطعمة مصنّعة، إبحثوا عن الأنواع القليلة الصوديوم من حين إلى آخر، كالصلصات المنخفضة الصوديوم، والأفضل الإبتعاد منها كلّياً.

– الإنتباه إلى كمية الملح يمنع التلذّذ بالطعام: خطأ، الأعشاب، والبهارات، والثوم، والبصل، والحامض، والفلفل الأحمر والأسود… مكوّنات متنوّعة تُضيف نكهة لا مثيل لها إلى أطباقكم وتُغنيكم عن كثرة الملح. في الواقع، إضافة القليل من الملح إلى أطباقكم المحضّرة في المنزل تملك تأثيراً أقلّ بكثير من إستهلاك كميات مرتفعة من المأكولات المصنّعة والمجهّزة التي تكون مشبّعة بالصوديوم.

– صغر السنّ يُغني عن القلق بشأن كمية الملح: خطأ، الإفراط في تناول الملح يدفع الجسم إلى الإحتفاظ بسوائل إضافية تشكّل ضغطاً على الأعضاء، كالقلب، والكِلى، وأيضاً الشرايين. يؤدي هذا الأمر إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والضغط المرتفع في المستقبل.

في حين أنه ليس المطلوب من الشباب تقييد جرعة الملح المستهلكة بشكل كامل، لكن في المقابل ليس من الجيّد لأيّ شخص مهما بلغت فئته العمرية أن يتناول أطعمة غنيّة بالملح.