IMLebanon

“المستقبل”: سلة بري مرفوضة!

nabih-berri-and-saad-al-hariri

تجزم مصادر سياسية في تيار المستقبل أنّ رهان بعض القوى المحلية على قبول الرئيس سعد الحريري وتياره وحتى سائر قوى 14 آذار بمنطوق الحل عبر السلة خاسر ولا مجال للسير بهذا الطرح بعدما اكتوى من تجربة اتفاق الدوحة وافرازاتها التي، وعلى رغم كل التنازلات التي قدمها هذا الفريق من أجل المصلحة الوطنية، اثبتت فشلها في ضوء تملص فريق 8 آذار مما التزم به وفي شكل خاص عدم استقالة الحكومة بحيث انسحب وزراء “امل” و”حزب الله” والوزير الشيعي من حصة الرئيس ميشال سليمان، من حكومة الوحدة الوطنية خلال وجود رئيسها سعد الحريري في واشنطن حيث دخل البيت الابيض رئيس حكومة وخرج منه رئيس حكومة مستقيلة. فالسلة “المثقوبة” التي نفذت منها مكونات 8 آذار سابقا على رغم حصولها على مكسب الثلث المعطل، لن يضع فيها “المستقبل” بعد اليوم ثقته ولا تنازلاته التي لم تقرأ فيها هذه المكونات سوى بلغة الخضوع والاستسلام ووظفتها من اجل الانقضاض على الحكومة والدولة بعيدا من المصلحة الوطنية التي اثبتت التجارب انها غير مدرجة في اجنداتها ذات المصالح الاقليمية.

وتقول المصادر للوكالة “المركزية”، على رغم ان الهدف من سلة الرئيس بري قد يكون اخراج المأزق الرئاسي من عنق زجاجة الرابية التي تحتجزه من خلال مكاسب سياسية تقدم لـ”الجنرال” مقابل انتقاله الى الخطة “ب” غير الواردة في اعتباراته حتى الساعة، الا ان تيار المستقبل “لن يُلدغ من الجحر مرتين” وليس في وارد القبول بالعروض التي يقدمها قادة هذا الفريق، وقد أطل اول غيثها من طروحات امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله التي اقل ما يقال فيها انها عروض استسلام مبطنة بتسويات “مخادعة” لا يمكن القبول بها، لانها ستفضي الى وضع الحزب يده على ما بقي من مقاليد الحكم في لبنان، والا كيف تمكن قراءة عرض نصرالله الاخير بالتساهل في قبول عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة في مقابل القبول بوصول رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية مع التأكيد بأن رئاسة مجلس النواب لن تكون الا للرئيس نبيه بري مهما كانت نتائج الانتخابات النيابية؟ فمعادلة من هذا النوع تؤمن لحزب الله وفريقه الهيمنة الكاملة على الدولة ومؤسساتها وتبيع المستقبل من جيبه الخاص، ذلك ان الاستشارات النيابية لا يمكن ان تصب الا في مصلحة الرئيس الحريري اذا قرر تحمل المسؤولية مجددا.

واستنادا الى هذا المشهد، تؤكد المصادر ان قوى 14 اذار لن تتنازل مجددا ما دامت تنازلاتها الوطنية وُظفت سابقا في بازار المصالح الاقليمية، وباتت على قناعة تامة بأن كل العروض المقدمة لا تهدف سوى الى واحد من هدفين، الاذعان لمنطق الحزب ومن خلفه طهران وتسليم لبنان للنفوذ الايراني المطلق، والا ملء الوقت الضائع بمبادرات فارغة المضمون لالهاء اللبنانيين واشاحة انظارهم عما يقترفه حلفاء ايران في لبنان من “جرائم” في حق الدولة ورئاسة الجمهورية.

في مطلق الاحوال تختم المصادر ان انتخاب الرئيس لم يكن يوما مرتبطا بأي استحقاق آخر لانه سيّد الاستحقاقات ووضعه في سلة تربط مصيره بأمور اخرى ادنى اهمية يسدد ضربة للدستور الذي لا تحتمل نصوصه الشديدة الوضوح اي تأويل في مجال انتخاب رئيس البلاد، وغير مقبول ربطه لا بقانون الانتخاب ولا بالحكومة ورئيسها وشكلها وحصصها.