IMLebanon

أحلام الجيش في عيده الـ71! (بقلم رولان خاطر)

lebanese-army-kaa

 

رولان خاطر

 

في الذكرى الـ71، يحيي الجيش اللبناني عيده من دون عرض عسكري للمرة الثالثة، ومن دون رأس للبلاد، يحمي الجيش، ويحضن الجمهورية.

في الاول من آب 2014، مرَّ عيد الجيش، وكان الغياب الاول لرئيس الجمهورية، وغاب العرض العسكري.

في الاول من آب 2015، مرَّ العيد الثاني، وكان الغياب الثاني للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وغاب العرض العسكري.

وفي الاول من آب 2016 يسمر العيد الثالث والغياب الثالث.

صرخة مؤمن بلبنان، إلى كل المؤتمنين على النظام والجمهورية، إلى كل القيادات السياسية والوطنية، إلى كل الذين حاربوا وضحّوا وقدموا شهداء من أجل الدولة والكيان… ومن أجل الجيش:

أبعدوا أشباح الظلام عن الجيش،

واجهوا من يمنعون عنه التسليح بالعتاد والذخيرة والأسلحة المنوّعة المتنوعة…

أبعدوا من يقتلون ضباطه في عرسال، أو على تلة سجد…

حاسبوا من يعتدون على ضباطه وعناصره في مار مخايل، ويطلقون قاتليهم من على أقواس المحكمة العسكرية…

واجهوا من يضعون الخطوط الحمر حول رقبته،

لا ترضخوا لمن يريد أن يسيّب الحدود، فيمنع وصوله إليها،

لا تسكتوا لمن يمنع دخوله إلى مناطقه وضاحيته ومخيماته، مناطق تأوي سارقين وإجراماً، ضواحي تأوي “قديسين” وتكفيراً وإجراماً، ومخيمات تخبئ سلاحاً وإجراماً، وأخرى تأوي نازحين وإرهاباً وإجراماً،

حاسبوا من يتلهون بمسألة تعييناته رأفة بالبلاد والعباد، فلا حامي للدار والديار إلا هو. ولا حامي لمكوّنات لبنان إلا هو. ولا حامي للجمهورية وحريّة الكيان والإنسان إلا هو. ولا حامي للسيادة والأمن والاستقرار إلا هو. ولا فريقاً يحمل همّ لبنان من “دون مقابل” إلاّ هو.

إسجنوا أصحاب الدويلة، وقادة السلاح غير الشرعي، أكانوا معمَّمين، أو فقهاء، أو سياسيين أو عسكريين، التاريخ مليء بالعبر والدروس، لا حياة لجيشين على أرض واحدة، ولا لسلاحين على سيادة واحدة، ولا لقرارين في جمهورية واحدة.

أطلقوا حريّته، صونوا كرامته، فيصنع لكم الحياة والمستقبل،

كونوا على مستوى الأمانة والتضحيات، فيصنع لكم لبنان القوة، لبنان العدل، لبنان المجد، لبنان الـ10425 كلم2.

كونوا رجال دولة… فؤاد شهاب وكميل شمعون ورينه معوض وغيرهم رسموا الطريق كي نكمل المشوار حتى النهاية لا كي نقف بوسطها.

ماذا يريد الجيش منّا؟

أيّها اللبنانيون، أنا اليوم، الجيش اللبناني، أرفع العلم… ثوروا من أجل أمنكم، وتوقوا من أجل حريّتكم. حافظوا على الارث. لا تخضعوا لقيود الاقطاعية، ولا لمفاهيم العبودية. فالاقطاعية تصادر الكرامة، والعبودية تقتل الحريّة.

عندما تتحرّرون، أتحرّر أنا. وعندما تخضعون، أموت أنا.

كونوا شعباً لا يُطوى عنفوانه، ولا يُكسر تصميمه، ولا تُصادر إرادته، فبذلك، تكرمّون كل الشهداء الذين قدمتهم في سبيل الغالي، ولا غالي إلا لبنان.

بذلك، تشكلون لي دعماً لأواجه التهديد والتكفير والارهاب، وفقط من أجل لبنان.

أما الذين يملكون على مصير الوطن، مسؤولياتهم كبيرة، والمطلوب منهم الكثير… هي عناوين يريدون من الشعب أن ييأس للتوقف عن المطالبة بها، لكننا لن نفعل… سنبقى نطالب بها، ونؤكد…

على حصرية السلاح بيد الدولة ورفض كل السلاح غير الشرعي، من مخيّمات الفلسطينيين وصولا إلى مربعات كل “القديسين” في “حزب الله” أو غيره من المنظمات التي تصنّف إرهابية،

على أن الدولة وحدها مسؤولة عن حماية الحدود وصون السيادة،

على أن بندقية الجيش والقوى الأمنية الشرعية وحدها قادرة على حماية اللبنانيين وحفظ سيادة لبنان،

على أنّ المؤسسات الشرعية وحدها تبقى العنوان الأساس لقوة الدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية

على إعادة القرار الاستراتيجي والعسكري والأمني إلى المؤسسة العسكرية

ونؤكد ونؤكد أن انتخاب رأس للجمهورية، الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو الطريق والحق والحياة لانتظام عمل المؤسسات، وإعادة تكوين كل السلطات في لبنان، وإعادة تكوين لبنان نفسه.

أصابنا “القرف” من معادلات اليوم. “لولا المقاومة لما نعم لبنان بالأمن”… “لولا خيار المقاومة محاربة التكفيريين لكان الارهاب في بيروت”… لولا “حزب الله” لكان “داعش” وصل إلى جونية”…  هي معادلات “مقرفة” كأصحابها وكل الذين يطلقونها.

نريد معادلتنا التي تحمينا نحن اللبنانيين، وتحمي ثقافتنا نحن، وإرثنا نحن، ونظامنا نحن، ودولتنا نحن، وسيادتنا نحن، و”عَلَمنا” نحن… هي معادلة واحدة ووحيدة… “الجيش والشعب والدولة”.