IMLebanon

طهران لا تحبذ الحريري في السراي

saad-haririi

 

 

يغيب الحجاج الإيرانيون عن مراسم الحج الى مكة في السعودية والمرتقبة الأسبوع المقبل مع حلول عيد الاضحى الاثنين. أما السبب، فتعذّر اتفاق القوتين الابرز في المنطقة، على صيغة تنظّم الحج هذا العام، في أعقاب حادثة التدافع في “منى” التي أودت بنحو 2300 شخص من بينهم 464 إيرانيا، السنة الفائتة.

الامر الواقع هذا يترافق مع تدهور خطير في العلاقات السعودية – الايرانية يتجلى في تصعيد في لهجة التخاطب بينهما. فالرئيس الإيراني حسن روحاني دعا اليوم “العالم الإسلامي إلى معاقبة السعودية على “جرائمها” في موقف اتسم بنبرة ايرانية غير مسبوقة تجاه المملكة منذ نحو عقدين، مضيفا “لو أن المشكلة مع الحكومة السعودية اقتصرت على الحج، لكنا توصلنا ربما إلى حل، لكن للأسف هذه الحكومة ومع الجرائم التي ترتكبها في المنطقة ودعمها للإرهاب، تريق دماء المسلمين في العراق وسوريا واليمن”. كلام روحاني سبقته انتقادات لاذعة ساقها مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي ضد الرياض حيث قال “على العالم الإسلامي أن يعرف حكامَ السعودية ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتاكة غير المؤمنة التابعة المادية”.

في المقابل، رد المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ معتبرا أن ما أدلى به خامنئي “أمر غير مستغرب”، مضيفا “يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين”. أما دول مجلس التعاون الخليجي فاعتبرت اليوم مواقف خامنئي “تحريضا مكشوف الأهداف”.

وإزاء تردي العلاقات بين الرياض وطهران وتوترها، تستبعد مصادر نيابية مستقلة عبر “المركزية” إحراز أي تقدم في الملف الرئاسي، وترى ان تحقيق خرق في جدار الاستحقاق يتطلب تفاهما ولو بالحد الادنى بين السعودية وايران، ذلك ان القوى المحلية في معظمها مرتبطة ارتباطا وثيقا بهاتين القوتين الاقليميتين، وطهران ترفض في الوقت الراهن الافراج عن الرئاسة اللبنانية وتستخدمها ورقة للضغط على القوى الدولية وتوظفها لمحاولة تأمين موقع لها في التسويات التي يعمل الاميركيون والروس على نسجها لأزمات المنطقة.

وفي حين كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طرح منذ أسابيع معادلة “رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد عون في بعبدا – الرئيس سعد الحريري في السراي”، ترى المصادر ان هذا العرض قد يكون فقد صلاحيته وبات غير قابل للحياة، في أعقاب موجة التصعيد الاخيرة بين السعودية وايران.

وليس بعيدا، تستبعد أوساط مقربة من فريق 8 آذار عبر “المركزية” عودة الحريري الى السراي في ظل الاوضاع القائمة محليا واقليميا.

وتشرح ان خطوة مماثلة تعني ادخال النفوذ السعودي مجددا الى الساحة اللبنانية ومن الباب العريض، مستبعدة ان ترضى طهران بهذه الحقيقة بعد أن تمكنت من اضعاف التأثير السعودي لبنانيا وتقليصه الى حدوده الدنيا منذ العام 2011. وعليه، تقول المصادر إن ايران تفضل حتما رئيس حكومة حياديا أو ليّنا على غرار الرئيس تمام سلام يمكن أن “تأخذ وتعطي” معه حيال سلاح حزب الله وانسحابه من سوريا وغيرها من الملفات الدسمة. أما اذا كان لا بد من تسليم مفاتيح الحكومة المقبلة الى الرئيس الحريري، فإن حزب الله ومن ورائه طهران سيجهدان لتطويقه بجملة قيود وشروط مسبقة تعيده الى الحكم مكبّلا وضعيفا، تختم المصادر.