IMLebanon

قلق عوني من صفقة بين الضاحية واليرزة!

hezbollah-and-fpm-flags

يحاول “حزب الله” عبر مواقف مسؤوليه الاخيرة التي تلتقي كلها على دعم ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون للرئاسة، وتحميل تيار المستقبل مسؤولية عرقلة انتخابه وضرب الميثاقية وتهميش المسيحيين، تقليصَ الهوة التي كبرت بين طرفي “ورقة التفاهم” بعد أن أحجم الحزب عن التضامن مع حليفه في مسألة تعطيل الحكومة وفي قضية التمديد الثالث المرتقب لقائد الجيش العماد جان قهوجي. فقاطع التيار البرتقالي الجلسة الوزارية الاخيرة وحيدا ويلوّح بالتصعيد، فيما الحزب لا يبدو في هذا الصدد، حيث مصالحه الاستراتيجية تتقدم اعتباراته المحلية وهي تقضي حاليا بعدم ضرب الحكومة، وفق ما تقول مصادر سياسية مستقلة للوكالة “المركزية”.

المصادر تكشف انّ “الحزب” لا يريد في هذا الظرف تطيير حكومة الرئيس تمام سلام وهو متمسك بها لاكثر من سبب واعتبار، يتعلق بانشغاله بالمعارك في سوريا وبالتطورات في أكثر من ميدان عربي، وبتفضيله ابقاء الوضع المحلي على حاله وعدم خربطته في انتظار اتضاح مسار الأمور في المنطقة، مشيرة الى ان “الحزب” أبلغ الرابية بموقفه هذا، وكان حاسما وواضحا في التشديد على ان اللعب بالحكومة واسقاطها ممنوعان راهناً”.

من جهته، تلقف الحزب البرتقالي رسالة حليفه بريبة وقد ولّدت في أوساطه شكوكا وعلامات استفهام كثيرة، اذ بات يخشى، وفق المصادر، ان يكون الضوء الاخضر الذي يعطيه حليفه لتأجيل تسريح قهوجي، مقدمةً لتقارب سياسي بين الضاحية الجنوبية واليرزة، في المرحلة المقبلة.

ويبدي البعض في “التيار الوطني الحر”، حسب المصادر، قلقا من امكانية ابرام صفقة بين الجانبين تذهب أبعد من قيادة الجيش وتمتد ربما الى رئاسة الجمهورية، لا سيما في ظل الرسائل الدبلوماسية العديدة التي تدعو الى الذهاب نحو شخصية حيادية بعد ان فشل الاقطاب الموارنة الاربعة في تحقيق خرق في جدار الازمة الرئاسية.

وتقول المصادر ان ما يزيد مخاوف التيار من خطوة كهذه، هو حجم التنسيق الامني القائم اليوم بين الجيش وحزب الله، خصوصا على الحدود الشرقية بين سوريا ولبنان، والتقاء الطرفين عند أهمية محاربة الارهاب والتنظيمات المتطرفة، ما يعني ان حزب الله سيكون حتما مرتاحا لوصول العماد قهوجي الى قصر بعبدا، ذلك انه يتشارك معه الأولوية نفسها، وربما كان التعاون الامني والعسكري بين الجهتين مقدمة لتفاهم سياسي في المستقبل بينهما، يخشى “التيار” أن يأتي على حساب حظوظ العماد عون الرئاسية.

ويترافق هذا القلق “العوني”، وفق المصادر، مع معلومات كثيرة تتحدث عن الوضع الامني غير المريح في عين الحلوة. واذا كان سحب فتيل تفجيره من قبل المتشددين، يتم اليوم “على البارد” حيث يسلم المطلوبون المتوارون داخله تباعا أنفسهم الى الجيش بموجب اتفاق أبرم بين الدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية، الا ان التيار لا يستبعد ان تتدهور الامور فجأة في المخيم ويضطر الجيش الى التدخل للحسم، على غرار ما حصل في مخيم نهر البارد، فتكون المعركة مقدمة لايصال العماد قهوجي الى بعبدا تماما كما حملت معركة “البارد” العماد ميشال سليمان الى سدة الرئاسة.

ويبقى أن تحسم التطورات المحلية التي ستحملها الايام المقبلة سياسيا وحتى أمنيا، ما اذا كانت “مخاوف” بعض “العونيين” في مكانها أم لا، تختم المصادر.