IMLebanon

رسالة مفتوحة إلى رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية المُنتخب

nemetallah--hachim

كتب هيثم شلومو في “أليتيا”

انتخب الرهبان الموارنة اليوم الأب نعمة الله هاشم رئيساً عاماً على الرهبانية اللبنانية المارونية، الرهبانية التي أعطت لبنان والعالم شربل، رفقا، نعمة الله واسطفان وحافظت على أراضي الكنيسة في لبنان وكانت رمز صمود في أزمنة عديدة.

لم يكن مفاجئاً انتخاب الأب هاشم، وهو الشاب المحب للأرض والبعيد عن الأضواء الإعلامية والذي يعرف رهبنته جيداً وهي بتاريخها ومؤسساتها تشكّل إحدى أبرز قواعد البناء اللبناني.

طاعة، عفة وفقر، نذور على الراهب الالتزام بها في عالم وكنيسة بحاجة اكثر من أي وقت مضى الى تلك النذور، وفي مجتمع لبناني بعُد عن الجذور واصبحت الحرية غير المسؤولة الخبز اليومي لكثير من أبنائه، اصبح على الراهب ان يكون ملتحفاً بهذه النذور فلا يحيد عن حقيقة يسوع ولا يكون هدفاً لدفع آخرين الى الشك بروحية الإنجيل، وهذا ما سيكون على قدس الأب العام الجديد العمل عليه، إعادة أصالة الحياة الرهبانية الى الأديار ولا شك أنّ أديار الرهبانيات في لبنان ما زالت نابضة ببخور الليتورجية والتقليد السرياني الذي هو خبز الرهبان اليومي.

الشعب المسيحي في لبنان والماروني خاصة ينتظر منكم يا قدس الاب العام متابعة نهج حياة النسك الذي بدأ مع مارون ولم ينته بشربل بل عادت الحياة الى قنوبين ومحابسها بتشجيع الرهبانية حياة النسك وفتح الباب أمام ابناء رهبانها العودة الى التمسّك بحياة الزهد التي انطبعت الرهبانية اللبنانية بها.

إنّ التقدّم العلمي وانفتاح العالم على بعضه البعض جعل الكون قرية صغيرة واصبحت مؤسسات الرهبانية بحاجة الى تفاعل مع المحيط القريب والبعيد وأصبح الرهبان بحاجة الى صقل مهاراتهم العلمية، وبناء استراتيجية تواصل داخلي وخارجي، غير إنّ ما يميز الراهب عن الشخص العادي هو التزامه بحياته الديرية وتغليب الصلاة على العلاقات العامة وادارة المؤسسات، لهذا، حبكم للأرض، ونفح حياة الزراعة من جديد في أديار الرهبانية، يجب أن يكون على راس قائمة المشاريع التي ينتظرها الشباب الماروني منكم. فكم جميل أن يعود الراهب الى الزراعة فينمو عدد الأخوة العاملين وتنبض الأديار بالدعوات أكثر فأكثر.

أبعدوا السياسة عن الرهبان، والرهبان عن السياسة، وافتحوا الأديار ومؤسساتها للفقراء الى أي طائفة انتموا، فالموارنة هم للجميع ودورهم في الشرق لا يقل شأناً عما قام به الرسل من تبشير، فلا نحصرنّ عمل الرهبانية بأبناء الطائفة فقط، ولا نحصرنّ أيضاً مؤسسات الطائفة بالصداقات الرهبانية والعائلية بل نجعل من مؤسسات الرهبانية واحة يتنافس للدخول اليها الشباب المثقف والمستحق.

وإن أردتم مثالاً تقتدون به في قيادتكم الرهبانية، فليكن البابا فرنسيس المثال لكم في الادارة المؤسساتية والمالية والصلاة، ونحن لا شك على يقين أنكم ستقودون الرهبانية الى حيث يريد الروح والذي هو اختاركم وليس فارق الأصوات فقط.

اليوم، يخضع بأمر الطاعة جميع الرهبان لكم، للكنيسة، فكونوا الأب الصالح للجميع، من انتخبكم ومن لم ينتخبكم، بل على العكس، افتحوا الباب للجميع فالرهبانية بحاجة الى جميع أبنائها.

قدس الاب العام،

نتمنى لكم وللرهبانية التألّق الدائم في القداسة والمثال الصالح، فلا يحيد عن بالكم أنّ أملاك الرهبانية هي للشعب الماروني وليست ملك أفراد، ونحن متؤكدون أن على عهدكم ستزدهر الدعوات وتفوح رائحة القداسة أكثر فأكثر في وقت بحاجة الشرق الى قديسين احياء يقودون القطيع الى بر الأمان.