IMLebanon

المكتب السياسي في “المستقبل” يستعيد زخمه تحضيراً للمؤتمر العام

 

future-bloc-meeting-Headed-by-samir-al-jesser

 

 

كتب عبدالله بارودي في صحيفة “الجمهورية”:

منذ عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، استعاد المكتب السياسي في تيار «المستقبل» نشاطه وأعماله، وعاد لينعقد دوريّاً، مكرِّساً دوره كأعلى سلطة في التنظيم، يقع على عاتقها وضع الرؤى والخطط الاستراتيجية للتيّار على مختلف الصعد.من الواضح أنّ إعلان الرئيس الحريري في رمضان الماضي عن انعقاد المؤتمر العام للتيار، لم يكن حادثاً عابراً، أو ردة فعل على ما حصل خلال الانتخابات البلدية ونتائجها في بعض المناطق اللبنانية، بل كان قراراً واضحاً من أعلى سلطة تنظيمية في التيار، بضرورة اعادة تنظيم الصفوف ورصّها داخلياً، قبل التفرّغ الى مواجهة التحديّات الخارجية!

بمعنى آخر، يريد الحريري أن يشكّل هذا المؤتمر صدمة حقيقية لجمهور التيار الواسع في لبنان وخارجه، من خلال وضع كلّ قيادات وكوادر «المستقبل» أمام مسؤولياتهم ومحاسبتهم على كلّ المرحلة الماضية بسلبياتها وإيجابياتها، ومن ثمّ الانتقال لتشكيل قيادة جديدة واعية، تحقق طموحات وأحلام أبناء التيار وجمهوره. ولعلّ البداية الحقيقية ستكون مع انتخاب المؤتمر العام المقبل، أعضاء المكتب السياسي الجديد الذي قد يشكّل انتخابه أوّلَ بارقة أمل لأبناء «المستقبل».

على هذا الأساس، يقول عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» المحامي محمد المراد: «المكتب السياسي مؤلف من 30 عضواً، 18 منهم جرى انتخابهم في المؤتمر التأسيسي، و11 عضواً يعيّنهم الرئيس، اضافة له».

ويشرح المراد لـ«الجمهورية» صلاحيات المكتب وآليات عمله: «انعقد المؤتمر التأسيسي للتيار في شهر تموز 2010، وانتخبت الجمعية العمومية الرئيس سعد الحريري رئيساً للتيار، كما انتخبت أعضاء المكتب السياسي، وأمين سرّ هيئة الاشراف والرقابة النائب سمير الجسر. بعد تعيين الحريري الأعضاء الـ11 لاستكمال تشكيل المكتب السياسي، عقد أول اجتماع، وتمّ انتخاب ثلاثة أعضاء كنواب للرئيس وهم: باسم السبع، وانطوان اندراوس، وسمير ضومط. كما انتخب أحمد الحريري أميناً عاماً للتيار بالإجماع».

ويضيف المراد: «تعتبر اجتماعات المكتب السياسي قانونية في حضور الأكثرية المطلقة من أعضائه، كما تتخذ القرارات بالأكثرية المطلقة لعدد الحاضرين».

ويشير الى أنّ المكتب «يقرّ كلّ التعيينات في التيار، من المنسقين العامين الى أعضاء مكاتب المنسقية، ومكاتب القطاعات. كما يصادق على قرارات الأمانة العامة والمكتب التنفيذي».

ويستعيد المراد تفاصيل المرحلة السابقة: «تعذّر عقد الاجتماعات دوريّاً في الفترة الماضية، بسبب غياب الرئيس الحريري القسري عن لبنان، وتراكم المحطات السياسية والأمنية الصعبة التي مرّت على البلاد. لكننا في الوقت نفسه، حاولنا قدر الإمكان بالتنسيق مع الرئيس الحريري، أن نكثّف من إطلالاتنا الإعلامية لتوضيح رؤية وسياسة تيار «المستقبل» ورئيسه من معظم المحطات والقرارات السياسية المفصلية».

لكنّ المراد يعترف: «لا يمكن لأحد أن يسدّ مكان الرئيس الحريري، مهما بلغ شأنه، ودرجة ثقافته، وبلاغته الخطابية، فالزعامة لا تُقاس بهذه المعايير وحدها. هذه نعمة ربّانية، كثر من السياسيين يحسدون الحريري عليها. فلهذا الرجل شخصية ساحرة، ورثها عن والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يأتي في أساسها محبة الناس وتعلّقهم به شخصياً، بغض النظر عن التيار وما يقوم به».

ويؤكد المراد: «اليوم، ومنذ إعلان الرئيس الحريري عن انعقاد المؤتمر العام، ينكبّ عمل المكتب على التحضير لهذا المؤتمر، من خلال الإشراف على كلّ الأعمال اللوجستية والتنظيمية، إضافة الى وضع جدول أعماله»، مشيراً الى أنّ المكتب «يجتمع هذه الفترة بشكل مكثّف، وبصورة دقيقة ومفصّلة ونظامية، برئاسة الوزير السابق باسم السبع، لإنجاح المؤتمرات الفرعية في المنسقيات، وفق أعلى معايير من الديموقراطية والنزاهة، وصولاً الى المؤتمر العام، لتشكّل صورته انعكاساً حقيقياً لمبادئ التيار وثوابته الوطنية».

وحين تسأله عن التغييرات التي قد تطرأ على أعضاء المكتب الحالي يقول: «هذا الأمر، في يد الجمعية العمومية وحدها، فالمؤتمر العام هو الذي يحسم هذه المسألة، إضافة الى مسألة أشار اليها الرئيس الحريري منذ البداية، وهي ضرورة إشراك الشباب والمرأة بشكل أكبر في مختلف المناصب القيادية في التيار، وبنسبة لا تقلّ عن 60 في المئة، ويأتي في طليعة هذه الهيئات المكتب السياسي».