IMLebanon

ثلاثية عين التينة… حوار الوقت الضائع!

dialogue-table-august-2

إنشغلت الاوساط السياسية في تقويم نتائج الخلوة الحوارية التي إنعقدت في عين التينة على مدار 3 أيام والتي إنتهت من حيث بدأت.

وقد قالت مصادر سياسية مطّلعة للوكالة “المركزية”، انّ تبخر جدول اعمال الحوار كان متوقعا سلفا ان لجهة الاتفاق على انتخاب رئيس، عجزت كل الجهود الاقليمية والدولية عن تأمين التوافق حوله، او لناحية قانون الانتخاب العتيد المأمول الوصول اليه من دون طائل، فحاول الرئيس نبيه بري وتجنبا لسقطة مدوّية وانتكاسة حوارية لا تحمد عقباها في ضوء ما اظهرته حصيلة نقاشات اليوم الاول الحامية، حرف النقاش عن بنود الجدول الى حيث يمكن تجنب المواجهة، فذهب في اتجاه فتح باب النقاش في الموازنة، لكن، وازاء تلمّسه مدى التعقيدات التي ما زالت تتحكم فيه مع استمرار اصرار التيار الوطني الحر وحزب الله على ربطها بمصير قطع الحسابات للسنوات العشر منذ العام 2005 والبالغة 11 مليار دولار ، قرر طرح فكرة انشاء مجلس الشيوخ التي ملأت فراغ “الرئاسة وقانون الانتخاب” بنقاش اصطدم بجدار المواجهة الذي بنته قوى 14 آذار قطعا لمحاولات الالتفاف على الرئاسة لتنتهي الخلوة من نقطة انطلاقها.

وتبعاً لذلك، لخّصت المصادر ردات الفعل الاولى على الحوار بالملاحظات الاتية:

ـ مخطئ من كان ينتظر من الحوار اكثر مما خرج به، فالكل يعرف حجم العقبات التي تواجه الاتفاق ولا سبيل لحلها الا بقرار كبير لا تملك القوى المحلية مفتاحه.

ـ عقدة الاستحقاق الرئاسي معروفة قطبتها الرئيسية ، وعقبتها الداخلية انعكاس للخلافات الخارجية.

ـ حاول الرئيس بري الذهاب في اتجاه مواضيع أكثر واقعية علّ النقاش في احدها يصل الى نتيجة فلم ينجح.

ـ ان طرح انشاء مجلس الشيوخ فتح النقاش الداخلي على آفاق اخرى، اذ بعدما كانت الطائفة الدرزية تطالب برئاسة هذا المجلس، تبيّن انّ ثمة اكثرية اورثوذكسية ضاغطة تطالب بهذا المنصب بما يؤشر الى امكان فتح جدل درزي ـ ارثوذكسي قد يتحول الى اسلامي ـ مسيحي ليس الوقت وقته.

وخلصت المصادر الى القول، بالاستناد الى ما شهدته مشاورات الايام الثلاثة، فانّ اكثر ما ينطبق عليها من توصيف هو حوار الوقت الضائع لابقاء خطوط الاتصال بين القوى السياسية مفتوحة ليس أكثر، وحوار 5 ايلول لن يكون افضل من “ثلاثية آب” ما دام شيء لم يتغير في الواقع السياسي المحلي والاقليمي.